أعادت مجلة فورين بوليسي الأمريكية نشر تقرير فوبيا الزعماء علي الإنترنت بعدما علق عليه 5.7 مليون خلال 48 ساعة، ودخل موقع المجلة 18.55 مليون لقراءته خلال أقل من 6 أيام. الكوريون الشماليون كانوا أكثر من علق علي التقرير الذي ذكر تفاصيل عن عقدة خوف زعيمهم كيم يونج إيل من الطائرات، تلاهم الأمريكيون، ثم 1.8 مليون عربي علقوا علي فوبيا الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش من الخيول. أما الألمان، فلم يلقوا بالاً إلي عقدة مستشارتهم ميركل من الكلاب، لكنهم علقوا علي استغلال رئيس الوزراء الروسي بوتين لخوفها، فتعمد اصطحاب كلبه الضخم باستمرار خلال مباحثاته معها لإخافتها. فورين بوليسي أرجعت الضجة التي أحدثها التقرير إلي رغبة العالم في أن يعرف أكثر عن مخاوف قادة يعيشون أدوار الأباطرة، مع أنهم «أطفال» تخيفهم «الفراشات» والخيول والصراصير. «فوبيا الخيول» لدي بوش هي التي دفعته للظهور دائمًا في ملابس رعاة البقر أمام عدسات المصورين في مزرعته بتكساس. فقد أراد أن يقول للعالم «لست خائفا»، مع أن أحدًا لم يتصور أن الذي كذب علي الأمريكيين وجرجرهم لحرب بلا سبب في العراق وأفغانستان، يكذب أيضًا في الصورة التي رسمها لنفسه، ويخاف الأحصنة والصراصير والفراشات الملونة. الامبراطور الفرنسي نابليون كان يخاف الصراصير هو الآخر، كما خاف الفئران وزوجته جوزفين التي خانته مع معظم ضباط جيشه، لكنه خشي أن يواجهها حتي مات. أما روك هدسون نجم السينما ومعبود النساء، فقد كانت عقدته هي «النساء»، لذلك عاش شاذًا ومات كذلك. والذي كان يخشي «الفلس» والصراصير أيضًا، الملياردير اليوناني أوناسيس. لكنه لم يتكلم عن هذين الأمرين طوال حياته، ولم تكتشف زوجته جاكلين تفاصيل مخاوفه رغم سنوات عاشتها إلي جواره، فقد خاف أن تعرف مما يخاف. والأديب الإنجليزي شارلز ديكنز عاش طوال حياته خائفًا علي سمعته، مع ذلك مات متهمًا بعلاقة كاذبة مع أخت زوجته. تجارب ديكنز العاطفية غير الناجحة سببت له هو الآخر خوفًا شديدًا من «النساء». فالتي أحبها في الثامنة عشرة هجرته للزواج من غني، ولما وقع في حب الممثلة «نيلي تيرنان» تسربت رسائلهما للشارع فأحبط وشعر أن أولاده فقدوا فيه الثقة. تجارب أخري كثيرة هي التي جعلته يعيش معقدًا ويموت كذلك أيضًا.. تمامًا كما عاش ومات ديستوفسكي وماكسيم جوركي وهيمنجواي وتلوز لوتريك وسالفادور دالي. ديستوفسكي خاف أن يموت فقيرًا، مع أنه كان نبيلا.. لذلك عاش كئيبًا. ونضحت كآبته علي «راسكولينيكوف» بطل روايته «الجريمة والعقاب»، أسوأ وأصعب مأساة مكتوبة حتي الآن في العالم. والذين قرأوا رواية «الأم» لجوركي شموا ريحة «العطن» و«العفن» طوال أحداثها، فجوركي كان كئيبًا، وعاش خائفا من أن يموت «مريضًا».. فمات بالسل، دون أن يجد علاجا!