الأدميرال : إدوار جيو رئيس أركان الجيش الفرنسي ترجمة - هالة عبدالتواب - نقلا عن لوموند بينما كان شهر يونيو هو الأكثر دموية بين قوات التحالف في أفغانستان، والذي تزامن مع تغيير رئاسة القوات الدولية لحلف شمال الأطلنطي، أسرع المعلقون السياسيون بالربط بين تغير القيادة وتغير الاستراتيجية، وهو ما يجب تصحيحه في أسرع وقت. استراتيجية الناتو، واستراتيجيتنا واستراتيجية حلفائنا وشركائنا ليست موضع اتهام، فهي تقوم علي المبادئ التي تم الاتفاق عليها في قمة الناتو ببوخارست عام 2008: المشاركة الجماعية من حيث المدة، التوصل إلي حلول شاملة،عسكرية ومدنية، للسماح بنقل مسئولية البلاد إلي الأفغان أنفسهم، والعمل علي تطبيق سياسة إقليمية تشمل باكستان. وقد تم تحديد هذه المبادئ والموافقه عليها من قبل جميع الدول المشاركة في العمليات الدولية في أفغانستان، والذين وصل عددهم اليوم إلي 47 دولة، أعضاء في حلف الناتو أو غير أعضاء، لديهم 133 ألف جندي للحرب في أفغانستان. ووفقا لهذه المبادئ، تم تحديد توجيهات تنفيذية جديدة، وتقرر إرسال تعزيزات جديدة، وتم منع إجراءات تكتيكية. وفي الوقت نفسه، تم بذل جهود إضافية للتعجيل بتنمية قدرات قوات الأمن الأفغانية وتزويدهم بوسائل تساعدهم علي العمل مستقلين. وقريبا سيتم تخصيص 20% من قواتنا في أفغانستان لهذه المهمة التدريبية فقط. إن التزامنا في أفغانستان يسير وفقا لخريطة طريق. وقد أعطانا رئيس الجمهورية مهلة عامين للفوز برهان تحقيق الاستقرار في منطقة انتشارنا شمال شرق كابول، في كابيسا وسوروبي. وسيكون اللقاء الدولي القادم لتقييم تطورات الوضع والمستجدات، نهاية هذا العام في قمة الناتو بلشبونة. لكن بالتأكيد سنلتقي خلال عام 2011، ببيان إيجابي ذي نتائج ملموسة عن العمليات الجارية، وزيادة نفوذ قوات الأمن الأفغانية وتعهد الحكومة الأفغانية. وسنتمكن من تحديد ما إذا كانت الظروف مواتية لبدء نقل المسئوليات للأفغان. وحتي تحين هذه اللحظة، فنحن نكيف عملياتنا مع المستجدات علي أرض المعركة، ونستقي الدروس من العمليات السابقة وأثرها علي حركة المتمردين، والضغوط التي يمارسونها علي الشعب والأهداف التي يفضلونها. وفي منطقة مسئوليتنا، نعمل في الوقت نفسه علي ثلاثة محاور استراتيجية، الأمن والتنمية والحكم الرشيد، ودائما بتعاون وثيق مع الأفغان أنفسهم. وفي الوقت الذي تقوم فيه وحداتنا العسكرية بعمليات هجومية تسمح للقوات الأفغانية بالدخول في الإقليم وزعزعة استقرار الشبكات المتمردة، نقوم في الوقت نفسه بالعمل علي التطوير بمشاركة وزارية تتمثل في إنشاء فريق من المستشارين المدنيين لدي القيادة المركزية للقوات. إن 2010 عام محوري، ففي عام واحد قمنا بمضاعفة عدد القوات الأفغانية وقوات التحالف مرورا من 157 ألفاً إلي 353 ألف عسكري. مما أدي إلي تزايد مواز في العمليات العسكرية. وفي الوقت نفسه انخفض بشكل واضح عدد الضحايا المدنيين الذين يسقطون من جراء عمليات التحالف في حين تزايد عدد الأهداف الطالبانية. إلا أن التحدي مازال قائما أمام قواتنا، فإن تنفيذ المشروعات التنموية ونشر الخدمات الحكومية في جميع المناطق مازال في مراحله الأولي في حين مازال الفساد متوطنا. وقبل أن يتم تنفيذ كل محاور الاستراتيجية ومعرفة نتائجها، لابد لنا من وقت، فهذه الحرب حرب صبر ومثابرة: صبر ومثابرة الجنود في أرض المعركة، صبر الرأي العام الغربي، وبوجه خاص صبر ومثابرة الأفغان أنفسهم الذين يجب ألا يستسلموا لإرهاب المتمردين ويؤمنوا بأن مؤسسات بلادهم ستقف يوما ما وراءهم وتدعمهم. إن 2010 عام عصيب ودموي، فقد شهد في نصفه الأول مقتل 322 عسكريا من قوات التحالف، أي ما يعادل ضعف الضحايا في النصف الأول من 2009. لذا فإن التزام القوات العسكرية يصطدم بعدو يفهم جيدا رهانات هذا العام وتخوف المجتمع الدولي. وقواتنا علي الجبهة تشتبك بشكل شبه يومي مع هذا العدو في معارك تكون في بعض الأحيان شديدة العنف، وقد قتل منذ أول العام في ساحة الشرف 9 من الجنود الفرنسيين. لكن جنودنا سيواصلون مهمتهم في عناد إلي جانب الجنود الأفغان الذين يتطلعون إلي أن يصبحوا مسئولين في يوم من الأيام عن أمن بلادهم.