كتب: أحمد الطاهري - حمادة الكحلي - ووكالات أنباء وسط إجراءات أمنية مشددة بدأت أمس فعاليات المؤتمر الدولي لإعادة إعمار وتنمية أفغانستان في كابول بمشاركة ممثلين عن 70 دولة ومنظمة دولية بينها مصر ممثلة في وزير الخارجية أحمد أبوالغيط. ودعا وزير الخارجية إلي عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث سبل دعم جهود الاستقرار والتنمية في أفغانستان. وأكد أبوالغيط في كلمته أمام مؤتمر كابول الدولي أمس علي دعم مصر للحكومة الأفغانية في جهودها المبذولة من أجل المصالحة الوطنية ولدفع العملية السياسية وعودة الأمن والاستقرار للبلاد من خلال الاستراتيجية التي وضعها الأفغان لأنفسهم. وحث وزير الخارجية المجتمع الدولي علي مراعاة الخصوصية الثقافية والقبلية والإسلامية للشعب الأفغاني وأكد علي أنه من غير المصلحة استعداء المواطن الأفغاني العادي عن طريق وسائل قتالية تتسبب في القتل الجماعي للمدنيين مشيرًا إلي ضرورة عدم الخلط بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان التي تضم تيارات متنوعة بحكم التفاوض مع بعض عناصرها شريطة قبولها نبذ العنف وإلقاء السلاح والانضمام للعملية السلمية. وتطرق أبوالغيط في كلمة مصر بالمؤتمر إلي إسهامات مصر علي الصعيد الأفغاني وما تعتزم القيام به بالتعاون مع الشركاء الدوليين في الفترة المقبلة، وأشار إلي أن العلاقات المتأزمة بين العالم الإسلامي والغرب لا يمكن أن تدخل في إطار المسلمات وإنما يمكن معالجتها بتبني سياسات تتسم بالحكمة وبمواقف متوازنة لا سيما فيما يتعلق بإيجاد حل عادل للمشكلة الفلسطينية وهو الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر في تحسين العلاقات بين الإسلام والغرب. ومن جانب قال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن مشاركة أحمد أبوالغيط وزير الخارجية في المؤتمر الدولي للتنمية وإعادة الاعمار في أفغانستان والذي عقد أمس لقيت ترحيبا كبيرا من جانب الرئيس والحكومة الافغانية وكذلك من وزراء خارجية الدول المشاركة في الاجتماع والتي زاد عددها علي 40 دولة الي جانب سكرتير عام الأممالمتحدة وأمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي وعدد من ممثلي المنظمات الدولية وغير الحكومية الأخري العاملة في المجالات الانسانية وإعادة الاعمار والسلم والأمن الدوليين. وأشار زكي في تصريحات صحفية أمس أن أبوالغيط أعرب للرئيس الافغاني حامد كرزاي عن حرص مصر علي مساندة أفغانستان سياسيا واقتصاديا من خلال عناصر التأثير الثقافي التي تملكها مصر كما جدد وزير الخارجية تأكيدات مصر علي أهمية مراعاة واحترام خصوصية الشعب الافغاني واحترام حقه في تقرير مصيره وتحديد أولوياته في بناء دولته وأن التعامل الدولي مع أفغانستان لايمكن أن يقتصر علي البعدين العسكري والامني الذي قد يأتي بنتائج عكسية خاصة إذا أسيئ استخدامه وتحول الي قهر لإرادة الشعب. ودعا البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول أفغانستان إلي دعم خطة المصالحة مع طالبان ودعم هدف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلي تولي القوات الأفغانية الأمن في 2014 وأن تمر نصف المساعدات الدولية لكابول عبر الحكومة الأفغانية. وفي خطابه أمام المؤتمر، اكد كرزاي تصميمه علي أن تتولي القوات الافغانية مسئولية الامن في كافة ارجاء البلاد بحلول 2014، وأعرب كرزاي عن اعتقاده بأن أفغانستان يمكنها أن تتمتع بالأمن والسلام والرخاء إذا أحسنت استغلال مواردها وإرادتها الوطنية ومساعدات شركائها الدوليين. وأشار كرزاي إلي أن سوء استغلال السلطة والفساد من أهم الأسباب التي تزعزع استقرار البلاد، متعهدا بمواصلة العمل علي القضاء علي بؤر الفساد. ومن جانبها، قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في كلمتها امام المؤتمر إن المرحلة الانتقالية في افغانستان لا يمكن إرجاؤها إلي ما لا نهاية لكنها وعدت بان التزام الولاياتالمتحدة سيستمر في البلاد بعد يوليو 2011 موعد لبدء انسحاب القوات الامريكية.