لا يعرف ماذا يريد ولا كيف يحقق ما يريده؟ 1 - «التخبط» هو عنوان البرادعي، فعندما فشلت كل فرقعاته الصوتية منذ إعلان نيته للترشيح للرئاسة، لجأ إلي قنبلة دخان جديدة هي المحظورة، بإعلانه التحالف معها. - البرادعي لا يدرك حتي الآن أن المشكلة ليست في البحث عمن يتحالف معه، ولكن في أسلوب تفكيره ومنهجه، الذي جعل أقرب المقربين منه ينفضون من حوله. - هو يتعامل مع الانتخابات الرئاسية بطريقة مدرس الدروس الخصوصية، الذي يمر علي «المجموعات» بسرعة، هنا كلمتين وهناك كلمتين، علي أمل اللحاق بمجموعة أخري قبل منتصف الليل. 2 - «التخبط».. لو راجعنا تصريحاته منذ إعلان نيته الترشيح، سنجدها متضاربة ومتعارضة ومرسلة وهلامية، فالرجل لا يعرف ماذا يريد، ولا كيف يحقق ما يريده. - الأكثر غرابة أنه يرمي قنبلة دخان ثم يختفي مسافرًا إلي أمريكا وأوروبا واليابان وغيرها، تاركًا وراءه أنصاره في حيرة ودهشة متسائلين: هل هو جاد أم لا؟ - هو يتعامل مع مشاكل المجتمع بالشوكة والسكينة، وشتان بين من يعايش الناس وبين من يتعامل مع مشاكل الناس من علٍ، وينظر إليها من برجه العاجي. 3 - «التخبط»... لأن البرادعي سوف يغادر مصر بسلامة الله في غضون أيام.. بعد أن صلي الجمعة في الفيوم، والتف حوله بعض الصبية وأنصار المحظورة، فصدمهم وصدموه. - لأنه «خواجة» ولا يفهم طبيعة المصريين البسطاء: فقد تصور أن الناس فهموا كلامه، مع أن هؤلاء البسطاء لا يعلمون شيئًا عن الدولة الرشيدة ولا غيرها من الصخب المعقد الذي يقوله. - هؤلاء الناس بعد الترحيب به وتقديم الشاي، كان من المفترض أن يسألوه عن رؤيته بحل مشاكلهم، الصرف الصحي، والمياه والبطالة، والغلاء والكوبري.. ماذا ستفعل من أجل ذلك؟ 4 - «التخبط».. لأن البرادعي ليست لديه إجابة عن أي سؤال يتعلق برؤيته لحل مشاكل الناس، فلو سألوه عن وحدة لغسيل الكلي في الفيوم فهل سيقول لهم: تغيير الدستور هو الحل! - لو سألوه عن مشكلة الري، بماذا يجيبهم وهل ينصحهم بأن يجمعوا التوقيعات حتي تأتي المياه.. وهل تكفي عباراته الإنشائية في التعامل مع مشاكل وأزمات حقيقية؟ - البرادعي «شرب الشاي».. وخلع.. فبعد الشاي يحلو الكلام، ولو صبر قليلاً واستمع للناس واستمعوا إليه، المؤكد أنهم كانوا سيديرون له ظهورهم. 5 - «التخبط» هو عنوان البرادعي.. فبعد جهد وتفكير وصبر طويل، هداه البعض إلي إعلان التحالف مع المحظورة، ليفقد البقية من تأييد ودعم بعض المثقفين. - الرجل الذي جاء بأحلام الدولة المدنية، تحول إلي أوهام الديكتاتورية الدينية، من أجل البحث عن التأييد الزائف الذي يعوضه عن انكشاف ضعفه أمام الجميع. - الرجل الذي جاء يبشر بتعديل الدستور والتغيير، انقلب علي الدستور، وكشف نيته بالنسبة للتغيير، إلي الأسوأ والمجهول والخطر ووقوع البلاد في أنياب الأفكار الأصولية. 6 - «التخبط».. لأن تصريحاته أصبحت تثير الغرابة وأحيانًا الضحك، فعندما يقول إن جولاته الخارجية هدفها خدمة التغيير في الداخل.. نسأله: كيف؟ وما نتائج غياب الشهر ونصف الشهر الذي قضاها في أمريكا وأوروبا؟ - وعندما يقول إنه لن يترشح للرئاسة إذا لم تكن هناك إرادة شعبية قوية تدفعه للترشيح فهو أيضًا يثير التساؤل: هل تظهر الإرادة الشعبية قبل الترشيح أم في صندوق الانتخابات؟ - وعندما يقول إنه سيبذل قصاري جهده ليتحقق التغيير الذي يريده الشعب، فلم يفهم أحد حتي الآن ما هو بالضبط التغيير الذي يريده، إذا كان أول القصيدة هو التحالف مع المحظورة. 7 - «التخبط».. والارتباك والعشوائية، والاعتماد علي الشعارات الزائفة والعبارات المفخخة والجري وراء سراب بعيد كل البعد عن مشاكل البلاد وتحدياتها. - البرادعي لم يتحدث ولو مرة واحدة عن أي مشكلة حقيقية، واستمراره في استخدام مفردات غامضة هو بداية النهاية لأي سياسي. - البرادعي عاش عمره خارج مصر، في مجتمعات بعيدة تمامًا عن الواقع المصري، فأصبح يعيش عالمًا من الخيال وأحلام اليقظة.. وهكذا دائمًا كل الظواهر الصوتية. E-Mail : [email protected]