تحت عنوان «بنات من بلدي» أقيم مؤخرا بقاعة "دروب" معرض للفنان عبد العال حسن، قدم فيه 35 لوحة من أحدث أعماله الفنية في مجال التصوير، نفذها بالألوان الزيتية والباستيل والمائية، مستخدما خامات مختلفة بنفس الإجادة والإتقان. يتناول الفنان في لوحاته طبقة المهمشين والبدو والريفيين ويدفع بهم إلي مقدمة المجتمع صانعا منهم الصفوة، وتميزت نساؤه بملامح مصرية أصيلة، فهو يرسمهن بجباه عريضة بارزة وملامح بسيطة منحوتة، ينقلهن في أوضاع مختلفة تارة بنظرة أمامية مباشرة، وتارة أخري بنظرة جانبية بسيطة تبعث علي الإحساس بالهدوء والاستكانة. الزي في أعماله مرتبط ارتباطا وثيقا بشخوصه، فهو يرسم وكأنه يرصد ويسجل الأزياء المختلفة لنساء الوجه القبلي بزيهن المميز ودرجاته اللونية المختلفة التي يغلب عليها اللون الأسود، مهتما أيضا برسم حليهم من أقراط وعقود كبيرة يتزين بها. تتميز أعمال الفنان عبد العال بمزاوجته بين الواقعية الرومانسية وبين التأثيرية في آن واحد، فهو يرسم أبطال لوحاته من النساء البسيطات، فيصنع منهن نموذجا من الجمال، كما يهتم في أعماله بالتنوع البصري من خلال المزج بين التفاصيل المحكمة لشخوصه وبين الاختزال في تلك التفاصيل في اللوحة الواحدة، تاركا لعين المشاهد إكمال تلك التفاصيل مما يخلف إحساسا بالمتعة البصرية. يركز الفنان في أعماله علي مقدمة اللوحات "foreground" فدائما ما يضع نساءه في أوضاع التأمل والترقب، يجلسن وكأنهن في وضع لالتقاط صورة، صانعا منهم نجمات لبيوت الأزياء، وقليلا ما يهتم الفنان بتفاصيل الخلفية "background" عاملا علي عدم تشتيت عين المشاهد، مختزلا تفاصيلها في مجموعات لونية. الألوان عند عبد العال متألقة، فهو يستخدم الألوان الساخنة في عمل نوع من الإبهار لجذب عين المشاهد، تحيطها مجموعات لونية أخري أقل سخونة، يوزعها علي فضاء لوحاته في تناغم، باختياره للإضاءة الطبيعية، فينقل عين المشاهد بين الإضاءة الشديدة الساقطة علي ثنيات الوجوه وبين الظلال التي تتفاوت في درجاتها راسمة درجات مختلفة من الألوان، تتنوع خلالها ألوانه بين درجات البنيات والأزرق بدرجاته والأحمر الساطع وصولا إلي اللونين الأبيض والأسود يحسم بهما مجمل لوحاته. يستخدم الفنان طبقات كثيفة من الألوان في رسومه بالألوان الزيتية مما يضفي عليها نوعا من الثراء اللوني بما تخلفه ضربات الفرشاة وراءها من ملامس، ويرسم الفنان بالألوان المائية مستخدما الفرشاة العريضة بأسلوب تأثيري لاعبا علي إظهار أعماله مستخدما التضاد بين الظل والنور، يزاوج في أعماله بين ضربات الفرشاة المختلفة.