ينظم منتدي الحوار بمكتبة الإسكندرية مؤتمرا دوليا تحت عنوان "العلاقات بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدةالأمريكية : بداية جديدة"، خلال الفترة من 16 - 18 يونيو 2010، يتناول العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي انطلاقا من خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه بجامعة القاهرة قبل عام تقريبا. يعد هذا المؤتمر فرصة لتجسير الفجوة بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال مجموعة من المشروعات التي تجسد التعاون بين الجانبين فضلا عن تشجيع وإطلاق مشاريع جديدة بين الولاياتالمتحدة والدول ذات الأغلبية المسلمة. ويناقش ثلاثة موضوعات رئيسية هي: التعليم، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا. وتدور المحاور حول علاقة هذه الموضوعات بالشباب، وتكنولوجيا المعلومات، والإعلام، والمرأة. من المؤسسات المشاركة في تنظيم المؤتمر كلية اللاهوت بجامعة ييل، وصندوق الإخوة روكفلر، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، والاتحاد الدولي للحوار الثقافي والديني وثقافة السلام، ومؤسسة هوارد جيلمان، ومؤسسة سي 1- C1 للحوار العالمي: تحسين العلاقات بين العالمين الغربي والإسلامي، وجامعة القاهرة، وكلية برين ماور، وجامعة عين شمس، والجامعة الأمريكية في القاهرة، ودار الإفتاء المصرية، ولجنة الشفافية والنزاهة بوزارة الدولة للتنمية الإدارية، والرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وجامعة الأزهر، ومؤسسة البيان، ومعهد بروكينجز، ومركز دعم واتخاذ القرار، وشركة سيكم، وجامعة هليوبوليس، ومؤسسة ساويرس، والإيسيسكو، وجامعة الدول العربية، والبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة المؤتمر الإسلامي - المملكة العربية السعودية، وغيرهم. الملاحظة الأولي علي هذا المؤتمر العالمي، هي ثراء وتنوع المؤسسات المشاركة، والرغبة الجادة في طي صفحة الماضي، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات مع الولاياتالمتحدة تقوم علي الاحترام والتوازن والشراكة مما يؤكد علي أن العالم الإسلامي في غالبيته ليس هو جماعة طالبان أو تنظيم القاعدة. الملاحظة الثانية هي الادراك الواعي لجوهر الخطاب الذي ألقاه الرئيس أوباما في يونيو الماضي، باعتباره منعطفا جديدا في تاريخ العلاقات مع الولاياتالمتحدة في بداية الألفية الثالثة، فهو ليس مجرد خطاب أو حتي خارطة طريق لما ينبغي أن يكون، ولكنه استراتيجية شاملة تقوم علي تفكيك "المركزية الغربية" التي امتدت لاربعة قرون كاملة أو يزيد، وحكمت العلاقات بيننا وبين الغرب. هذا الخطاب الذي انطلق من القاهرة، ينتمي لما يعرف اليوم "بالخطاب الثقافي"، الذي حل محل الخطاب الاجتماعي في عصر العولمة وثورة المعلومات والاتصالات، كما يقول عالم الاجتماع الفرنسي "الان تورين"، ولا يمكن فهمه إلا في ضوء منهجية التحليل الثقافي التي يحاول تأصيلها اليوم أستاذنا السيد يسين في دراساته للظواهر المختلفة في عالمنا العربي. لاحظ الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا ورائد التفكيك في العالم: "أن المشروع الاستعماري الغربي، لم يتأسس علي الغزو الجسدي فقط لأراض وشعوب "أخري"، بقدر ما تأسس علي حيازة "آخريتهم" - Otherness. وتكشف الطبيعة الحقة للكتابة المنتجة بواسطة صدام استعماري من هذا القبيل، عنف الحرف والاختلاف والتصنيف ونظام التسمية" (1) لقد تم تشكيل الآخر من لدن الخطاب الاستعماري باعتباره ذاتًا فاقدة للذاتية، فهو ذات منذورة للتواجد في حالة وجود غير أصيل. هكذا تحددت هندسة الشكل، أو العلاقة بين "الذات" و "الآخر"، فالمركز الذي حدد موقعه كمركز (الذات)، فرض علي "الآخر" أن يكون بلا مركز، لأنه ليس للدائرة سوي مركز واحد. وتتبع العلوم الإنسانية بشكل عام هذه الخريطة الهندسية، وتؤكد علي أولوية شكل العلاقة علي العلاقة ذاتها. فالانثروبولوجي الغربي مثلاً، حيث يدرس "الآخر"، ليس من أجل أن يكتشفه في "اختلافه" كآخر، وإنما يدرسه ليؤكد فيه كل ما يثبت ويعيد إنتاج "مركزيته"، مقابل إعادة إنتاج "هامشية" الآخر. (2) الهوامش: 1 - Derrida:O Grammatology, P. 107. 2- Claude Levi-strauss: Anthropologie structurale, ed Plon, Paris, 1958, P. 67.