يوم بعد الآخر يقدم لنا مونديال 2010 العديد من الأحداث والمواقف التي تستحق الرصد لعل أبرزها علي الاطلاق اتهام الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا بالشذوذ بسبب تقبيله المستمر للاعبيه.. كذلك ظاهرة التفاؤل والتشاؤم التي سيطرت علي عقول معظم اللاعبين المشاركين في البطولة.. حدث ولاحرج عن واقعة المهاجم الفرنسي أنيلكا مع مدربه ريمون ديمونيك التي خطفت الأضواء في الآونة الأخيرة. شذوذ مارادونا المدرب الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا أصبح الشغل الشاغل لجميع وسائل الاعلام بطريقته المثيرة للجدل التي يرد بها علي أسئلة الصحفيين، فالرجل الذي نجا من عقوبات الفيفا بعد مهاجمته لبلاتيني علانية رد علي سؤال أحد الصحفيين حول سبب تقبيله للاعبين بعد كل مباراة بطريقة ساخرة. فقد أجاب مارادونا قائلاً: «لست شاذاً فأنا أحب النساء، ولدي صديقة اسمها فيرونيكا وعمرها 31 عاماً وهي شقراء». وأضاف بخصوص القبل للاعبين: «هذا أسلوبي بشكر اللاعبين وتحميسهم خاصة بعد مباراة كبيرة كالتي قدموها أمام كوريا». وبدا مارادونا في كأس العالم متواضعًا للغاية مع لاعبيه وجماهيره، فمن يتابع لقاءات المنتخب الأرجنتيني سيري بأم عينيه حميمية تكاد تدمع العين للرائي لها من شدة هذه الحميمية وصدقها وهو يعانق هذا ويضم ذاك اللاعب منهم النجم ومنهم من يخطو خطوات النجومية الأولي، فعلي الرغم من كونه (مارادونا) ذلك الاسم الأسطوري الذي يتشرف النظر بملامسة صوره ومقاطعه الإبداعية فإنه يتعامل مع جميع لاعبيه بعاطفة جياشة وكلمة محفزة صادقة. التفاؤل والتشاؤم يعتقد البعض خطأ ان التفاؤل والتشاؤم هي عادة مقصورة علي اللاعبين العرب والافارقة دون غيرهم من اللاعبين الأوروبيين والأمريكيين لكن اعترافات النجوم المشاركين في مونديال جنوب أفريقيا 2010 تكشف حرص نجوم كرة القدم علي تأدية تصرفات علي سبيل التفاؤل والتشاؤم لا فرق فيها بين لاعب عربي أو أوروبي أو بين لاعب أفريقي وآخر أمريكي. ففي الوقت الذي يتفاءل فيه ليونيل ميسي نجم الارجنتين وبرشلونة بسماع صوت والدته قبل المباريات المهمة فان كريستيانو رونالدو نجم البرتغال وريال مدريد يتفاءل باقامة علاقة مع فاتنة. وتؤكد سيليا والدة ميسي أن ابنها يتفاءل عندما يسمع صوتها قبل المباريات المهمة ولذلك فهي تحرص علي متابعة جدول مباريات فريق برشلونة والمنتخب الارجنتيني حتي تتحدث مع ميسي هاتفيا قبل هذه المباريات لافتة الي انه عندما تنسي احيانا التحدث الي ابنها لاسباب مختلفة فان النتيجة غالبا ما تكون كارثية. ويعترف ميسي في تصريحات لصحيفة «البايس» الاسبانية بأنه لاحظ أنه عندما تحدثه والدته هاتفيا قبل المباريات المهمة فان الفوز يكون دائما حليفه. ويضرب ميسي مثالا بذلك بمباراتي برشلونة امام ريال مدريد في الدوري الاسباني مؤكدا أن الفوز كان حليف برشلونة علي خصمه اللدود ريال مدريد في مبارتي الذهاب والاياب لا لشيء إلا لانه سمع صوت والدته قبل المباراتين. وإذا كان ميسي يتفاءل بالعلاقات الأسرية فان كريستيانو رونالدو يتفاءل بالعلاقات النسائية . فرونالدو الذي اشتهر بلقب «الدون جوان» لا يتفاءل بالحياة إلا مع اقامة علاقة نسائية جديدة. فعلي الرغم من تحذير نادي ريال مدريد الإسباني له بعدم السهر والتوقف عن زيارة «الملاهي الليلية والديسكو» خاصة بعد أن كلف خزانة النادي أكثر من 80 مليون يورو إلا أن رونالدو يطالب إدارة النادي بمحاسبته علي مستواه وعلي مدي نجاحه في الحفاظ علي لياقته البدنية وليس علي أسلوب حياته. ويقول رونالدو للرد علي منتقديه أجد سعادة غامرة وأنا أتعرف علي الجميلات من النساء فعلاقاتي النسائية ترفع من روحي المعنوية وتجعلني اكثر اقبالا علي الحياة والتدريب والتألق في المباريات. لويس فابيانو نجم هجوم البرازيل ونادي اشبيلية الاسباني يتفاءل بالسيارات الرياضية ويتشاءم من السيارات ذات الدفع الرباعي. ويؤكد فابيانو الذي يعشق شراء السيارات الفاخرة بجميع انواعها أنه لاحظ عندما يشتري سيارة رياضية مثل البورش واللامبورجيني والفيراري فان مستواه الفني يرتفع خلافا للمرات التي يشتري فيها سيارات الدفع الرباعي. ويقول فابيانو «رغم عشقي لبعض سيارات الدفع الرباعي من طرازات البي ام دبليو والاودي والرانج روفرالا فإنني تخليت عن عشقي لها بعد أن تبين لي تراجع مستواي ونتائج الفريق الذي العب له كلما ذهبت الي النادي قبل المباريات بسيارة دفع رباعي». أما النجم الانجليزي واين روني فيتفاءل بمأكولات مطاعم الوجبات السريعة رغم التحذيرات المتواصلة من طبيب الفريق من تناول هذه الوجبات علي لياقته البدنية خاصة أنه من اللاعبين الذين يعانون من قابلية زيادة الوزن. واعترف روني بانه يتفاءل بالوجبات السريعة فعندما يلتهم قدرا منها يشعر بانه في افضل حالاته الفنية وعندما يلتزم بالطعام المسلوق الذي يمليه عليه الطبيب في نادي مانشستر او في المنتخب الانجليزي فانه يجد نفسه غير قادر علي الأداء بالقوة المطلوبة . كاكا نجم هجوم البرازيل يتشاءم جدا من سقوط الامطار ويتفاءل بالجو المعتدل حيث يقول: «عندما استيقظ قبل المباريات المهمة واجد الجو معتدلاً اشعر بالتفاؤل وغالبا ما يكون تفاؤلي في محله أما عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم والامطار تنهمر بغزارة يمتليء قلبي بالتشاؤم وتكون النتيجة سلبية. ومن جانبه يشعر ديدييه دروجبا نجم هجوم كوت ديفوار ونادي تشيلسي الانجليزي بالتفاؤل وهو يصحو من النوم ليجد نفسه مستلقيا علي ظهره أما إذا استيقظ وهو نائم علي جانبه فإنه يشعر بالتشاؤم لدرجة انه يفكر في بعض الاحيان في الاعتذار عن اداء المباراة لكنه يتراجع مجبرًا امام الالتزامات التي تفرضها عليه مسئولياته كلاعب محترف يتقاضي الملايين. رأس المدرب ومؤخرات اللاعبين أعادت حادثة طرد اللاعب الفرنسي نيوكلا أنيلكا من صفوف المنتخب الفرنسي، إلي الأذهان، حادثة هولندية مشابهة، أثناء كأس الأمم الأوربية عام 1996 في إنجلترا، وكان بطلها لاعب المنتخب الهولندي إدجار ديفيدز. وقتها قرر مدرب المنتخب الهولندي آنذاك جوس هيدينك، إعادة اللاعب إدجار ديفيدز إلي البلاد. وكان السبب عبارة بذيئة باللغة الإنجليزية، تفوه بها دافيدز في مقابلة صحفية قائلا: «علي هيدنيك أن يخرج رأسه من مؤخرات بعض اللاعبين، لكي يتمكن من الرؤية جيداً» وذلك علي اثر قيام المدرب بتعمد استبعاده من التشكيلة الأساسية رغم تألقه اللافت في تلك الآونة. السر السويسري يبدو أن صراع فيدرر سويسرا مع نادال إسبانيا قد امتد خارج ملاعب التنس.. عندما كشفت صحيفة الآس الإسبانية عن مفارقة طريفة عن سر فوز المنتخب السويسري علي نظيره الأسباني في مباريات الجولة الأولي بالمجموعة الثامنة. وذكرت الصحيفة الإسبانية أن أوتمار هيتسفيلد اتصل بروجيه فيدرر وطلب منه القدوم لإلقاء محاضرة بسيطة علي لاعبي المنتخب عن «كيفية مواجهة الضغوط» قبيل سفر المنتخب السويسري إلي جنوب أفريقيا بفترة ليست ببعيدة وهي الفترة التي تخللها تعادل مع إيطاليا وفوز علي إسبانيا. ويبدو أن المحاضرة قد أتت بثمارها بشدة بعد أن فجرت سويسرا أكبر مفاجأة في البطولة بتغلبها علي الماتادور الإسباني وهو الأمر الذي علق عليه فيدرر قائلاً: «هيتسفيلد هاتفني وطلب مني الحضور للحديث مع اللاعبين ومحاولة إلهامهم والرد علي أسئلة حول كيفية مواجهة الضغوط، ويبدو أن الأمور قد أتت ثمارها وأنا سعيد بذلك إذ لم أخسر أنا الآخر منذ أن تقابلت معهم..!». جدير بالذكر أن فيدرر يتنافس منذ عدة سنوات مع «الإسباني» رفائيل نادال علي صدارة التصنيف العالمي للتنس والذي يتفوق فيه الأخير في الوقت الحالي بفارق ضئيل من النقاط.
