يا تري لو تعبت هروح فين؟ وإذا شعرت بأي آلالم ينتابني ويحتاج مني الذهاب إلي طبيب للكشف علي وفحص جسدي وملامسته عاريا هل سأكون حينها مراقبة من خلال كاميرا فيديو وضعها الطبيب في عيادته لتصويري ثم سيقوم بالاتصال بي لتهديدي إما بممارسة الرذيلة معه أو بفضح أمري ونشر صوري عارية علي المواقع؟ وهل آخذ معي والدتي أو واحدة من صديقاتي؟ أم أذهب مع أبي وإخواتي الرجال حتي يحموني من غدر هذا الطبيب ولكي يكونوا علي علم إذا حاول الطبيب ابتزازي. كل تلك الاستفسارات تدور في ذهني كما تدور في ذهن كثير من الفتيات والسيدات بعد أن زادت في الفترة الأخيرة أخبار استغلال مقرات عيادات بعض الأطباء في أغراض مشبوهة ومنافية للآداب وتصوير مرضاهم من الفتيات والسيدات عاريات بدون علمهن وإجبارهن علي ممارسة الجنس معهن بحجة عدم إفضاح أمرهن. فأنا شاهدت بعضا من تلك اللقطات وصطدمت بما شاهدته فلقد شهدت فتيات برفقة والدتهن وشاهدت سيدات برفقة صديقاتهن وكلما فكرت في الذهاب إلي طبيب تظل تلك اللقطات تسيطر علي ذهني إلي أن أعزف عن الذهاب إليه والغريب في الأمر أن هؤلاء الأطباء يعملون في مستشفيات حكومية تابعة لوزارة الصحة مما يعني ذلك احتكاك كثير من المرضي الفقراء بهم وتعرضهم لأفعال قذرة من قبل تلك الأطباء وآخر تلك الأحداث هي واقعة الطبيب الذي يعمل في معهد القلب وهو المعهد الذي يتردد عليه آلاف المرضي يوميا. أسماء كبيرة ومستشفيات ضخمة وخوف يسيطر علينا ماذا سنفعل إذا انتابنا مكروه هل نذهب للعلاج داخل المستشفيات الحكومية حيث الإهمال والفوضي وعدم احترام الطبيب لآدمية المريض والوقوف لساعات في أروقة المستشفي للدخول إلي الطبيب أم الذهاب إلي المستشفيات الاستثمارية حيث الغلاء والجشع الذي لا يقدر عليه كثير من المواطنين. والغريب في الأمر هو غياب رقابة وزارة الصحة علي تلك العيادات علي الرغم من وجود إدارة للمؤسسات العلاجية غير الحكومية مهمة حكم السيطرة علي تلك الأماكن إلا أن تلك الإدارة قد ماتت إكلينيكيا فهي هشة وضعيفة ودائما يعتدي أصحاب العيادات الخاصة علي موظفيها الأطباء بالضرب والحمد لله بأننا نملك أجهزة أمن قوية تقوم كل يوم بالقبض علي هؤلاء الأطباء والكشف عن فضائحهم. لماذا الصمت من جانب وزارة الصحة علي الفضيحة الأخيرة الخاصة بطبيب معهد القلب لماذا رمت الكرة في ملعب نقابة الأطباء التي لا تملك سوي الشطب والغلق نقابة الأطباء التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون أين دورهم في تلك القضية التي تتعلق بالشرف وأين دور منظمة أطباء بلا حدود التي تتجمهر وتتظاهر لزيادة رواتب الأطباء.. أعيدوا الثقة للعيادات وأعيدوا الطمأنينة لقلوبنا فإذا لم تنتبهوا لتلك المشكلة ستعود الأمراض مرة أخري للسيدات والفتيات الآتي سيفضلن الموت داخل منازلهن بدلا من فضح عورتهن.