كتبت في 10 مايو الماضي مقالاً بعنوان «الجامعة المصرية ضد المكفوفين» حيث ذكرت فيه أن قسم الإعلام «كلية الآداب - جامعة عين شمس» يرفض طلب المكفوفين بالالتحاق به طبقاً للائحة الداخلية للكلية.. لأنهم يعتبرونه من الأقسام العلمية التي لا يستطيع المكفوف والمعاق جسدياً التفاعل مع مناهجها. وهو ما يتم تنفيذه من خلال عبارة «ممنوع دخول المكفوفين والمعاقين» المدونة بالخط العريض علي استمارة طلب الالتحاق بالقسم. وهو ما اعتبرته حالة من التمييز التعليمي والاستبعاد من دخول بعض الأقسام حسب رغبة الطالب الحقيقية ولا حسب «نصيب» التنسيق، وهو تمييز يتم ترجمته إلي استبعاد وعزل من التفاعل والاندماج داخل المجتمع. ولقد أكدت أن هذا التمييز يمثل مخالفة صريحة لتطبيق المادة الأولي من الدستور، التي تنص علي المواطنة لجميع المصريين دون استبعاد أو تهميش أو عزل، ومن خلال المساواة التامة.. خصوصا أن ما يقوم بهذا التمييز هو قسم داخل كلية في مقابل كلية الإعلام بجامعة القاهرة.. التي تأخذ موقفاً حقوقياً بالدرجة الأولي. وبالتالي، لا أجد تفسيراً لما سبق.. سوي أنه قرار تمييزي وإجراء عنصري ضد حقوق الطالب المصري في التعليم. مؤخراً.. اتصل بي الأستاذ محمد الشرقاوي «المستشار الإعلامي لرئيس جامعة عين شمس» حيث أبلغني تحيات د. ماجد الديب «رئيس جامعة عين شمس»، وأنه قد استجاب لما كتبته بجريدة "روزاليوسف" في 10 مايو الماضي حيث قرر السماح للمكفوفين والمعاقين وذوي الحالات الخاصة بالالتحاق والقبول بجميع أقسام كليات الجامعة بلا استثناء بعدما تم منعهم طيلة السنوات الماضية من الالتحاق بعدد من أقسام الكليات، وعلي سبيل المثال: الإعلام والإنجليزي والعبري والآثار والإرشاد السياحي والمكتبات. حددت جامعة عين شمس الشروط الجديدة للقبول بأقسام الإعلام واللغة العربية والعبرية واللغات الشرقية بكلية الآداب للطلاب الراغبين في الالتحاق بهذه الأقسام.. حيث اشترطت حصول الطالب الراغب في الالتحاق بقسم الاتصال والإعلام علي 142 درجة كحد أدني في مجموع اللغات الثلاث والأولوية لأعلي الدرجات في المجموع الكلي وتقتصر الدراسة فيه علي طلاب الانتظام فقط. ويقبل القسم حملة الثانوية الإنجليزية والدبلومة الأمريكية بنسبة 1% من المقبولين علي أن تتم المفاضلة بين أعلي المجاميع كما يقبل الحاصلين علي الثانوية العامة من الدول العربية بشرط الحصول علي 95% في مجموع اللغات. أما بالنسبة لقسم اللغات الشرقية وآدابها.. فيجب حصول الطالب علي 75% من درجة اللغة العربية و70 % من مجموع اللغتين الأوربيتين، وبالنسبة لقسم اللغة العربية يقبل القسم الحاصلين علي 35 درجة في مادة اللغة العربية. نعم، إنها لفتة إنسانية تحدث للمرة الأولي منذ إنشاء هذه الأقسام.. وهي تجربة تستحق التعميم من جميع الجامعات بكلياتها المتعددة، وذلك علي اعتبار أن التعليم الجامعي حق لكل مواطن مصري انطبقت عليه معايير الالتحاق وشروطه.