في حادث مأساوي قد يكون هو الأول في مصر بهذه الطريقة ارتكب سائق اتوبيس بالمقالون العرب مذبحة وقتل 6 وأصاب 6 آخرين من زملائه أثناء توجههم لعملهم صباح أمس. موظفوا الشركة صعدوا إلي الأتوبيس الذي ينقلهم إلي مقر الشركة بمنطقة أبوالنمرس وأمام قرية «طموه» فوجئوا بالسائق «محمود طه» يخرج بندقية آلية من أسفل كرسي القيادة بعدما أوقف الأتوبيس علي بعد 200 متر من ورش ادارة المشروعات الميكانيكية والكهربائية ونادي علي «أحمد محمود» و«حسين إدريس» موظفين بالشركة وعندما استجابا له أطلق وابلاً من الأعيرة النارية عليهما حتي سقطا وسط بركة من الدماء وسط دهشة وفزع باقي الموظفين وعندما حاول أحد الموظفين الاقتراب من المجني عليهما قال لهم «أرجوكم أنا مش عاوز أقتل حد فيكم» وأثناء ذلك حاول موظف الإمساك به فقام بإطلاق أعيرة نارية علي الموظفين أدي إلي مقتل 4 موظفين بخلاف من بادر بإطلاق النار عليهم وإصابة 6 آخرين ونجا بعض الموظفين عندما قاموا بالقفز من نوافذ الأتوبيس، ثم قام بقيادة الأتوبيس ودخل به إلي مقر الشركة وبه جثث ضحاياه وسط ذهول أفراد أمن الشركة. كان اللواء أسامة المراسي مساعد أول الوزير لأمن 6 أكتوبر قد تلقي إخطارا بالحادث.. انتقل اللواء أحمد عبدالعال مدير المباحث إلي طريق أبوالنمرس أمام قرية «طموه» وتبين من المعاينة أن الأتوبيس رقم 392 ر.ي.د به إصابات إطلاق أعيرة نارية وألقي المقدم أحمد مبروك رئيس مباحث مركز شرطة أبوالنمرس القبض علي المتهم الذي تحفظ أمن الشركة عليه وتبين مصرع كل من سالم عبدالسلام وإبراهيم مصطفي وجمعة فهيم وعبدالفتاح عبدالفتاح وطارق محمود وأحمد محمود، وإصابة 6 آخرين هم: عماد الدين محمود وفخري عبدالحميد وأشرف صلاح ونميري عبدالتواب وهدي الدخلي ومحمود ابوسريع. كما انتقل المستشار حمادة الصاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة وهيثم أبوالحسن وكيل نيابة حوادث جنوبالجيزة وتمت معاينة الحادث وقرر إرسال الجثث إلي مصلحة الطب الشرعي ونقل المصابين إلي مستشفي المقاولون العرب لتلقي العلاج وسرعة تحريات المباحث. كما يجري التحقيق مع المتهم لمعرفة الدافع لارتكاب الجريمة. وبحسب زملاء المتهم فقد إنهار أثناء استخراج جثث زملائه وردد «أنا مقتلتش كده لوحدي كان في ناس تانية معايا» كما وصل إلي مقر الشركة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الإدارة للاطمئنان علي الموظفين. انتقل فريق من نيابة حوادث جنوبالجيزة وشمل محمود عبود ومصطفي خالد من وكلاء النيابة لمعاينة موقع الحادث وأثبتت المعاينة المبدئية عن وجود إطلاق للرصاص داخل الأتوبيس ووجود ثقوب بطلقات نارية بداخله وأجزاء مهشمة من «العظام والمخ» وأمرت النيابة بالتحفظ علي الأتوبيس وانتداب المعمل الجنائي وتستمع النيابة حاليا إلي أقوال الشهود وجار التحقيق مع المتهم. «روزاليوسف» التقت مع بعض زملاء السائق، وقال «صابر» موظف بالشركة: إن المتهم كان يعمل بالشركة منذ 20 عامًا في إدارة المباني العامة وتم نقله منذ شهر إلي إدارة الشركة ب«طموه» وكانت تبدو علي وجهه علامات الحزن بسبب نقله. كما أكد أحد أفراد الأمن بالشركة أنه فتح «بوابة» الشركة كعادته يوميا ولم يلحظ أي تصرف غريب علي المتهم بينما كاد الموظفون يحاولون الإشارة بيدهم وعلي وجههم علامات الخوف وبعد أن توقف الأتوبيس قام السائق بالنزول منه ثم سمعنا صراخ الموظفين يتوالي مرددين «الحقونا» وكانت ملابس أحدهم ملطخة بالدماء ثم انقض باقي أفراد الأمن الذين هرولوا إلي الأتوبيس وتحفظوا علي المتهم بغرفة الأمن وقاموا بالاتصال بإدارة الشركة وشرطة النجدة في أقل من 15 دقيقة وصلت سيارة الإسعاف وتم استخراج الجثث وسط تجمع ودموع زملائهم بالشركة الذين تركوا مكاتبهم بعد انتشار الخبر. وعندما وصلت الشرطة وأعضاء النيابة انهار المتهم وبكي وهو يردد عبارات تفيد بأنه لا يستطيع قتل زملائه. وحضر والد المجني عليه أحمد محمود إلي مقر الشركة وسط محاصرة الموظفين ودخل الشركة ثم غادر محاصرا بثلاثة أفراد وهو يردد «حسبي الله ونعم الوكيل» ثم قام بسب الصحفيين والإعلاميين الذين اقتربوا منه. واتفق أكثر من موظف علي أن المتهم كان هادئ الطباع ولم يفتعل أي مشاكل طيلة عمله بالشركة وأجمع البعض الآخر أنه كان غريب الأطوار. كما تجمع بعض أقارب المجني عليهم أمام مقر الشركة وحاولوا الدخول فتم إخبارهم بأنه تم نقل المصابين إلي مستشفي المقاولون العرب. ويذكر أن المتهم من مواليد محافظة أسيوط وهو أكبر أشقائه ومتزوج ولديه 5 أولاد ذكور أكبرهم محمد 25 سنة، وأحمد 18 سنة ومصطفي وعلي وسالم. ونجله أحمد تنتابه تشنجات ويعاني من حالة نفسية منذ سنوات، وهو يقطن في منطقة عرب غنيم بحلوان منذ أكثر من 20 عاما مع زوجته وأولاده. وفي اتصال تليفوني بشقيق المتهم ويدعي أحمد طه أكد أن شقيقه لايعاني من أمراض نفسيه وعلاقاته طبية بجميع من حوله، وتسأل من أين أتي بالبندقية الآلية.