رغم دخول بنك الاستثمار المصري «هيرمس» مضمار المنافسة علي صفقة شراء فروع البنك الملكي الاسكتلندي بباكستان بقوة إلا أن بنك فيصل الإسلامي استطاع مع نهاية الأسبوع الماضي.. أن ينتزع الصفقة والتي لم تزد قيمتها علي 50.02 مليون دولار، حيث أعلن فرع البنك الملكي الاسكتلندي (رويال بنك أوف اسكوتلاند) في باكستان أنه قد توصل إلي اتفاقية لبيع عملياته المحلية لبنك فيصل الإسلامي بسعر أكبر بكثير عن العرض الذي قدمه البنك التجاري الإسلامي في بداية هذا العام. وأرجع مصرفيون دخول بنك الاستثمار المصري "هيرمس" حيز المنافسة علي صفقة شراء أفرع البنك الاسكتلندي في باكستان الي طبيعة عمل المجموعة والتي تتحين الفرص للشراء الي أن تتحسن أسعار أسهم البنك ثم تقوم بالبيع لأنها مجموعة استثمارات مالية ترغب دائما في الاستثمار ودوران الأموال بشكل سريع ، لافتين الي أن إرساء الصفقة علي فيصل يرجع الي أهداف اجتماعية سيقوم بها البنك في السوق الذي تنتشر فيه المعاملات الاسلامية. وأشار بيان للبنك الملكي الاسكتلندي إلي أنه بعد فشل صفقة البيع التي كانت بينه وبين البنك التجاري الاسلامي، طرح (RBC) اسهمه للبيع ليجذب كلا من بنكي فيصل و هيرمس مصر الا أن الاتفاق الذي جري نهاية الاسبوع كان لصالح فيصل وأشار البنك في بيانه إلي انه توصل الي اتفاقية بيع لنحو 99.37 % من اسهمه بباكستان لبنك فيصل ووصلت قيمة الصفقة نحو 50.37 مليون دولار وأكد البنك ان الصفقة مازالت خاضعة للموافقات التنظمية كما انه من المتوقع ان تكتمل بحلول الربع الثالث لهذا العام. ويقول الخبير المصرفي أحمد آدم إن كافة الاعمال المالية والتحويلات النقدية في أسواق باكستان وأفغانستان تحت المنظار لأن هذه المنطقة تنتشر بها عمليات غسل الاموال، ويكون من الصعب بشكل كبير اجراء تحويلات منها أو اليها، لافتا الي أن مخاطر السوق هناك مرتفعة جدا، الا أنه أرجع فوز فيصل بالصفقة الي أن البنك يقوم بالاعمال المصرفية الاسلامية التي يحبذها الباكستانيون ولذا كانت له الافضلية، قائلا: "ان هناك اهدافا اجتماعية غير معلنة كانت السبب وراء ترجيح كفة فيصل الاسلامي عن باقي المتنافسين". ويشير آدم الي أن فيصل سيستطيع من خلال توسيع رقعة تواجده بباكستان أن يؤدي بعض الخدمات المصرفية كالتمويلات الصغيرة ومتناهية الصغر اضافة الي الدخول في مرابحات باسعار عائد صغيرة وهو الامر الذي يدعم عرضه عن باقي المتنافسين، يضيف آدم أنه من الصعب فتح اعتمادات من خلال البنوك العاملة في باكستان الا في حدود ضيقة ولذا فان البنك سيكتفي بأعماله محليا حتي وان كانت ارباحه ليست كبيرة. وذكر بنك فيصل انه بعد الاستحواذ علي بنك ار بي اس الباكستاني، سيصبح من اعلي 10 بنوك في باكستان له اكثر من 200 فرع بقيمة اصول بلغت نحو 250 مليار روبية باكستانية وأشار رئيس البنك الي أن عملية الاستحواذ تساهم في تنمية البنك و من الممكن ان تكون بمثابة حافز كبير لاستراتيجيتها الانمائية. وقال الخبير الاقتصادي والمصرفي عبدالسلام ابوضيف ان هيرمس لديها فوائض تقدر قيمتها ما بين 1.2 الي 1.3 مليار دولار وذلك طبقا لبيانات أعلنتها المجموعة مؤخرا وهذه مدرجة لاستخدامها في عمليات استحواذ او الاستثمار في خدمات مالية، وكان من الممكن أن تفوز الا أنه يبدو أن هناك عوامل أخري غير قيمة البيع كانت السبب في ذهاب الصفقة من هيرمس الي فيصل وهذه قد تكون رغبة البنك المركزي الباكستاني في توفير التمويلات بالصيغة الاسلامية في السوق الذي يبدو متعطشا لاية عمليات تمويلية نظرا لزيادة معدلات الفقر. الجدير بالذكر أنه قبل موافقة البنك الإسلامي التجاري الباكستاني علي الدخول في الصفقة - التي رفضت تشريعيا - كان كل من "أوراسكوم تليكوم"، و"روجهان كابيتال" من بين الذين عبروا عن رغبتهم في الاستحواذ علي البنك الملكي الاسكتلندي، ويأتي بيع فرع البنك الملكي الاسكتلندي في باكستان ضمن خطط لبيع اصول البنك في مختلف دول العالم في محاولة منه لخفض عملياته الخارجية التي تمتد الي 36 دولة حول العالم للتركيز في اعماله خلال السنوات المقبلة علي العمليات المصرفية في بريطانيا.