عاد من بودابست عاصمة المجر، وفد من الفنانين المصريين، الذين صاحبوا معرض "الفن المصري المعاصر"، الذي نظمته جمعية "أصالة" لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة، بالتعاون مع جمعية "أصدقاء الفن" بالمجر. جاء هذا المعرض بدعوة من الجمعية "المجرية"، ردا علي المعرض الذي أقامته "أصالة" في شهر مارس الماضي، لثمانية من الفنانين المجريين بقصر "الأمير طاز"، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية وقاعة إبداع للفنون، ورجل الأعمال المصري د. محمود الليثي، الذي تكفل بنفقات سفر الأعمال وإقامة الفنانين كنوع من المشاركة الثقافية، حيث يقوم بأعمال خاصة بين القاهرة وبودابست. ضم المعرض المصري في بودابست نحو 48 لوحة لعشرة فنانين هم: عز الدين نجيب رئيس الجمعية وعصمت داوستاشي ود. رضا عبد السلام ووفيق المنذر وفاتن النواوي وطه القرني وحنان الشيخ وعمرو الكفراوي ومروة الشاذلي ود. كمال شلتوت. وقد صاحب رحلة المعرض ستة من بينهم، حيث تم استقبالهم بحفاوة بالغة من الفنانين المجريين والجمهور الذي كان يتشوق لرؤية أعمال من الفن المصري لأول مرة في بودابست، وأقيم المعرض بقاعة المركز الثقافي، التي يطلق عليها "كوريا"، وهو المركز الذي يعني بتقديم أنشطة فنية متعددة إلي جانب النشاط التشكيلي. وقال الفنان والناقد عز الدين نجيب: شاركت السفارة المصرية في بودابست، وعلي رأسها السفير علي الحفني، في إحياء هذه المناسبة؛ حيث قام السفير بافتتاح المعرض، وتحدث عن الروابط الثقافية بين مصر والمجر، وعن الخطط المستقبلية لتنمية هذا النشاط، وأشار إلي الأسبوع الثقافي المصري، الذي سوف يقام في المجر عام 2011، متضمنا معارض تشكيلية وفرقًا مسرحية وفنونًا شعبية ومعرضا للحرف التقليدية. يواصل: وتلبية لطلب نائب رئيس الجمعية المجرية د. جورج كولمان، وافق الفنانون المصريون علي استبقاء معرضهم في بودابست ليعاد عرضه في شهر يوليو القادم بمدينة "بيتش" علي بعد 200 كيلومتر من العاصمة، وذلك بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2010، وتسلمت السفارة المصرية أعمال المعرض لتتولي إجراءات نقله إلي المدينة المذكورة. وتابع نجيب: تضمن برنامج زيارات الوفد المصري إلي بودابست عدة زيارات مهمة إلي المتاحف الكبري والمتخصصة بالمجر، منها المتحف القومي للفنون التشكيلية، ومتحف المقتنيات المتحفية التي يهبها أصحابها إلي المتحف من مختلف الاتجاهات والعصور الفنية، والمتحف الإثنوجرافي، ومتحف الفن المجري المعاصر، إلي جانب زيارات لبعض القري القريبة من بودابست، حيث أقام الأهالي حفلات استقبال للفنانين المصريين، شارك في إحيائها عازفون وأبناء كل بلد، بالإضافة إلي زيارة المعالم الثقافية الخاصة. وأشار عز الدين نجيب إلي أن الأعمال المصرية كانت تمثل أصحابها من الفنانين في اتجاهاتهم التي تميزوا بها، وبشكل خاص ما يمثل الروح المصرية أو الحياة الشعبية، وهو ما أثار اهتمام المشاهد المجري. ويعد هذا المعرض الناجح من تنظيم وجهد أهلي خالص من منطلق التعاون بين جمعيتين فنيتين في مصر والمجر، لبناء جسر للتعاون والتبادل الثقافي دون انتظار للمساعدات الحكومية هنا وهناك.