أثار إغلاق السلطات الإيرانية الجناح المصري، المشارك بمعرض طهران الدولي للكتاب، بعد مصادرة كتاب «موسوعة تاريخ الخليج العربي»، الصادر عن دار «أسامة»، استياء مسئولي النشر في مصر، الذين رأوا أن عبارة «الخليج العربي»، التي تثير حساسية لدي الإيرانيين ويرفضون استخدام تسمية بديلة ل «الخليج الفارسي» غير كافية لهذا الإجراء. أكد الدكتور صابر عرب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أنه لا توجد أي مشاركة مصرية علي المستوي الرسمي في معرض الكتاب الدولي بطهران، ولكن نما إلي علمي أن هناك مشاركة من القطاع الخاص، حيث تشارك بعض دور النشر المصرية بعيدا عن وزارة الثقافة، وأضاف: فكرة إغلاق جناح للكتب بدعوي أن هناك كتابا يحمل في عنوانه لفظ "الخليج العربي" بدلا من "الخليج الفارسي"، ينم عن مستوي التفكير والتحجر والقمع في الذهنية الإيرانية. وأضاف: هم يقولون «الخليج الفارسي» فليقولوا، ولكن أن يتم إغلاق الجناح لهذا السبب، فهذا منتهي الغطرسة، بالرغم من أن مسمي الخليج العربي ليس مجردا، ولقد اتفق الجغرافيون والمؤرخون أن حجم التأثير العربي أكبر من المؤثرات الفارسية، فعدد الكتابات التي تردد فيها اسم الخليج العربي أكثر بكثير من الكتب التي تحمل المسمي الفارسي، والملاحظ في الفترة الأخيرة وجود نزوع إيراني نحو الهيمنة علي المنطقة العربية من خلال فرض سياسة الأمر الواقع، ولفت الأنظار إلي الطموحات الإيرانية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، وهذا مؤشر خطير لرؤية سياسية متطرفة في القرن الحادي والعشرين، وأكد أن الأجواء ليست مناسبة لتبادل ثقافي إيراني في الفترة الحالية. من جانبة أكد حلمي النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب أن هيئة الكتاب لم تشارك بأي جناح ولكن هناك بعض الناشرين المصريين يشاركون من خلال بعض الناشرين العرب من سوريا ولبنان، خاصة ببعض العناوين مثلما نجد في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعض الكتب الإيرانية من خلال بعض الناشرين العرب المشاركين، كما أنه لا توجد مشاركة إيرانية في معرض القاهرة، وهذه المبادلات للكتب تتم بشكل شخصي، فهم لا يشاركون عندنا ونحن لا نشارك عندهم. وأكد النمنم أن الخلاف حول التسمية الصحيحة هل هو الخليج العربي أم الفارسي، خلاف قديم منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان يسميه الخليج العربي في خطبه السياسية، وكان شاه إيران يري في هذا اعتداء عليه وعلي إيران، وبعيدا عن التسمية فهذا لا يبرر إغلاق جناح للكتب تحت أي ظرف. من جانبه أكد الأستاذ عبداللطيف عاشور نائب رئيس اتحاد الناشرين أنه لا يوجد أي تعاون ثقافي رسمي بين اتحاد الناشرين وإيران اللهم إلا بعض أصحاب دور النشر المصرية القليلة، ومن أبرزهم سليم عبد الحي صاحب دار «آفاق»، ويوجد خارج مصر الآن.