فيما يعد بوادر لتحالف سياسي بينهما بعد حالة من الجمود خلال الفترة الماضية التقي د.محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير أمس النائب محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المحظورة بمقر كتلة النواب في المنيل. استغرق لقاء البرادعي مع الكتاتني نحو ساعة ونصف الساعة، وقال الكتاتني إنهما اتفقا علي تفعيل المطالب السبعة التي تضمنها البيان التأسيسي للجمعية الوطنية للتغيير وجاء تحت عنوان «معاً سنغير» من خلال جمع أكبر عدد من التوقيعات علي البيان.. وأكد أن الجماعة لم تتخذ قراراً نهائيا بتحريك عناصرها في المحافظات لجمع التوقيعات، مشيرا إلي أن القرار قيد المناقشة من جانب مكتب الارشاد. تضمنت تصريحات البرادعي عبر اللقاء تضاربا واضحا فهو أكد رفضه لشخصنة الامور واختزال الجمعية في شخصه ثم عاد ليقول إنه في انتظار جمع التوقيعات علي البيان لينظر حجم الزخم الشعبي حول مطالبه ثم يبدأ في التحرك وبذل كل ما يمكن فعله في الداخل والخارج. وقال البرادعي إن الاخوان جزء من الشعب المصري ولهم الحق في المشاركة الفعالة في العملية السياسية في اطار دولة مدنية، وأضاف: الكتاتني أكد لي أكثر من مرة رفض الجماعة للاحزاب الدينية، مشيرا إلي أن زيارته لمكتب النواب جاءت ردا علي زيارة الكتاتني له في منزله وأنه علي استعداد لزيارة المرشد العام للجماعة. نفي الجانبان أن يكون توقيت اللقاء المشترك بينهما الذي جاء بناء علي طلب ممثل الجماعة المحظورة يأتي بهدف نقل الرسالة للدولة بأن كلا الطرفين يستقوي بالآخر بعد فشل الجماعة المحظورة في الحصول علي أي مقعد في انتخابات الشوري الاخيرة من ناحية والانقسامات التي شهدتها الجمعية مؤخرا، وقال الكتاتني: لا يسألني أحد عما يسمي بانتخابات الشوري لأنها لا تستحق رد فعل أساسا. التقارب بين الإخوان والبرادعي مؤخراً ظهر واضحاً أيضا في زيارته الأخيرة للفيوم إذ حرصت الجماعة المحظورة علي حشد أنصارها لاستقبال البرادعي في الفيوم بمشاركة نائبها مصطفي عوض الله هناك في ظل رفض جمعية التغيير استقباله. وأصدر أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير بالفيوم بيانًا يعلنون فيه تجميد نشاط الجمعية احتجاجًا علي تغيير مطالب الجمعية وتحويل مسارها إلي مساندة لدعم ترشيح البرادعي للرئاسة. بدا الانهيار الفعلي علي جمعية التغيير كعادة الحركات الاحتجاجية التي تظهر كل فترة إذ بدأ أعضاء الجمعية في العمل بعيداً عن البرادعي اعتراضا علي أسلوبه وتصرفاته معهم خاصة أنه لم يجتمع معهم سوي مرتين منذ تقاعده وعودته للقاهرة.