الرياض تقرير: سهيل كرم بثت وكالة أنباء رويتر تقريرا إخباريا من الرياض بالأمس، حول العلاقات السورية - السعودية وتأثيرها علي لبنان ذكرت خلاله أن السعودية وسوريا حاولتا تهدئة التوتر في لبنان بشأن توجيه أي اتهامات لعناصر من حزب الله في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري لكنهما اختلفتا حول المحكمة التي شكلتها الأممالمتحدة لمحاكمة المشتبه بهم. وهدأت الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد من المعارك الكلامية بين الفصائل «اللبنانية بشأن رفض زعيم حزب الله حسن نصر الله للمحكمة بوصفها «مشروعا إسرائيليا غير أن السعودية وسوريا تدعمان فصائل لبنانية «متناحر» - وهذا أحد أوجه صراع أوسع نطاقا علي النفوذ الإقليمي بين المملكة التي يحكمها السنة وإيران الشيعية وبالنسبة للرياض أظهرت الزيارة التي قام بها الزعيمان لبيروت أن الأسد قد يبتعد عن إيران حليفته غير العربية ربما مقابل اطلاق يد دمشق في لبنان. ويقول طارق الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط المملوكة لسعوديين: إن المملكة لم تعط سوريا الضوء الأخضر لاستعادة قبضتها الحديدية القديمة علي لبنان. وأضاف: «الزعيم السوري وصل علي متن طائرة العاهل السعودي، وهذا يبعث برسالة قوية لإيران، والأهم الآن هو مراقبة ما» تفعله سوريا لا ما تقوله، وتحاول السعودية حليفة الولاياتالمتحدة التي يقلقها نفوذ إيران المتزايدة منذ حرب العراق عام 2003 وصلات طهران بسوريا وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) طوال عامين اقناع دمشق بتحجيم تحالفها مع طهران. وقال الكاتب السعودي المتخصص في الشئون السياسية خالد الدخيل السعوديون والسوريون متوافقون بشأن العراق أكثر من توافقهم بشأن لبنان.. لا تريد الدولتان رئيس وزراء مدعوما من إيران في بغداد، كما أنهما لا تريدان أن تهيمن إيران علي» العراق لأن هذا سيضعفهما، ويرصد بعض المحللين العرب مثل مصطفي العاني من مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي تغيرا طفيفا في وضع سوريا. وقال العاني «السوريون» يتحولون من العلاقات الاستراتيجية مع إيران إلي العلاقات الطيبة «مضيفا أن زيارة الأسد تمثل اقرارا مجددا بسيادة لبنان. وأضاف «أحجم السوريون دوما عن الاعتراف باستقلال لبنان والسعوديون نجحوا حتي الآن في وضع السياسة السورية تجاه «لبنان علي المسار الصحيح، من خلال تغيير علاقة تعتبر فيها سوريا نفسها السيد، وأصلح رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي كان يتهم السوريين بالضلوع في اغتيال والده العلاقات مع الأسد الذي وسع بالتالي نطاق حواره مع المفاوضين اللبنانيين، ويري بعض المحللين أن هذا سيؤدي إلي تمييع وضع حزب الله المميز في دمشق. وفي لبنان يختلف الأسد مع الملك عبد الله بشأن المحكمة التي انشأتها الأممالمتحدة والتي لم يرد ذكرها في بيانهما المشترك ببيروت علي الرغم من أن هذا كان سبب ريارتهما للبلاد. وقال الحميد: هناك نقطة خلاف أساسية تتعلق بالمحكمة السعودية تقول: إنه لا يمكن تجنبها وتدعم السعودية وحلفاءها في لبنان وأبرزهم رئيس الوزراء الحالي ابن الحريري الراحل المحكمة التي يوجد مقرها في «لاهاي» والرياض من بين المساهمين الرئيسيين في ميزانيتها. ولم يتضح بعد ما إذا كانت مطالبة السعودية لسوريا بممارسة نفوذها علي حزب الله لتخفيف حدة مواقفه ستأتي بثمارها.