مع كل بطولة كأس عالم يظهر ثنائي ذهبي في احد المنتخبات ليخطف الاضواء من الجميع ويحمل المتعة والمهارة مع التفاهم والانسجام.. إلا أن الوضع في كاس العالم 2010 بجنوب افريقيا اختلف تماما فانهارت فكرة الثنائي الذهبي امام الفكر الخططي والجماعية التي تعتمد عليها معظم المنتخبات حتي الفرق التي تعج بالنجوم الكبار لم يظهر بينهم ثنائي متفاهم للدرجة التي تجعله «دويتو تاريخي». ففي منتخب مثل الأرجنتين هناك كتيبة من النجوم اللامعة لكن معظمهم يعتمد علي مهارته الخاصة ولا يسخرها لخدمة أحد زملائه. ونفس الوضع في إسبانيا التي توقع الجميع أنها ستشهد وجود ثنائيات مميزة مثل شافي مع انيستا في خط الوسط وتوريس مع فيا في الهجوم إلا أن هذا الرباعي ضرب بكل التوقعات عرض الحائط ففي الوقت الذي يتألق فيه فيا ويحرز الأهداف نجد توريس علي دكة البدلاء وكذلك عندما يتألق انيستا في مباراة يختفي تماما شافي. زيدان وهنري وفي بطولات العالم السابقة كانت ظاهرة الدويتو الكروي متواجدة وبقوة ففي مونديال ألمانيا 2006 كان هناك الثنائي الرهيب زين الدين زيدان وهنري مع منتخب الديوك وقاد هذا الدويتو كتيبة الديوك للمباراة النهائية. ومع اعتزال زيدان فقد هنري توأمه داخل الملعب وظهر منتخب فرنسا في المونديال الحالي بدون اي ملامح رغم وجود نجوم كبار بين صفوفه. فكان زيدان بمثابة العقل المفكر والمدبر للمنتخب الفرنسي أما هنري فكان يفهمه بالإشارة وبالنظرة وكم من كرة جميلة قدمها هذا الثنائي الرهيب الذي شارك في كل إنجازات فرنسا الأخيرة منذ مونديال 1998 مرورا بيورو 2000 ثم نهائي 2006. روماريو وبيبيتو وفي مونديال 1994 ظهر اخطر وابرز ثنائي ذهبي في كرة القدم وهو روماريو وبيبيتو اللذان قادا السامبا لاعتلاء منصة التتويج في هذه البطولة.. فروماريو وبيبيتو كانا يتكفلان بصناعة واحراز الاهداف البرازيلية بالاضافة للمتعة التي قدماها لكل عشاق الساحرة المستديرة وهو ما دفع بيبيتو ليخرج من أيام ليتحدث عن شقيقه داخل الملاعب روماريو مؤكدا انهما الثنائي الأعظم في تاريخ كرة القدم البرازيلية. وأكد بيبيتو الذي لعب أكثر من مائة مباراة دولية مع البرازيل وشارك في كئوس العالم 1990 بإيطاليا و1994 في الولاياتالمتحدة و1998 في فرنسا إن فكرة الثنائي الذهبي انتهت من كرة القدم في السنوات الأخيرة وهو ما اكده المونديال الحالي.. قائلا: لم يعد هناك دويتو في كرة القدم.. وحتي البرازيل التي اشتهرت دائما بانجاب دويتو كل عقد او عقدين لم تعد كذلك. بيليه وجارينشيا وعند الحديث عن ابرز ثنائيات كرة القدم لا يمكن ان ننسي دويتو الستينيات الذهبي المكون من الاسطورتين بيليه وجارينشيا. وتدين البرازيل لهذا الثنائي باحراز لقب بطولة 1962.. وبشهادة خبراء اللعبة في بلاد السامبا فان هذا الثنائي هو أكثر من حمل المتعة الكروية في تاريخ السامبا.. جارينشيا أو العصفور الصغير كما كان يحب ان يطلق عليه لاعب يمتلك مهارات خرافية ويعتبر من أفضل الأجنحة علي مر تاريخ الكرة. جارنيشيا اصاب النقاد بالحيره نتيجه مهاراته الفطريه وامتلاكه مهارات لا يمتلكها لاعب غيره وقدرته علي مراوغة أي لاعب مهما كانت المنطقة ضيقة ومهما كانت قوه المدافع الذي يواجهه كما أنه في مونديال 62 سخر مهاراته لخدمة بلاده وزميله في الهجوم بيليه فتألق هذا الثنائي وأصبح من أساطير اللعبة. وفي بعض المباريات التي كان يختفي فيها بيليه وسط رقابة المدافعين كان يظهر جارينشيا ليفك الحصار الدفاعي بمهارته العالية ويصنع لبيليه الاهداف أو يتكفل هو باحرازها. ففي إحدي المباريات راوغ جارينشيا خمسة مدافعين مرة واحدة وتلاعب بهم كيفما شاء والطريف في الامر ان اثنين منهم اصطدما ببعض نتيجه مراوغة جارينشيا الساحرة. وبعد تتويج السامبا بهذه البطولة أكد بيليه انه لولا جارينشيا لما استطاعت البرازيل نيل كأس العالم. وقال بيليه: جارينشيا أفضل من لعبت بجواره فهو لاعب ذكي كان يفهمني بسرعة وصنعنا معا معظم اهداف البرازيل في البطولة.