ملحمة اقتصادية قادها اللواء محمد غانم مؤسس ورئيس شركة "النصر للتصدير والاستيراد" سابقا، رصدها باسم عادل في كتابه "تجربة للتاريخ من الملفات الاقتصادية والسياسية في حقبة الستينيات..أسرار لم تنشر من قبل"، الصادر عن شركة "إنارة للإعلام"، وقدم له الدكتور مصطفي الفقي والدكتور حسن عباس زكي وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووزير الإعلام الأسبق محمد فائق، بالإضافة إلي محمد غانم المؤسس والرئيس الأول للشركة، برعاية اللواء أمين يحيي زكريا الرئيس الحالي للشركة. أعلن الدكتور باسم عادل في حفل توقيع الكتاب، أن شركة "إنارة للإعلام"، قررت تحويل السيرة الذاتية للواء محمد غانم إلي مسلسل درامي. قال باسم عادل: عندما سجلت "رجل المدفع" مع اللواء محمد غانم، اكتشفت أنه شخصية ثرية جدا، فكل حدث من تفاصيل حياته يصلح أن يكون مسلسلا تليفزيونيا، لكنه أدهشني بأنه أراد أن نبدأ الكتابة بشركة "النصر"؛ ليبرز دورها القومي، بالإضافة إلي دور الأبطال الذين كانوا معه في هذه الرحلة. وأكمل: قصته تحمل كفاحا شديدا وفلسفة إدارته كانت بالفطرة، فهو وقتها لم يمتلك خبرة في العمل الإداري، لكن هذا الكتاب الذي يقدم فلسفة الإدارة هو ما ندرسه اليوم في جامعات الاقتصاد العالمية. أكد اللواء أمين يحيي زكريا أنه من الضروري الحفاظ علي الشركة "النصر"، هذا الصرح الكبير الذي بناه اللواء محمد غانم؛ لأنه علم من أعلام مصر في الاقتصاد، كما أنها مدرسة متميزة يعرفها الشرق الأوسط أصبح حجم نشاطها 700 مليون جنيه. أما وزير الإعلام الأسبق محمد فائق فقال: تصورت حينما اتصل بي غانم كي أكتب له مقدمة الكتاب أنه سيكتب عن القصص التي كان بطلا لها، والتي أعرف الكثير منها، والتي تعكس جميعها شخصيته التي تتميز بالاتزان وكبرياء الوطن، فهي قصص وتجارب تعكس هذه المرحلة من تاريخ مصر، التي كان يقودها الرئيس جمال عبد الناصر، ولكنني فوجئت بأن الكتاب عن شركة "النصر"، وأنه يتكلم قليلا عن نفسه، وأن البطل الحقيقي هو عائلة الشركة، وزاد تقديري له حينما قرأت الكتاب لأنه عكس تجربة قصة نجاح حقيقي، فغانم استطاع أيضا أن يعطي أفريقيا من روح الاتزان والوطنية. ولاعتذاره عن الحضور بسبب ظروف صحية، قرأ المؤلف كلمة الشاعر فاروق جويدة، التي كتبها تحت عنوان "محمد غانم والبناءون الكبار"، والتي جاء بها: "إن احتفال الشركة العريقة بهذا الرجل من رموزنا تتويج لرحلة عطاء صادقة عاشها محمد غانم من أجل هذا الوطن. محمد غانم تراث فريد من البشر الذين عاشوا من أجل فكره وحلمه وقضيته وأن يساهم في شركة النصر للتصدير والاستيراد التي تحتفل به اليوم وتؤكد معني الوفاء، كان محمد غانم ومازال أحد المقاتلين الشرفاء في كتيبة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكان فارسا في نخبة من رجال الاقتصاد والسياسة شاركوا عبد الناصر أحلامه. اختار قارة إفريقيا ليكون أحد فرسان مرحلة تاريخية غاية الثراء، وجعل شركة "النصر للتصدير والاستيراد" أحد القلاع الذي قام عليها الدور المصري في إفريقيا. وأذكر أنني في عام 1969 ذهبت في رحلة إلي دول غرب إفريقيا بدأتها من الإسكندرية علي ظهر سفينة تجارية حتي وصلت إلي ميناء "توالة" في الكاميرون، في هذه الرحلة شاهدت بنفسي علم مصر وهو يرفرف فوق كل أرض في بقاع موريتانيا وكينيا وغانا والسنغال ونيجيريا والكاميرون، كان هذا هو حصاد رحلة محمد غانم في مشوار كتيبة عبد الناصر في القصص، وكان محمد غانم جناحا من الأجنحة التي حلقت بها مصر في إفريقيا، إن ما نعانيه الآن في إفريقيا يتطلب منا أن نبحث عن كتاب هذا الزمن العظيم أمثال محمد غانم، ليعيدوا لمصر دورها وجلالتها ومكانتها في القارة السمراء".