شئنا ام أبينا، فإن تجارة التحف في مصر ارتبطت في فترات طويلة بالأجانب؛ فهي انتشرت علي أيدي الإيطاليين واليونانيين في عشرينيات القرن الماضي وازدهرت بهم. وهي تجارة ذات اتجاهين، الاتجاه الأول للسوق الداخلية وجمهورها محدود نوعاً ما، بينما تتسع فوهة السوق الخارجية حاملة في جرابها أثارا فرعونية وإغريقية وقبطية واسلامية. وتلهث السوق العالمية في الآونة الأخيرة وراء الآثار الإسلامية التي ترتفع أسهمها إلي عنان السماء، وحالياً تقيم ثلاث دور مزادات عالمية وهي" بونهامز"و" كريستي" و" سوثبي" مزادين كل عام للتحف والفنون الإسلامية.. مما يغري مهربي الآثار بالبحث بنهم عن كل ما يرتبط بالعالم الإسلامي الذي تتمتع مصر بميراث هائل من كنوزه. ويركز مهربو الآثار والتحف أيضاً بؤر أعينهم علي المتاحف التي تشهد منطقة الخليج اهتماماً بها، خاصة متاحف الفنون الإسلامية.. علهم يمدونها بالنادر والثمين من الآثار الإسلامية. وما يخيف أن نلمح في محلات بيع التحف القيمة، لاسيما في منطقة خان الخليلي، أهلة لمآذن ، أجزاء لأبواب ومشربيات وصوان من قصور وبيوت قديمة، والمثير للاهتمام أن المقبلين علي شرائها ليسوا من المصريين. جرب أن تطوف بين ارجاء خان الخليلي وتأمل المعروضات المكدسة داخل المتجر وأمامه - بإهمال أحياناً يبعث علي الهلع - وستشعر وقتها بخوف من أن يختلط فيما يعرض بعض آثار إسلامية او قبطية نادرة قد نفقدها في طرفة عين ولنفاجأ بها معروضة في كتالوج مزاد بالخارج..ويظل اللغز الذي ندور في دوامته .. كيف خرجت؟ من أين حصلوا عليها؟ ما يجب أن نحميه ليس المباني والمتاحف والآثار كبيرة الحجم فقط إنما لابد من رصد المباخر، مساند المصاحف، المخطوطات ورقاعها، لوحات الخط العربي وأدواته، المشكاوات وقطع من نسيج كسوة الكعبة والدروع والخناجر والسيوف، صناديق الحلي والموازين.