تفاصيل صغيرة ..مواقف حياتية ..نباتات وجمادات وبشر ..كلها أشياء قد لا تستوقفنا لكنها بالنسبة له ليست مجرد أحداث عابرة فهي الوقود الذي يستمد منه محمد نصر برطش موهبته الفنية و كأنه يريد أن يعيد تعريفنا بتفاصيل حياتية اعتدناها فلم نعد نشعر بها أو نؤثر فيها ،و نحاول التعرف عليه في السطور القادمة. محمد نصر فنان صاحب رؤية خاصة في كل أعماله فهو لا يحب رسم البورتريه بنقل ملامح الوجه كما هي بل يفضل الوصول إلي روح الشخصية و التعبير عنها بالفن،كما أنه من محبي فن الأوبرا ومن متذوقيه و له مجموعة من المقالات المميزة عن أوبرا "إكسير الحب"،"شمشون و دليلة"،"توسكا" و غيرها من الأعمال الفنية. الفن بالنسبة له ليس مجرد ريشة يمسكها و لكنها مهمة لها أصولها وخطواتها التي يعد لها جيدا و يظهر ذلك وفق ما ذكر برطش في معرضه الاخير (أنشودة الأشياء) حيث أعد له منذ سنتين تقريباً وذلك بعد قراءته لديوان الشاعر الشيلي "بابلو نيرودا " والذي أهداه الي الأشياء فألهم شعره إحساسه العميق بالأشياء فالأشياء حولنا كثيرة كالكتاب والتفاحة والجيتار ولكنها ليست صامتة كما يبدو فعلينا أن نصغي لهذا الصمت حتي نراها. يقول محمد نصر:اخترت عرض اللوحات في متحف احمد شوقي لأن فكرة المعرض تقوم في الأساس علي الشعر و باعتباري عضو مجلس إدارة في جمعية رعاية أطفال السجينات فانني خصصت جزءا من عائدات المعرض لصالح هؤلاء الأطفال لأنهم يعانون ويدفعون ثمن جرم لم يقترفوه وأيضاً لان المعرض يقوم علي فكرة الإحساس بالأشياء .. فكيف لأيكون في المقدمة إحساس أعمق بالبشر خصوصاً الأطفال . رغم ما قدمه من أعمال فنية إلا أنه يعتبر نفسه مجرد هاو حيث يسعي لتطوير نفسه بشكل مستمر،و يري أن حركة الفن التشكيلي في مصر تفتقر إلي التجديد،و يشير إلي ضرورة الاطلاع علي الحركة التشكيلية في العالم حتي نستطيع الخروج عن القوالب الثابته والرتيبة التي ما زال الكثيرون يصرون علي التمسك بها.