في مايو 2005، أصدر الكاتب الصحفي دانيال برنارد أول كتاب عن السيرة الذاتية لسيجولان رويال، النائبة والوزيرة السابقة وأول سيدة مرشحة لرئاسة الجمهورية الفرنسية في انتخابات 2007 و الكتاب الذي حمل عنوان «مدام رويال»، في تشبيه لسيجولان بماري تريز دو فرانس ابنة لويس السادس عشر وماري أنطوانت والوحيدة من الأسرة المالكة التي نجت من المقصلة بعد الثورة الفرنسية في إشارة إلي إصرار ومثابرة سيجولان ونبل أصلها، كان قد تناول الحياة الشخصية والمسيرة المدهشة لهذه السياسية الفرنسية الأنيقة وخططها للإنتخابات الرئاسية المقبلة آنذاك في 2007 . والآن بعد مرور حوالي 5 سنوات، منيت فيها سيجولان بهزيمة غير متوقعة في الانتخابات الرئاسية ثم شهدت هزيمة أخري أمام منافستها علي رئاسة الحزب الاشتراكي ، مارتين أوبري، أعاد المؤلف نشر كتابه مع إضافة فصلين جديدين يؤكد فيهم احترامه لسيجولان رويال ومثابرتها ومساندته لها في الإنتخابات الرئاسية المقبلة في 2012 . ويؤكد دانيال برنارد في الكتاب طفولة رويال قد لعبت دوراً في تكوين شخصيتها. فقد أنجب والداها ثمانية أطفال خلال تسعة أعوام، وكان والدها رجلاً عسكريا متعنتا ، لا يؤمن بحق البنات في التعليم، فقد كان يري أنهن مرادفات للامتثال والطاعة والتزاوج و كان يسيء معاملة زوجته حتي تركت المنزل ولكونها فتاة، اضطرت ماري-سيجولين أن تقاوم والدها لاستكمال تعليمها حتي التحقت بمعهد باريس للدراسات السياسية. وفي عام 1972م، عندما بلغت سيجولين عامها التاسع عشر، أقامت دعوي ضد والدها لرفضه طلاق والدتها ودفع النفقة ومصاريف دراسة الأبناء. وفازت بالحكم لصالحها بعد عدة سنوات أمام القضاء. وعن حملتها الانتخابية ، يحدثنا الكتاب أن رويال لجأت لإستراتيجيات ذكية وخطة مفصلة ومدروسة أثبتت فشلها فيما بعد. فحتي تبدد مخاوف الناخبين من ركود الاقتصاد وارتفاع البطالة واكتساح العولمة،قدمت رويال نفسها في صورة »الأم، حامية الأمة«، أو كما شبهها البعض بماريان ، السيدة المرسومة علي شعار الجمهورية الفرنسية. ولهذا الغرض حرصت دائماً علي أن تبدو لطيفة وجميلة ومبتسمة أثناء محاولتها طمأنة الجماهير القلقة بأن الخدمات الاجتماعية الكريمة في البلاد ستستمر وبأن كل شيء سيكون علي ما يرام. وبعد هزيمتها بفارق غير كبير أمام المرشح اليميني نيكولا ساركوزي، لم تتراجع رويال عن الحياة السياسية ، فقد أعلنت في العام التالي ترشيحها لمقعد سكرتير عام الحزب الاشتراكي الذي تربت فيه وخطت أولي خطواتها في عالم السياسة ، خلفا لشريك حياتها السابق فرانسوا هولاند. لكن الصراع المحتدم مع منافستها مارتين أوبري، انتهي بفوز الأخيرة بفارق ضئيل أيضا بقيادة أقوي أحزاب المعارضة الفرنسية. وحتي اليوم ، بالرغم من تراجع دورها الحزبي ، وغياب دورها النيابي، حيث اكتفت سيجولان مؤقتا بدورها كرئيسة المجلس الإقليمي لمدينة بواتو شارنت ، إلا أنها مازالت أكبر معارضة للرئيس ساركوزي ولا تتردد في انتقاده في كل وسائل الإعلام ، خاصة بعد أن أعلنت عن نيتها للترشح للانتخابات الرائسية القادمة في 2012 .