كل هذه المشاعر العفوية الصادقة التي انطلقت تعبر عن حبها للرئيس مبارك في تصفيق حاد استمر لعدة دقائق متواصلة عندما دخل إلي قاعة خوفو في الاحتفال بعيد العمال.. ولا يتوقف إلا مع السلام الجمهوري ليعود التصفيق الحاد مرة أخري مصرا علي الاستمرار لدقائق أخري متواصلة مصحوبة بعبارة «حمدا لله علي السلامة يا ريس». وحتي أثناء إلقاء الرئيس مبارك كلمته كانت هذه المشاعر الفطرية الصادقة تندفع لتقاطع كلمة الرئيس من يمين القاعة ويسارها ووسطها لتعبر عن فرحتها المطمئنة بوجود الرئيس مبارك بينها يتحدث إليها في أول لقاء له مع عمال مصر بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء. هي مشاعر امتنان وعرفان لقيمة وقدر الرئيس مبارك وانحيازه المطلق لمصالح العمال وقضاياهم وحقوقهم، وقد قال لهم الرئيس «سوف تجدونني دائما إلي جانبكم.. حافظا لعهدي معكم.. منحازا لقضاياكم وحقوقكم.. متصدياً لكل من يحاول الانتقاص من هذه الحقوق». ومن ثم تأتي المطالبة الرئاسية للحكومة في عيد العمال بالعمل علي إنجاز قوانين تسمح بتخارج الشركات في حالة اضطرارها لذلك مع توفير الضمانات القانونية للحفاظ علي حقوق العاملين.. بما في ذلك أولوية سداد مستحقاتهم المالية.. بضوابط تضمن الوفاء بهذه المستحقات دون مماطلة أو إبطاء. ومن ثم أيضا تأتي التكليفات الرئاسية للحكومة بتحقيق أهداف محددة خلال الاثني عشر شهرا المقبلة تستكمل البرنامج الانتخابي للرئيس وتضيف إليه وتدفع باستثمارات جديدة بمقدار 8 مليارات جنيه علي الأقل يتم توجيهها لقطاعات الإنتاج والخدمات والبنية الأساسية.. أي فتح أبواب جديدة للرزق. ومن ثم ثالثا.. يأتي الترحيب الرئاسي بما تموج به مصر من تفاعل نشط لقوي المجتمع باعتباره ظاهرة صحية ودليلا علي حيوية المجتمع.. وفي هذا السياق يأتي التحسب الرئاسي من أن ينزلق البعض بهذا التفاعل إلي انفلات يعرض مصر وأبناءها لمخاطر الانتكاس. فلا مجال في هذه المرحلة الدقيقة اقتصاديا وسياسيا لمن يختلط عليه الفارق الشاسع بين التغيير والفوضي.. وبين التحرك المدروس والهرولة غير محسوبة العواقب.. أو لمن يتجاهل ما اعتمده الشعب من تعديلات دستورية منذ العام 2005 وما يتعين أن يتوفر للدساتير من ثبات ورسوخ واستقرار. ففي خطابه إلي المصريين في عيد العمال يؤكد الرئيس مبارك أنه اليوم يجد نفسه أكثر من أي وقت مضي أقوي عزما وأشد تصميما علي ألا ترتد حركة المجتمع إلي الوراء فلا بديل عن المضي إلي الأمام نحو انطلاقة جديدة وغد جديد.