المجموعة الثانية في مونديال جنوب أفريقيا تعيد الي الأذهان ذكريات مونديال 1994 بالولايات المتحدة حيث تضم منتخبات الأرجنتين واليونان ونيجيريا مثلما حدث تماما في قرعة مونديال 1994 عندما وقعت الفرق الثلاثة سويا في المجموعة الرابعة بينما ضمت المجموعة وقتها المنتخب البلغاري فيما ضمت في المونديال المقبل منتخب كوريا الجنوبية. وتشهد هذه المجموعة تنوعا واضحا في أساليب اللعب حيث يتميز كل منتخب بخصائص تميزه عن باقي منافسيه . ويتسم أداء المنتخب الأرجنتيني بالمهارة الفنية مقابل القوة البدنية واللياقة العالية بالنسبة للمنتخب النيجيري والسرعة في المنتخب الكوري والأداء الخططي والنزعة الدفاعية في المنتخب اليوناني. راقصو التانجو لن يجادل أحد حول حظوظ المنتخب الأرجنتيني لتصدر المجموعة بينما تدور التكهنات حول هوية الفريق الذي سينال البطاقة الثانية إذ تشتد المنافسة بين اليونان ونيجيريا وكوريا الجنوبية. ويعد المنتخب الأرجنتيني أكثر المنتخبات المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا الزاخرة بأكبر عدد من نجوم كرة القدم. فخافيير زانيتي، وجابريال هاينز، بالإضافة إلي النجم الأسطورة ليونيل ميسي، يشكلون وحدهم عنوانا للقوة الخارقة التي يتوفر عليها هذا الفريق . رغم ذلك لم يصل هؤلاء النجوم بعد إلي الشهرة العالمية التي حققها مدربهم الحالي النجم الأسطوري دييجو أرماندو مارادونا في عصره. ف"راقصو التانجو" صاموا طيلة أربعة عشر عاما عن اللقب العالمي لأن آخر لقب حصلوا عليه كان في عام 1986 وبفضل مارادونا شخصيا. محاربو الإغريق بقيادة المدرب الألماني أوتو ريهاجيل، سيخوض المنتخب اليوناني المعروف بصلابته الكبيرة للمرة الثانية نهائيات كأس العالم بتشكيلة متماسكة في خط الدفاع وفعالة في خط الهجوم. ولا تنقص الإغريق العزيمة والحماس من أجل نسيان النتائج السيئة التي حصدوها في أول مشاركة لهم بالمونديال التي يرجع تاريخها إلي عام 1994 في أمريكا حين انهزم المنتخب اليوناني بمبارياته الثلاث ضمن الدور الأول. فبعد أن تمكنوا خارج أرضهم من إقصاء أوكرانيا في مباراة الإياب من الملحق الأوروبي، أصبح من الصعب تحديد المدي الذي سيكون بوسع اليونانيين الوصول إليه في العرس الكروي العالمي القادم وهم مرشحون أيضا إلي بلوغ دور ثمن النهائي. نسور نيجيريا رغم أنها جاءت إلي العرس الكروي العالمي من دون أسماء كبري، كما كان الحال في مشاركاتها السابقة، إلا أن نيجيريا تتمتع بتشكيلة متوازنة تضم لاعبين مخضرمين من أصحاب الخبرة الطويلة، إضافة إلي شباب مغمورين أمامهم مستقبل واعد. وقد برهن عمالقة أفريقيا في الواقع علي الإصرار والتفاني أثناء التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال الا أنه يفتقد كثيرا للتنظيم والأداء الخططي الذي يستقيه حاليا من مديره الفني السويدي لارس لاجرباك صاحب الخبرة الكبيرة. نمور كوريا الجنوبية سلك هذا الفريق بدوره طريقا متذبذبا في مسيرة التصفيات ولو أنه أخيراً أنهي المشوار متصدرا مجموعته ليتحول بذلك إلي أكثر المنتخبات الآسيوية مشاركة في نهائيات كأس العالم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل بوسع المنتخب الذي يقوده "هوه بونج-مو" أن يعكس علي الصعيد العالمي هيمنته الواضحة علي كرة القدم في القارة الآسيوية؟ وعلي كل حال فإن الخبرة الطويلة التي يتمتع بها المنتخب علي صعيد المنافسات العالمية وطريقة لعبه المتنوعة تضعه في صميم السباق من أجل انتزاع بطاقة التأهل إلي ثمن النهائي، ومع ذلك سيتعين علي الكوريين الجنوبيين مضاعفة الجهود بقيادة نجم مانشستر" بارك جي سونج" لتكرار الملحمة التي أوصلتهم إلي نصف نهائي مونديال 2002 .