اتسم جميع المناقشين بندوة "أدب البنات" التي نظمتها دار "فكرة" بنقابة الصحفيين بالتناقض، ففي الوقت الذي أكدوا فيه علي أنهم ضد مسمي "أدب البنات" ونفوا فيه القدوم من أجل تقييم أعمال الفتيات أو الحكم عليها، لم تخل كلماتهم من توجيه النصائح لهن وإطلاق الأحكام القيمية عليها. في تقديمها للندوة قالت الصحفية والقاصة هالة فهمي: "أرفض التصنيف، وأن نجلس في عربة مترو خاصة بنا، ويقال عنا أدب بنات أو نساء أو أدب الروج، وإن كنت أري أن هناك حركة نقدية تحاول أن تنصف هذه الكتابة وترفض التصنيف في الوقت ذاته، لكن في الوقت ذاته أعتبر أن ذائقة القارئ قد خربت، حينما أجد أن كتابا مثل (عايزه أتجوز) الصادر عن دار الشروق قد طبعت منه 8 طبعات وهو في النهاية عبارة عن مدونة". الدكتور محمود الضبع أكد وجود نوع من الاستسهال في كتابات الفتيات التي تزايد ظهورها في الفترة الأخيرة قائلا: "إجمالا هذه الكتابات فيها محاولات جادة وإن مال بعضها للاستسهال، فهناك فرق بين الحرية والتجريب في الأدب، لكن هذه الأعمال أخذت من مواقف الحياة اليومية وتعاملت معها علي أنها أدب". ووجه نصيحة للكاتبات قائلا: "قلت لكم كلام عايزين تسمعوه أنتم أحرار لكن التاريخ يغربل، فما هكذا تساق الإبل، لو كنتم تريدون أن تخلدوا في التاريخ، ولا تكونوا أنتم الأدوات التي تعمل علي هدم الثقافة العربية، فقد انهارت الحضارة الفرعونية حينما تخلت عن اللغة، وإسرائيل اليوم تحاول الدفاع عن الهوية واللغة العبرية، ومتفرحوش بمسألة أدب البنات لأنكن بعد عدة سنوات لن تكن بنات ستكون أمهات". واعترض الكاتب الشاب محمد فتحي علي كلام الضبع قائلا: "أري أن هناك أحكامًا مسبقة عن الفتيات، وهناك نوع من الفصل بين الأدب والقارئ، ومعجبنيش كلامك حينما قلت هذه نصيحتي، لأن هذا نوع من تنصيب النقاد علي أنهم باباوات، واعترض علي عنوان الندوة ووصفها بأدب البنات"، وهو ما علق عليه محمود الضبع قائلا:" لست بابا لكني جواهرجي يستطيع تمييز الذهب الصيني من الذهب عيار 21". ورغم أن الكاتبة بهيجة حسين كانت قد أكدت في بداية حديثها أنها لم تأت لتنصح الفتيات أو لتقيم أعمالهن، إلا أنها قالت:" أرجو أن تقرأوا كتاباتكم تاني، ففيها استعجال في توصيل وجهة النظر الصحيحة، وفي الأعمال تأكيد علي أن الجسد ملكنا، فلتجعلوا الأدب هو ما يقول هذا المعني وليست الجملة المباشرة، وأحذر من أدب المدونات فليس كل اللغو والفضفضة كتابة". والأمر نفسه فعلته الروائية هويدا صالح التي قالت:"أنا ضد النبرة التعليمية المتعالية التي تحدث بها الدكتور محمود الضبع، ولن أمنحكم نصائح، لأنكن ستخضعن لغربلة التاريخ لأن هناك كتابة تمس القارئ أو لا تمسه، ولا يجب أن يقلل أحد من أي كتابة" لكنها عادت لتقول:"هذه الأعمال يغلب عليها النمطية والتعامل مع المرأة علي أنها مهمشة، في حين أن المرأة هي التي تحدد بيدها هل تصبح مهمشة أم لا؟ وإذا أردتن أن تكن كاتبات جيدات فللقرأن في كل شيء، حتي تكون لديكن كتابة متماسكة"، كما أكدت علي أن الأدب النسوي ليس هو ما تكتبه البنات فقط، وقالت:"هذه الكتب بغض النظر عن مستواها إلا أنها شيء جيد لأن البنات تكتب وتقول ها أنا واحد صحيح يتحدث".