عاشق للغات منذ نعومة أظافره لذلك لم يلتفت إلي كف بصره بل جعله دافعا قويا للتفوق والتميز فاعتمد علي نفسه ومارس حياته كإنسان سوي ثم كثف جهوده في تنمية مهاراته لذلك، وأخذ يثقف نفسه ويراسل كبري المكتبات العالمية ورغم الصعوبات التي أرهقته في الحصول علي وظيفة، إلا أنه احترف مجال البرمجة والكمبيوتر وأصبح مدربا للمكفوفين: إنه علاء فريد سعيد 32 عاما ليسانس آداب انجليزي جامعة عين شمس. دفعه حبه لتعلم اللغات إلي اتقان اللغة الفرنسية والألمانية وهو بالمرحلة الإعدادية والثانوية بمدرسة طه حسين للمكفوفين بالحلمية، لذلك أصر علي الالتحاق بكلية الآداب قسم انجليزي ولم يلتفت إلي تحذير الجميع له وصعوبة ذلك عليه إلا أنه تحدي ذلك وأخذ يتابع المحاضرات من خلال التسجيل وتحويل الكتب الدراسية إلي طريقة «برايل» كما واظب علي الذهاب لمكتبه المعهد البريطاني واستعارة شرائط لأشهر المسرحيات والقصص والروايات بالآداب الانجليزي فضلا عن المكتبة المركزية بجامعة عين شمس ومن خلالها تصادق مع الكمبيوتر وأخذ يذاكر من كتبه مباشرة من خلال البرامج الناطقة في البداية واجهته عقبة شراء جهاز خاصة في المنزل لارتفاع سعره وقتها وأخذ يتغلب علي ذلك بقضاء ساعات طويلة بالمكتبة، كما شجعه علي المضي قدما في دراسته هو توفير طابعة للمكفوفين بطريقة «برايل» للكتب الدراسية بالمكتبة مما سهل عليه الأمر وأخذ يتابع دراسته بالكلية والمنزل لم يكتف علاء بهذا بل أخذ يراسل مكتبة «R.N.I.P» بلندن للحصول علي كتب ومسرحيات تساعده في دراسته بالكلية، وبعد التخرج بدأ في محاربة الروتين وتذليل العقبات لنفسه للوصول إلي هدفه بالعمل في مجال الترجمة لتحقيق حلمه القديم لكنه تعثر في البداية بسبب رفضهم له لكف بصره رغم أن مهاراته واجادته للغة عميقة. لم يشعر باليأس حيث قرر الاتجاه للتدريس لكن ما حدث مع مكاتب الترجمة تكرر معه مرة أخري بالمدارس لكن إصراره علي اقناع من حوله بقدراته جعله يحاول ويكرر المحاولات فذهب للعمل بمركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم عام 2000 ولاقي ترحيباً من جميع من حوله هناك لايمانهم بقدراته مما أتاح له فرصة إنشاء قسم خاص للمكفوفين داخل المركز بدأ صغيرا في البداية ولكن في خلال 3 أعوام أصبح قسما مستقلا، ثم تم نقله لفرع المركز بالملك الصالح وهناك أعاد الكرة مرة أخري بانشاء قسم كمبيوتر خاص بالمكفوفين وآخر بالمركز فرع شبرا، ونجح في تدريب «100» شخص بالقسم بعد ذلك تقدم للحصول علي فرصة عمل بمديرية التعليم والإدارة بالعباسية، وهناك عمل كباحث ثالث ولكن لم يعجبه الأمر لأنه شعر بعدم تفعيل دوره لذلك ذهب للعمل بالمؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، كمدرب كمبيوتر للمكفوفين باستخدام أحدث التقنيات لطريقة «برايل» «برايل ديس بلاي» ونجح في تأهيل حوالي 30 كفيفاً للالتحاق بالوظائف التي تتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم، وإلي جانب كل ما سبق عمل بمركز «ابصار» بجامعة عين شمس والمسئول عن تسجيل الكتب الدراسية بالكمبيوتر سواء «عربي أو انجليزي» للطلبة المكفوفين فضلا عن امكانية أداء الامتحانات بالكمبيوتر أيضا استطاع أن يدرب أكثر من 240 كفيفاً، وفي النهاية يتمني علاء بأن يعامل المجتمع أصحاب الفئات الخاصة علي حسب قدراتهم وليس إعاقتهم فضلا عن تذليل العقبات لهم بالشوارع والأرضية، فهو شخصيا يعتمد علي نفسه في الانتقال من مكان إلي آخر، كما يحلم بأن يترجم كتباً مفيدة للمجتمع وبالتحديد فئة الشباب مثل سلسلة روايات الكاتب الأمريكي «فيلتور آبلتون» والتي يتحدث فيها عن شاب يحاول بأن يكون فردا فعالا في مجتمعه من خلال ابتكاراته.