اعترضت القوات الاسرائيلية أمس سفينة المساعدة الايرلندية ريتشل كوري التي كانت متجهة الي قطاع غزة وسيطرت عليها دون حدوث مواجهات وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي: صعدت قواتنا الي متن السفينة وسيطرت عليها دون مقاومة من الطاقم والركاب جرت كل الامور بدون عنف، وأوضحت ان السيطرة علي السفينة تمت في المياه الدولية وتم توجيهها إلي ميناء أشدود. وتنقل السفينة ريتشل كوري مساعدات انسانية و15 ناشطا من أيرلندا وأندونيسيا بينهم ماريد ماجوير الحاصلة علي جائزة نوبل ودينيس هوليداي المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة. بينما كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي عن عدد من الرسائل وجهها وزير الخارجية أحمد أبوالغيط إلي نظرائه الأوروبيين والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وكذلك إلي سكرتير عام الأممالمتحدة بشأن تداعيات الاعتداء الإسرائيلي علي قافلة الحرية. وأوضح زكي في تصريحات له أمس، أن أبوالغيط تناول في رسائل عناصر الموقف المصري من هذا الاعتداء وتأكيده أهمية المطالبة المصرية المستمرة والمتكررة بشأن ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض علي القطاع في ضوء تداعياته السلبية علي الأحوال المعيشية هناك وشرح الجهود التي تقوم بها مصر من أجل مساعدة أشقائها من سكان القطاع من خلال استخدام معبر رفح. وأضاف: إن الموقف المصري الذي يتم نقله من خلال هذه الرسائل يتضمن أيضا التأكيد علي حقيقة أساسية لا ينبغي أن تسقط من اعتبار أي طرف وهي أن قطاع غزة هو جزءمن الأراضي الفلسطينية المحتلة وأنه يتعين التعامل معه وفق هذه الوضعية مشيرا إلي أن مصر كانت ولا تزال تتبني هذا المفهوم القانوني الذي يعد محوريا في التعامل السياسي مع الوضع في القطاع. وأعلن زكي عن مطالبة وزير الخارجية للسكرتير العام للأمم المتحدة ولوزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالموافقة علي اضطلاع السكرتير العام للأمم المتحدة بمسألة التحقيق في الاعتداء لما له من سلطة أدبية عليا وبما يمكن أن يكشفه التحقيق من حقائق قد تمنع مثل ذلك الحادث من التكرار. وأشار زكي إلي أن أبوالغيط وجه عددا آخر من الرسائل إلي وزراء خارجية بعض الدول التي صوتت ضد قرار مجلس حقوق الإنسان بشأن الاعتداء الإسرائيلي أو متعنت عن التصويت عليه، وقال إن تلك الرسائل تناولت الإعراب عن خيبة الأمل المصرية إزاء خروج موقف تلك الدول عن الاجماع الدولي البارز والواضح الذي أدان الاعتداء الإسرائيلي. وأصدر البيت الأبيض بياناً امس أبدي عدم رضائه عن الحصار الاسرائيلي علي غزة قائلاً: أن «الترتيبات الحالية لا يمكن تحملها ويجب تغييرها». ورغم مضي قرابة اسبوع علي الاعتداء علي اسطول الحرية تتصاعد المظاهرات والاجراءات الاحتجاجية في مناطق مختلفة من العالم ضد اسرائيل. تركياً.. وبينما تحاول حكومة رجب طيب اردوغان في تركيا امتصاص غضب شعبها من جراء الصفعة الي وجهتها اسرائيل لتركيا علي وجه الخصوص في المذبحة التي جرت الاسبوع الماضي، بدأت الخلافات تشن طريقها بين المؤسسة العسكرية في تركيا والمؤسسة الحاكمة التي يقودها حزب العدل والتنمية. ففي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة التركية الخروج من المأزق الذي وضعتها فيه اسرائيل امام شعبها بخطب رنانة وتحركات دولية لم تؤتي ثمارها أكد وزير الدفاع التركي «منجدي جونول» أن تركيا لن تقطع علاقات التعاون مع اسرائيل في المجال العسكري خاصة وان المشروعات المشتركة بين البلدين في ذلك المجال محدودة في الوقت الراهن. في حين يري مراقبون ان تصريح الوزير التركي يأتي انعكاساً لطبيعة التعاون العسكرية بين تل أبيب وأنقرة والتي تتمثل أهمية لا يمكن اغفالها للجيش التركي، واستدل المراقبون في ذلك الي ان من ضمن المشروعات المشتركة العسكرية بين تركيا واسرائيل قيام مصنع هاتهوف Hatehof الاسرائيلي بتوريد 468 سيارة مدرعة مضادة للالغام للقوات المسلحة التركية بموجب اتفاقية وقعها الجانبان قبل اشهر، بالاضافة الي قيام اسرائيل بتوفير رادارات مخصصة للطائرات المقاتلة التركية فضلا عن تحديث طائرات التدريب من طراز T-38 التابعة للقوات الجوية التركية. وقال متحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إن الاخيرة قدمت اقتراحا لمناقشته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يقضي بأن يشارك ممثلون للجنة الرباعية الدولية في التحقيق الاسرائيلي في الهجوم الدامي الذي استهدف اسطول الحرية وشدد توني بلير مبعوث اللجنة علي ان الانقسام الفلسطيني ومشكلة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ليسا مبررا للحصار الاسرائيلي علي غزة. ووصلت تداعيات الاعتداء الاسرائيلي الي ملف ايران النووي إذ تسبب في تعطيل المساعي الامريكية الرامية لفرض عقوبات جديدة علي طهران من قبل مجلس الامن وذلك حسبما ذكرت صحيفة «ها آرتس» نقلا عن دبلوماسيين أمريكيين.