لعالم المزادات لغة ودراما من نوع خاص قد لايفهمها الإنسان العادي. وفي أحد المزادات التي اقيمت مؤخراً بالقاهرة رغم أن الحضور كان محدوداً إلا أن الجلسة كانت "ثرية" بكل دراما العالم من تعريق وتربيطات، شجار وترضية، شراء من الباطن و" شيل الليلة كلها».. ومحاولة التملص من الشراء. المكان في قلب منطقة المعصرة، اذ عرضت الشركة المصرية للمواسير والمنتجات الاسمنتية "سيجوارت" في مقرها للبيع أصناف خردة هامة من سلندرات نحاس ودرافيل حديد وصهاريج خلط أسمنت وغيرها وتمكنت من بيع حوالي 80% من المعروض حاصدة حوالي 6 ملايين جنيه. رغم أن المزاد كان فرصة ثمينة للتجار إلا أنه شهد حضوراً ضعيفاً لم يتجاوز 15 تاجراً لكنهم من كبار تجار الخردة في قاهرة المعز وحصدوا من خلاله ارباحا تفوق الخيال. في بداية الجلسة، بدأ التجار، الذين دفعوا تأمين دخول الجلسة وقيمته 15 الف جنيه، التزايد بلعبتهم المعهودة بالاتفاق مع بعضهم بالتقاعس عن المزايدة علي اهم لوط بالمزاد والذي احتوي علي 6 سلندرات نحاس. وكان هدفهم بالطبع خفض سعره لأدني مستوي، ولكن فجر احد التجار مفاجأة كالصاعقة لجميع الحضور بالمزايدة وعرض سعراً مرتفعاً علي اللوط حتي ان المزاد اشتعل واصبح علي صفيح ساخن وبالفعل فاز التاجر باللوط الثمين. وعند التسليم حدثت مشاجرة عنيفة بين التاجر الفائز والاخر الذي كان من المفترض ارساء المزاد عليه باتفاق التجار وحدثت مشادات وشد وجذب الي ان تراضي الطرفان في النهاية بقسمة السلندرات بينهما فضلا عن تعريق التاجر الفائز بمبلغ مالي قيمته 30 الف جنيه. علي جانب اخر حاول احد التجار إعطاء مبلغ مالي حوالي 20 ألف جنيه للجنة التسليم من الباطن بهدف استلام لوط الدرافيل والذي اشتراه التاجر بعدد 100 درفيل متنوعة الاطوال والاقطار والاوزان من عدد 150 درفيلا وتصور التاجر ان اللجنة ستتيح له حرية اختيار اثقل الدرافيل واطولها. ولكنه فوجئ برئيس اللجنة محمد ابو الحديد يخيره بين أمرين أن تكون اللجنة هي المسئولة عن اختيار الدرافيل بمعرفتها وليس باختياره والثاني بان يعود للقطاع التجاري ليشتري اللوط باكمله ويشتمل علي 150 درفيلا وبعد جدل ونقاش وعراك بين المشتري وعماله من جانب واللجنة من جهة اخري لم يجد التاجر امامه حلا سوي الاختيار الثاني وبالفعل تسلم التاجر مشمول اللوط وخرج وهو يدعو علي اللجنة ويصفها بانها "وش فقر". كما حاول اخر ان يضغط علي اللجنة بالتهرب من استلام لوط النحاس بحجة ان اللجنة ليس لديها كل الكمية المطلوبة بعد ان ورطه التجار وتركوه فريسة وفوجئ بانخفاض سعر النحاس بعد ان دفع ثمن اللوط كاملا وذلك لتلافي خصم 10 % قيمة مصروفات المزاد في حالة رجوعه في الشراء الا ان اللجنة وقفت له بالمرصاد وسلمته مشمول امر التسليم كله. كما نجح التجار في تحويل لوط الكتاين والجنازير من لوط بالوزن الي لوط بدون وزن او مقاس او عدد واشتمل المزاد علي صهاريج مياه ضخمة وأخري للأسمنت تستوعب حوالي 70 طن اسمنت واكثر وسلندرات نحاس وصناديق تروس واجزاء هيدروليكية ودرافيل وضواغط هواء وغلايات واوناش علوية وكتاين نقل حركة عملاقة وجنازير وكمر حديد خاص بالماكينة ومواسير مستعملة وسخانات وكان اجمالي بيع المزاد حوالي 6 ملايين جنيه حضر المزاد لجنة مشكلة من رئيس الشركة عماد الكاشف ورئيس قطاع منطقة شبرا في الشركة محمد عبدالحميد.