خسر المسلمون مرتين الأسبوع قبل الماضي في سويسرا. مرة بعدما طالبوا بمنع لارس فيلكس صاحب الرسوم المسيئة للنبي (ص) من محاضرة دعته إليها جامعة أبسلا عن حرية الفن. والمرة الثانية عندما نظمت الجامعة المحاضرة، واحتفت بفيلكس الذي حضر وجلجل وقال ما لديه وسط غياب صفوة مسلمي السويد، وكريمة المجتمع هناك من أمة محمد. كأنك يا أبوزيد «ماغزيت».. فالمسلمون أضافوا نقطة أخري سوداء في علاقاتهم بالمجتمع السويدي كامل الحرية.. واسع الثقافة، صاحب الهوايتين، القراءة.. وقبول الآخر. لا نفعت «الجعجعة»، ولا الملصقات التي علقوها علي حوائط شوارع العاصمة الجانبية في حملة شعواء علي فيلكس، ولا أتي الصوت العالي ثماره مع السويديين الذين لم يفهموا معني أو مغزي مثل تلك النوعية من حملات الاعتراض، حتي لو كان المهان مقدسا.. وحتي لو كان الخلاف في الرأي كبيرا. والذي حدث أن المسلمين قلبوا الدنيا لأن فيلكس أهان النبي (ص) برسومه، قالوا إنه لم يعد من اللائق دعوته للكلام عن الحريات، لأن إهانة رموز المسلمين ليست حرية، والطعن في العقائد ليس تعبيراً عن الرأي. لكن السويديين استغربوا، وبعد أسبوع من رسالة التجمع الإسلامي إلي إدارة الجامعة لمنع فيلكس، ردت الجامعة قبل أسبوعين من المحاضرة، بملصقات حجم طبيعي للرسام في شوارع العاصمة استكهولم، وظهر أحد أساتذة الفلسفة علي شاشات التليفزيون ليقول إنه لم يصدق أن في بلاده من يملك الجرأة علي أن يطلب منع آخر من الكلام. أما البروفيسور ريكارد إيكهولم منظم الندوة، فعلق علي المطالبات بمنع فيلكس من دخول مدينة ابسالا بقوله: «كارثة» حلت ببعض مواطني بلادي من أبناء «الأديان».. وقال: «إنهم لم يطالبوا بمنعه من الكلام فقط، إنما طالبونا بالحد من حق مواطن في التحرك بحرية من بلد لآخر، في الوقت الذي لم يصلنا طلب من أحدهم لحضور الندوة ومناقشة الرسام فيما فعل». ملاحظة ايكهولم في محلها.. مربط الفرس أن مسلمي السويد، انفصلوا عن المجتمع الذين نشأوا فيه، فعالجوا قضاياهم علي خلاف طرق أهل البلاد المعتادة، فلا طلبوا الحوار.. ولا حاولوا الكشف عن وجهات نظرهم ب«الكلام»! طالبوا بالمنع والجذر والحجب، في مجتمع لايعرف هذه المفردات. والنتيجة.. فشلوا وذهبت ريحهم، وانتصر فيلكس!