بدا أمس أن سيناريو «أسطول الحرية» يقترب بشدة من الحدوث مجدداً لكن هذه المرة مع سفينة «الأمل» الليبية التي تقل متضامنين ومساعدات انسانية لقطاع غزة وإن تضاربت الأنباء حول وجهة السفينة. وبينما اكدت مصادر اسرائيلية ان السفينة تتجه نحو ميناء العريش محذرة من أن القوات الإسرائيلية لن تتردد في استخدام القوة ضد السفينة إذا توجهت لغزة، شدد مسئولون ليبيون وفلسطينيون علي ان السفينة لن تخضع للضغوط الاسرائيلية ولن تغير وجهتها نحو غزة محملين الدولة العبرية المسئولية الكاملة عن حياة المتضامنين علي متن السفينة. وذكر راديو اسرائيل ان مصادر عسكرية ابلغت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأن السفينة اتجهت الي ميناء العريش بعد ان تلقت تحذيرات من سلاح البحرية الاسرائيلي بعدم الاقتراب من سواحل غزة بأي شكل من الاشكال. واوضحت المصادر ان السفينة ابلغت زوارق سلاح البحرية الاسرائيلية التي تتابع تحركاتها بأن محركها الرئيسي قد تعطل وان عملية تصليحه ستستغرق بعض ساعات إلا أن مصدرا عسكريا اسرائيليا آخر اوضح ان قوات البحرية تراقب السفينة عن كثب للتأكد من أن الأمر ليس مناورة. ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن المصدر قوله ان القوات البحرية لا تتوقع مواجهة صعوبات مع السفينة في حال قررت التوجه الي غزة لكنها مستعدة لأي احتمال. واضاف المصدر: «لا نتوقع مواجهة مقاومة لكن اذا واجه جنودنا اي صعوبات فلن يترددوا في استخدام القوة». وقال مصدر أمني مصري ان القاهرة وافقت علي طلب سفينة الامل بالرسو في ميناء العريش لتفريغ حمولتها من المساعدات لكي يتم نقلها برا الي غزة في حال عدم تمكنها من الوصول الي ميناء غزة. واكد المصدر ل «روز اليوسف» ان مسئولي ميناء العريش والهلال الاحمر يجريان حاليا استعداداتهما لاستقبال السفينة مشيرا الي انه سيتم السماح للشحنة الطبية ومرافقي السفينة بدخول غزة من خلال معبر رفح. الا ان منظمي السفينة نفوا بشدة ان تقدم السفينة علي تغيير وجهتها من غزة الي ميناء العريش المصري. وقال يوسف الصواني المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي الخيرية المنظمة للسفينة ان الاخيرة مازالت متجهة الي غزة ولم يتخذ قرار بتغيير مسارها. واوضح ان السفينة تلقت انذارا من اسرائيل بعدم التوجه الي غزة مشددا علي ان السفينة لن تخضع للدولة العبرية قائلا: «لم نخرج من ليبيا الا لنتوجه الي غزة وسنتوجه الي غزة ولن نقبل الا بغزة». واشار الي ان ثماني سفن حربية اسرائيلية تطارد السفينة بالفعل وتقوم بعمليات تشويش ما تسبب في بطء سير السفينة ونسبت صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية لمسئول ليبي قوله ان مفاوضات غير معلنة تجري بين السلطات الاسرائيلية ومؤسسة القذافي للتنمية عبر اطراف عربية وغربية بهدف احتواء قضية السفينة الليبية والتوصل لحل وسط يقضي بنقل المساعدات الي غزة دون وقوع أي هجوم اسرائيلي علي السفينة وحسم الجدل حول الوجهة النهائية للسفينة. وقال ماشاء الله الزوي ممثل مؤسسة القذافي للتنمية المرافق للسفينة لوكالة الانباء الفرنسية «اتصل بنا الاسرائيليون وهددوا بإرسال البحرية لاعتراض السفينة في حال لم نغير وجهتها الي ميناء اشدود». كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونت» أن رجل الأعمال اليهودي النمساوي «مارتن شلاف» يتوسط بين إسرائيل ومؤسسة القذافي في محاولة لتغيير مسار السفينة إلي مصر. من غزة قال النائب المستقل جمال الخضري رئيس «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار» في بيان صحفي ان سفينة «الامل» الليبية تسير ببطء تجاه سواحل غزة رغم استمرار سلاح البحرية الاسرائيلي في حصارها وتشويش الاتصالات عليها. وحمل الخضري السلطات الاسرائيلية المسئولية الكاملة عن حياة المتضامنين علي متن السفينة، داعيا في الوقت ذاته لتشكيل شبكة أمان وحماية دولية للسفينة التضامنية حتي تصل غزة. ومن واشنطن أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية فيليب كراولي ان بلاده طلبت من الحكومة الليبية تجنب أي مواجهة لا طائل منها بين السفينة والقوات الاسرائيلية داعيا كافة الاطراف الي التصرف بمسئولية في تحركاتها لتلبية احتياجات سكان غزة وايد الناطق الأمريكي موقف اسرائيل بأن علي أي سفينة ترغب في نقل مساعدات الي قطاع غزة الخضوع للتفتيش الاسرائيلي أولا قبل نقل المساعدات عن طريق البر. وتقل السفينة الليبية 25 متضامنا من ثماني دول وتحمل ألفي طن من المساعدات الانسانية بين أغذية وادوية وابحرت السفينة من اليونان باتجاه غزة وهي سفينة نقل بضائع تملكها شركة «ايه اس ايه» اليونانية وترفع علم مولدوفا وربانها كوبي الجنسية. وتأتي السفينة الليبية في اطار سلسلة سفن تنظمها جهات دولية مختلفة بهدف التضامن مع غزة وكسر الحصار الاسرائيلي المفروض علي القطاع. وكانت اسرائيل هاجمت في 31 مايو الماضي في المياه الدولية سفن اسطول الحرية التي كانت تقل مساعدات ومتضامنين مع غزة ما اودي بحياة تسعة متضامنين وآثار تنديدا دوليا باسرائيل التي اضطرت لتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الحادث وجهت في تقريرها النهائي انتقادات للقوات الاسرائيلية. وفي سياق متصل، بدأت قافلة اردنية تحمل اسم «انصار 1» طريقها نحو غزة لإعادة بناء مستشفي الاطفال في دير البلح، الذي دمرته قوات الاحتلال الاسرائيلية في عدوانها علي القطاع نهاية 2008 وتضم القافلة 150 متضامنا اردنيا من مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي. وقال رئيس القافلة الدكتور عبدالفتاح الكيلاني ان لجنة شريان الحياة الاردنية جمعت «700 مليون دولار» بهدف بناء المستشفي كهدية من الشعب الاردني لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة. وتكفلت نقابتا المهندسين والمقاولين في الاردن بوضع المخططات والتصاميم الخاصة ببناء هذا الصرح الطبي الذي اعدت له لجنة شريان الحياة الاردنية دراسة وافية لبنائه. ولفت الي ان هدف القافلة هو كسر الحصار الاسرائيلي علي غزة.