تأكيدات شديدة الدقة كشف عنها مستثمرون مصريون ومسئولون من داخل شركة فودافون مصر لروزاليوسف عن عدم وجود نية من قريب او من بعيد لدي الشركة العالمية لبيع حصتها البالغة 55 % من اسهم فودافون مصر الامر الذي فسره خبراء الاقتصاد بعدد من الاوجه اولها تأثر الشركة العالمية بالازمة اليونانية والتي تجاوزت بدورها الي الحدود البريطانية مقر الشركة الرئيسي الي جانب فروعها في اكثر من 30 دولة اخري فضلا عن رغبة الشركة »المصرية للاتصالات» في اثبات قوة موقفها في السوق المصري علي اعقاب التراجع في عائدات واعداد مستخدميها بما يقارب 1.5 مليون مشترك بنهاية الربع المنقضي وهو نفس السبب الذي تعلقت به «اوراسكوم تليكوم» والتي اعلنت عن تسجيل خسائر بنهاية العام الماضي تجاوز حاجز 45 مليون دولار معتلية موجة الشراء والاستحواذ علي الحصة العالمية لترتفع قيمة اسهم الشركتين في البورصة المصرية في فترة وجيزة كما تحسنت صورة «فودافون» امام قطاعات الاقتصاد عالميا ليمكن تصنيف الصفقة بانها وسيلة لغسيل السمعة امام الاسواق العالمية. يقول خالد حسين محلل وخبير سوق المال ان كثيرا من الشركات العالمية تتخذ من مصر بوقا لمخاطبة الاسواق الخارجية وتحسين صورتها امام المجتمعات الاستثمارية لافتا الي ان الأزمة اليونانية تسببت خارجيا في أزمة مالية عالمية مماثلة لما سببته أزمة الرهونات العقارية في أواخر 2007 اذ اتخذت شركة فودافون من صفقتها المصرية وسيلة لاثبات موقفها المالي واعلان امتلاكها حصة قدرتها مؤسسة الفايننشيال تايمز بقيمة 3 مليارات جنيه استرليني. اشار حسين الي انه في الوقت الذي ارتفع فيه سهم فودافون مصر بنسبة تتجاوز 38% علي اعقاب الاعلان عن الصفقة السبت قبل الماضي تراجع سهم فودافون قطر في بورصتها بنسبة 3% وذلك علي هامش إعلان الشركة نتائج العام المالي المنتهي في آخر مارس من العام الحالي والتي أظهرت تسجيل خسائر بقيمة 673 مليون ريال كما سجلت فودافون العالمية خسائر في فترة سابقة بلغت 5.1 مليار جنيه استرليني ما يعادل 9.7 مليار دولار نتيجة للصعوبات المالية التي تواجه اعمالها في فروعها في كل من ألمانيا وإيطاليا. واكد مصدر مسئول بشركة «فودافون مصر» ان الشركة العالمية لم يكن لديها رغبة في بيع فرعها بمصر برغم تقدم اكثر من شركة بعرض شراء للاستحواذ علي حصتها البالغة 55% لافتا الي القيمة التي تم الكشف عنها «ب3 مليارات استرليني» لم تكن صادرة عن الشركة العالمية وانما تقدير احد المكاتب الاستشارية في بريطانيا. اوضح ان تفاوض المصرية للاتصالات لشراء حصة فودافون العالمية بشكل منفرد جاء بسبب وجود بند يتيح للشركتين حق الشفعة ضمن عقد الشراكة الموقع في فترة سابقة. ويضيف الدكتور عبدالرحمن غنيم استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن أزمة ديون اليونان شكلت خطرا حقيقيا علي مسيرة تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمة المالية العالمية لافتا الي ان تلك التأثيرات القت بظلالها علي اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي بالكامل. لفت غنيم الي ان كثيرا من الشركات العالمية بدأت تعلن عن مواقفها في الاسواق الخارجية اما بالبيع والشراء لتوفير سيولة مالية او بنقل استثماراتها الي اسواق اخري جديدة الامر الذي ادي الي الاعلان عن مزيد من الصفقات في الفترة الاخيرة لاسيما صفقة اوراسكوم - ام تي ان وصفقة فودافون المصرية واللتين احدثتا حراكا واضحا في اسواق المال داخليا وخارجيا موضحا ان ابداء الرغبة في الشراء لا يمثل عيبا بموجبه يتم معاقبة الشراكات وانما هو وسيلة لانقاذ الاستثمار وتجديد الدماء. وقال مصدر بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إنه لا يوجد حديث نهائي بشأن استحواذ المصرية للاتصالات علي فودافون عن طريق زيادة الحصة الأولي لافتا الي ان ذلك للحفاظ علي كيان الشركة المصرية للاتصالات وتدعيم موقفها في السوق لاسيما وان اتخاذ قرار بشأن الشبكة الرابعة للمحمول لايزال قيد الدراسة. اكد ان السوق المصري سوق واعد في المنطقة ومن الصعب ان تلجأ فودافون العالمية الاستغناء عنه من بين استثماراتها العالمية.