في الجلسة المشتركة للمجلس الأعلي للسياسات واللجان السياسية المتخصصة التابعة لأمانة سياسات الحزب الوطني التي رأسها الأستاذ صفوت الشريف- الأمين العام، وأدارها بجدارة (كالعادة) الأمين المساعد للسياسات الأستاذ جمال مبارك ودعوته للمهندس أحمد عز أمين التنظيم لإلقاء الضوء علي التحركات التنظيمية استعداداً للانتخابات النصفية لمجلس الشوري في أول يونيو المقبل. دعوني أكتب اليوم عن تأثري بما عرضه أمين التنظيم مؤجلاً حديثي عن هذا المؤتمر وهذه الجلسة الغاية في الأهمية لمقال قادم ، ولكني أختص مقالي اليوم عن خطورة أمانة التنظيم، العرض الذي قدمه أمين التنظيم حول خطة التحرك لاجتياز انتخابات الشوري مستعرضاً اسلوب اختيار المرشحين عن الحزب الوطني في جميع الدوائر واستخدام أمانة التنظيم لآليتين أساسيتين للاختيار أولاهما استطلاعات الرأي والتي تشمل الأوزان الانتخابية للقري والشياخات من واقع حجم التصويت الفعلي لانتخابات 2005، وكذلك اختيار فريق مستقل عن فريق جمع البيانات لمراقبة العمل الميداني والعمل علي التخلص من أي عناصر يثبت عدم التزامها مراعين عدم تشكيل أية تحالفات أو عصبيات في القري والمراكز وإعادة هذا الاستطلاع مرتين خلال شهر فبراير وأبريل! ثم ثانياً عقد مجمعات انتخابية وتوسيعها لضمان صعوبة التوجيه من خارجها حيث وصل عدد أعضاء المجمع لأكثر من 320 عضواً، وهذه المجمعات لا تقوم باختيار مرشح بعينه بل تضع تقييماً بأوزان نسبية مختلفة للشعبية والقدرة علي كسب ثقة الناخبين في الدائرة والسمعة وكفاءة المرشح علي تمثيل هذه الدائرة. كما استعرض أمين التنظيم بسلاسة عناصر خطة التحرك والتكليفات يوم الانتخابات ووسط كل الدوائر بغرف مركزية تصب كلها في مركز رئيسي في الأمانة العامة والتي أعدت إعداداً إلكترونياً كما لم يحدث من قبل ويشبه لحد كبير إدارة أكبر عملية انتخابية في أكبر الدول الديمقراطية وحينما استعرض أمين التنظيم الهيكل التنظيمي للحزب بدءاً من الوحدة الحزبية وهي المستوي التنظيمي الأول والتي يعتمد عليها في ضم الأعضاء الجدد للحزب والتي يصل عددها إلي 6889 قرية وشياخة في ريف ومدن مصر، الحد الأدني لأعضاء الوحدة 200 عضو، وتتكون لجنة كل وحدة من 250 عضواً ومن بينهم يختار بالإنتخاب أمين للوحدة الحزبية و6 أمناء نوعيين.. ثم تشكيل أمانات القسم أو المركز وهو المستوي الوسيط في التنظيم الحزبي وعددهم (315) أمانة فأكثر كما يوجد أمانة للحزب في كل محافظة (29) محافظة وكل أمين للمحافظة له هيئة مكتب من (17) عضواً. كل هذه الخطط التنظيمية لها مهام معينة تصل ذروتها في أوقات الانتخابات، متابعة ميدانية من خلال شبكة التنظيم الإلكترونية ومتابعة النواب الحاليين والشخصيات التي تظهر لها نية في خوض انتخابات خلال استطلاعات الرأي. هذا العرض الذي قدمه لنا المهندس أحمد عز، يدل علي أننا قد انتقلنا نقلة نوعية بالحزب الوطني، من مصاف العشوائية إلي مصاف المدنية والتحضر وهي أسس مهمة للتركيبة الداخلية للمؤسسة الحزبية بالديمقراطية.. إن خطورة هذه الأمانة قد بدت واضحة، حيث إن الحركة كلها تصدر من مركزية الأمانة العامة والتحرك بالتزام حزبي يقود جموع الأعضاء المنتشرين في كل بقاع مصر.