وسط أجواء متوترة وفشل لجلسة المفاوضات الأولي، طرحت مصر والسودان مبادرة جديدة علي دول النيل الجنوبية السبع من خلال رسالتين لمبارك والبشير لرؤساء الدول تطالب فيهما بانشاء مفوضية حوض النيل الجديدة ومع مهلة جديدة لاستمرار التفاوض حول البنود العالقة في الاتفاقية الجديدة للنيل أعلنت 4 دول في كلمتها الرسمية بالجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ للمجلس الوزاري لحوض النيل بشرم الشيخ أمس تمسكها بإنهاء جميع الخلافات خلال هذا الاجتماع وإعلان موعد لتوقيع الاتفاقية وكانت تنزانيا هي أكثر الدول المتمسكة بهذا الرأي قائلة صراحة في كلمتها إنها لا تؤمن بفكرة اذا لم يكن لديك ما تريد فاختار من بين المتاح، نريد القرار الآن وهنا من جانبه أكد د. محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري المصري أن المبادرة المصرية السودانية تقوم علي انشاء المفوضية من خلال اصدار اعلان سياسي مشددا علي أن الهدف الرئيسي منها هو التعجيل بجذب الاستثمارات لتنفيذ وادارة مشروعات التنمية في المنطقة لحين الانتهاء من البنود العالقة في الاتفاقية مشددا علي أن ذلك للحفاظ علي وحدة النيل وتحقيق التنمية المطلوبة لشعوب المنطقة . وأشار الي أن مصر بدأت برنامجا ترويجيا للدفع بالاستثمارات بدول الحوض مثل اثيوبيا واوغندا وتنزانيا وهناك المزيد في دول اخري لتلبية الاحتياجات العاجلة لدول النيل الشقيقة في المجالات المختلفة وانهي حديثه قائلا " كلي أمل أن نخرج بنتائج غير مسبوقة في هذا الاجتماع يمكن تنميتها والبناء عليها في اجتماعنا القادم بأديس أبابا باثيوبيا يوليو 2010 ". ووزير الري التنزاني مارك جيمس أعلن صراحة أنه لا يتفق مع ما يقال عن اعلان المفوضية دون حسم خلافات الاتفاقية قائلا لا نؤمن بفكرة اذا لم يكن لديك ما تريد فاختار من بين المتاح أريدكم أن تتخذوا القرار الآن وهنا لنأخذ الخطوة التالية وعلي مصر مسئولية للوصول للاتفاق فلديها تاريخ طويل في النيل وجهود غير عادية ولذا لتكن شرم الشيخ مدينة السلام هي مدخل دول حوض النيل لمرحلة التعاون الجديدة ولابد من الخروج بنتيجة الآن من جانبه قال وزير المياه البوروندي "إينج نديومانا" أن مسئوليتنا كوزراء للمياه التعجيل بالوصول الي الاتفاقية ويجب إن نضع في الاعتبار أن شعوبنا تنتظر منا أن نواجه هذه التحديات العابرة للحدود فالتحدي الأكبر هو حماية مياه النيل وادارته مهمة صعبة وعلي حكوماتنا أن يكون لها استراتيجية واضحة . وأضاف وزير البيئة والحماية الطبيعية بالكونغو" جوس بونونج" التنمية والتعاون المتناغم هو ما نريده ولذلك نحن هنا ويجب أن نصل للحلول الجذرية لانجاز اتفاقيتنا الدولية لادارة مياه النيل ومصر والسودان تعلمان أن الوصول لهذا الاتفاق سيعود بالنفع عليهما مثل باقي الدول , وكرر حان الوقت للاتفاق . اصفاوا دينجاموا وزير الري الأثيوبي بدأ بتوجيه الشكر ومهنئا المستشارين الفنيين الذين أعدوا تقريرهم النهائي في نهاية مهلة الستة أشهر ولذا جاء الآن دور مجلس الوزراء لتحويل المبادرة في اطار هذا التعاون الذي نعد اطاره من أكثر من 10 أعوام مشددا علي أن حكومة اثيوبيا مقتنعة بالتعاون تحت مظلة المفوضية بينما قال مساعد الوزير الكيني إن هذا اللقاء لابد أن يعزز الالتزام بما طرحته الاجتماعات السابقة ونريد تكثيف الجهود للوصول للمفوضية . وقال وزير البيئة والأراضي الرواندي " استينيسلاس كماندي" نناقش من 10 سنوات الوصول للخطوة التالية والمفوضية شيء مهم ويجب بالفعل انجازها في أقصر وقت ممكن ونشكر الجهود التي قامت بها الرئاسة المصرية لدعم المجلس الوزاري وتسهيل المفاوضات النهائية .. وعقب كمال علي وزير الري السوداني علي حديث الوزراء بأن الرئيسين المصري والسوداني أرسلا رسائل لدول حوض النيل منذ أسبوعين بمبادرة تقترح تحويل المبادرة الي مفوضية للاستفادة من أموال الدعم المقدمة والبدء في تنفيذ المشروعات لافادة كل الدول التسع وتحويل المبادرة لأفعال حقيقية ومع مواصلة الجهود لانجاز الاتفاقية وبما يدعم تحقيق الأمن المائي.