نبهني مؤخراً الصديق العزيز نبيل نجيب سلامة إلي ما نشرته جريدة المصريون الإلكترونية التي رصد تجاوزاتها قبل ذلك عدة مرات في مقالاته بجريدة "روز اليوسف" اليومية إلي خبر تفصيلي عن دراسة صدرت حديثاً لشيخ يدعي خالد العطفي (الرئيس السابق للجمعيات الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية بالجيزة) تحت عنوان "زيجات الأنبياء". ولقد ذكر الخبر أن الدراسة تؤكد أنه رغم ما يقال عن السيد المسيح من أنه لم يتزوج قط، وأنه عاش حياة الرهبانية بلا زوجة حتي أن كثيراً من المسيحيين يمتنعون عن الزواج رهبانية وتعبداً وتقرباً للسيد المسيح إلا أن الإنجيل المقدس يثبت عكس ذلك. وينص صراحة بزواجه من خمس سيدات حيث ورد في إنجيل متي أن المسيح بشر بعشر أبكار أي بشر بالزواج من عشر فتيات بكر.. فتزوج خمسًا منهن بعرس واحد وذهبن معه إلي بيوتهن أما الخمس الأخريات فتخلفن عنه فلم يفتح لهن الباب. العجيب في أمر الشيخ العطفي أنه قد استشهد ببعض آيات الكتاب المقدس وأكد أن دلالاتها قاطعة.. بشكل يوحي بصحته حيث عرض بدون أمانة لمثل ذكره السيد المسيح علي اعتبار أنه قصة حقيقية وردت في الكتاب المقدس. كما أنه اجتهد في تفسير ما لا يعلمه المسيحيون عن كتابهم المقدس.. وكأنه من علمائه ومفسريه. من يقرأ الكتاب المقدس يعلم أن ما ذكره الشيخ العطفي هو أحد أهم الأمثال التي ذكرها السيد المسيح عن العشر عذاري (الخمس الحكيمات والخمس الجاهلات). وهو ما يذكرني بالأسلوب نفسه الذي أتبعه الشيخ الراحل متولي الشعراوي حينما فسر مثل السيد المسيح بمنطق الشيخ العطفي، ولقد رد عليه حينذاك الراحل الأنبا غريغوريوس والقمص بولس باسيلي.. بشكل مانع وقاطع. اعتمد الشيخ العطفي علي ما ورد في فيلم "دافنشي كود" لدان براون، وتعامل مع أحداث الرواية علي اعتبار أنها الحقيقة المطلقة في مسألة الزواج في المسيحية ليثبت أن السيد المسيح قد تزوج، وهو ما يتأكد من أنه قد اعتمد في كلامه علي ما جاء في أحداث الرواية حول إنجيل "مريم المجدلية"، وهو إنجيل وهمي ليس له وجود في المسيحية.. بل ويقتصر وجوده لدي بعض العقليات علي غرار الشيخ العطفي وأمثاله. والسؤال الآن: لمصلحة من هذا العبث الوطني في التجاوز ضد العقيدة المسيحية ليس بشكل اجتهادي يعتمد علي الاختلاف في الرأي. ولكن اختلاف في نص الكتاب المقدس وتفسيره؟!. ومن المسئول عن التحقيق في صدور مثل تلك الدراسات التي تهدم وتسيء للعلاقات المسيحية الإسلامية بين أبناء الوطن الواحد؟!. من الملاحظ، إن موقع "المصريون" قد دأب علي اختلاق قصص يومية.. خاصة فيما يخص التوترات الطائفية، ويكفي المثل الذي ذكره الصديق نبيل نجيب سلامة في مقاله الأسبوع الماضي عما كتبه حول أن البابا شنودة الثالث موظف عام.. يتقاضي أجره من الدولة، وبالتالي، يجب أن يلتزم بتنفيذ أحكام القضاء. علي أي الأحوال.. أعتقد أن أكثر الأمور خطورة في بلادنا هو الجهل.. وكلمات الجهلاء.