دائما ما تنتظر جماهير كرة القدم بشغف كبير متابعة مباريات كأس العالم لمشاهدة أبرز النجوم الذين يتنافسون فيما بينهم دفاعا عن سمعة بلادهم الكروية .. ولكن بكل أسف فمن المتوقع أن يكون عشاق الساحرة المستديرة علي موعد مع أسوأ مونديال عندما تنطلق فاعلياته الشهر المقبل بجنوب أفريقيا. فمن المفترض أن أهمية هذا الحدث تكمن في كونه يضم أفضل كوكبة من لاعبي العالم علي الاطلاق لكن مونديال 2010 سيفتقد هؤلاء النجوم للعديد من الأسباب ما بين الاصابة والاستبعاد أو تجاهلهم من قبل مدربيهم أو أنهم قرروا عدم المشاركة مع منتخبات بلدانهم.وكان الألماني مايكل بالاك أحدث الوجوه التي ستغيب عن المونديال بعد تعرضه لاصابة في الكاحل خلال مباراة فريقه تشيلسي الانجليزي في نهائي كأس انجلترا تبعده عن الملاعب لمدة شهرين مما يعني غيابه عن المونديال. وأصاب نبأ ابتعاد بالاك المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف ولاعبي المنتخب بصدمة بالغة، لا سيما أن بالاك هو أهم عنصر في خطة لعب المنتخب الألماني في كأس العالم ، وكان الكثيرون يعقدون عليه الآمال لقيادة منتخب بلاده للفوز باللقب للمرة الرابعة. ولم يكن بالاك النجم الوحيد الذي سيغيب عن هذا الحدث انما امتدت القائمة لتشمل كلاً من البرازيلي رونالدينيو والهولندي رود فان نيستلروي والإيطالي فرانشيسكو توتي والانجليزيين ديفيد بيكهام ومايكل أوين وجميعهم ممن قاربوا من خط النهاية في مسيرتهم الكروية. وهناك أيضا من سيغيب عن المونديال لاعتزل كرة القدم وعلي رأسهم النجم الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيجو والتشيكي بافل نيدفيد. رونالدينيو وأدريانو بالنسبة للبرازيل، كان رونالدينيو هو نجم الفريق في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وفاز مرتين بلقب أفضل لاعب في العالم ولكن الفريق سيفتقده في مونديال جنوب أفريقيا. ومع غياب كل من رونالدينيو ورونالدو وأدريانو عن قائمة البرازيل لمونديال 2010 أصبح زميلهم كاكا هو الوحيد الباقي من عناصر "الرباعي الذهبي" الذي جعل من المنتخب البرازيلي المرشح الأقوي للفوز باللقب العالمي قبل مونديال 2006 بألمانيا. وأدرك رونالدو (33 عاماً) منذ فترة أن فرصه في الانضمام للمنتخب البرازيلي بمونديال 2010 تبدو هزيلة للغاية بينما انتزع جرافيتي مهاجم فولفسبورج الألماني مكان أدريانو في القائمة. ويتربع رونالدو علي قمة قائمة أبرز الهدافين في تاريخ بطولات كأس العالم برصيد 15 هدفا أحرزها في بطولات 1998 و2002 و2006. فان نيستلروي أما بالنسبة للمهاجم رود فان نيستلروي (33 عاماً) ، فيبدو أن مسيرته الدولية وصلت لخط النهاية بعدما غاب عن القائمة المبدئية للمنتخب الهولندي والتي ضمت 30 لاعبا. وسجل فان نيستلروي 33 هدفاً في 64 مباراة دولية خاضها مع المنتخب الهولندي. وأعلن اللاعب اعتزاله الدولي بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) ولكنه تراجع عن ذلك بعدما استعاد لياقته البدنية منذ انتقاله من فريق ريال مدريد الإسباني إلي هامبورج الألماني في يناير الماضي. توتي وتوني كما خلت قائمة المنتخب الإيطالي من نجمه السابق توتي (33 عاماً) مهاجم وقائد فريق روما الإيطالي والذي اعتزل اللعب الدولي بعدما شارك مع الفريق في الفوز بلقب مونديال 2006 بألمانيا ولكن الفترة الماضية شهدت بعض الجدل بشأن إمكانية عودته لصفوف الفريق. كما خلت القائمة من زميله لوكا توني الذي كان المهاجم الرئيسي للفريق في مونديال 2006 وكأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) رغم انتقاله من بايرن ميونيخ الألماني إلي روما الإيطالي بحثاً عن المشاركة في المباريات وتعزيز فرصته للعب في المونديال. ولم تضم القائمة أيضا أنطونيو كاسانو صانع ألعاب فريق سامبدوريا الإيطالي وماريو بالوتيللي مهاجم إنتر الإيطالي. وبعيداً عن قلب الدفاع زانيتي ولاعب خط الوسط كامبياسو، يغيب عن قائمة المنتخب الأرجنتيني أيضاً اللاعب فيرناندو جاجو لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني وجابرييل ميليتو مدافع برشلونة الإسباني. بنزيمة وفييرا استبعد ريمون دومينيك المدير الفني للمنتخب الفرنسي من قائمته المبدئية اللاعب كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد كما غاب عن القائمة اللاعبان سمير نصري نجم أرسنال الإنجليزي ولاعب خط الوسط باتريك فييرا القائد السابق للمنتخب الفرنسي والذي خاض 107 مباريات دولية في صفوف الفريق كما كان أحد عناصر العمود الفقري للفريق الفائز بلقب مونديال 1998 في فرنسا. المنتخبات الغائبة ولم يقتصر غياب النجوم عن المونديال بسبب الاستبعاد أو الإصابة إنما امتد الي غياب العديد من المنتخبات التي تعج بالنجوم. فعلي الرغم من ظهور المنتخب السويدي في آخر نسختين لنهائيات كأس العالم بجانب ثباته في آخر ثلاث نسخ من بطولة كأس الأمم الأوروبية، وجد أحفاد الفايكينج أنفسهم خارج اللعبة مبكرا بعد فشلهم حتي في اقتناص بطاقة تأهل ولو للملحق الأوروبي. ويعني غياب السويد حرمان مهاجم برشلونة الإسباني زلاتان إبراهيموفيتش من المشاركة في المونديال علي الرغم من كونه ضمن المرشحين لجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في أوروبا بعد موسم مميز مع فريقه السابق إنتر ميلان حصد خلاله لقب هداف الدوري الإيطالي. وحمل الملحق الأوروبي مفاجأة كبري بخروج الدب الروسي علي يد سلوفينيا التي عوضت خسارتها في موسكو 1-2 بالفوز بهدف بين أنصارها في ماريبور بهدف، لتحرم نجم أرسنال الإنجليزي أندريه أرشافين من المشاركة في النهائيات للمرة الأولي في تاريخه، بعكس إبراهيموفيتش الذي شارك في مناسبتين من قبل. وفي أفريقيا، كتب غياب بطل القارة المنتخب المصري حرمانا لصانع ألعابه محمد أبو تريكة، الفائز بجائزة هيئة الإذاعة البريطانية لأفضل لاعب أفريقي، من المشاركة في كأس العالم ربما بشكل نهائي لبلوغه 31 عاما من العمر. وكانت المشاركة في كأس العالم الإنجاز الوحيد الذي ينقص سجلات أبو تريكة الذي عرف الساحة العالمية بتتويجه هدافا لكأس العالم للأندية عام 2006 باليابان حين حصد مع فريقه المحلي الأهلي الميدالية البرونزية. وبجانب إبراهيموفيتش وأرشافين وأبو تريكة، تبرز أيضا أسماء أخري غائبة لفشل منتخباتها في التأهل مثل الجناح التركي أردا توران، والهداف السعودي ياسر القحطاني أفضل لاعب في آسيا 2007 فضلا عن النجم التوجولي إيمانويل أديبايور وصانع الألعاب الكرواتي لوكا مودريتش والمهاجم المصري محمد زيدان. وبالنظر إلي هذا الكم الهائل من اللاعبين الذين سيغيبون عن هذا الحدث نجد أنه لم يتبق سوي النجم الأرجنتيني ميسي والنجم البرتغالي كرستيانور رونالدو والبرازيلي كاكا لذا فيجب علي جماهير الكرة التوجه بالدعاء الي الله ليحفظ هؤلاء اللاعبين من الإصابة حتي نستطيع مشاهدة كأس العالم. ولا شك أن أكثر المتشائمين لم يتوقع غياب تلك المجموعة، ولكن هذا قد يكون بمثابة الإعلان عن أساطير جديدة ستكتب أسماءها بحروف بارزة في تاريخ الساحرة المستديرة خلال نهائيات كأس العالم.
