وزير التعليم ل المعلمين في يومهم العالمي: العماد الأساسي لبناء الأمة    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال شهر سبتمبر الماضي    «إعداد مواطن مسؤول».. مناهج دراسية تناولت حرب أكتوبر والجيش المصري    سعر الدولار اليوم السبت 5 أكتوبر    جهاز تنمية المشروعات: 2.5 مليار جنيه تمويلات لأبناء سيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    أسعار الفراخ البيضاء والبيض اليوم السبت 5 أكتوبر 2024    وزير البترول يبحث مع توتال إينرجيز خطط الشركة الاستثمارية بمصر    بمناسبة نصر أكتوبر.. التموين: تخفيضات 10% على جميع السلع في المجمعات الاستهلاكية    وزير الخارجية الإيراني: هناك مبادرات لوقف إطلاق النار في المنطقة    استشهاد 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي علي بيت حانون    مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    خاص- محامي أتشمبونج: فيفا سيخطر الزمالك بايقاف القيد    شادي محمد ردًا على الزمالك: لم يكن لدينا أي لاعبة مُعرضة للإيقاف    ضبط 15 شخصًا كونوا تشكيلات عصابية لارتكاب وقائع سرقات بالقاهرة.. صور    انكسار درجات الحرارة.. بيان هام بشأن حالة الطقس اليوم: "احذروا نزلات البرد الحادة"    مصرع 8 أشخاص وإصابة 10 آخرين في انقلاب ميكروباص بطريق قنا سوهاج (أسماء)    القبض على سائق سيارة نقل تسبب في وفاة عامل وتحطيم لودر بمدينة نصر    تحرير 113 مخالفة في حملة مكبرة بحي شرق الإسكندرية    الثقافة تحتفل بانتصارات أكتوبر    فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها    نائب وزير الصحة يتابع منظومة سلاسل الإمدادات الدوائية والمستلزمات والأجهزة الطبية    في ذكرى أكتوبر: جامعة الملك سلمان أول جامعة ذكية في جنوب سيناء    كوكا يقود ريو آفي للتعادل مع فاماليكاو في الدوري البرتغالي    انتهاء أزمة صورة أحمد شيبة ونجله يقبل الاعتذار ويتراجع عن التصعيد    أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم 5 أكتوبر 2024    تشكيل الهلال ضد الأهلي في الجولة السادسة من دوري روشن السعودي    أنشيلوتي يحسم قراره بشأن مشاركة جولر أمام فياريال    محاكم الأسبوع، أبرزها إمام عاشور وأزمة شيرين عبدالوهاب مع روتانا    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    تعديل تركيب قطارات الوجه البحري: تحسينات جديدة لخدمة الركاب    الطماطم ب20 جنيهًا.. أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفا للحوثيين في اليمن    محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالجيزة.. اليوم    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    للراغبين في الزواج.. تعرف على سعر جرام الذهب اليوم    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    "إسلام وسيف وميشيل" أفضل 3 مواهب فى الأسبوع الخامس من كاستنج.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    صافرات الإنذار تدوى فى غلاف غزة    سلوفينيا تقدم مساعدات عينية لأكثر من 40 ألف شخص في لبنان    أرسنال يخشى المفاجآت أمام ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي    ميدو: فيستون ماييلى فضل بيراميدز على الزمالك.. ورشحت القندوسى للأبيض    بلومبيرج: البنتاجون سينفق 1.2 مليار دولار لتجديد مخزون الأسلحة بعد هجمات إيران والحوثيين    عاجل - عمليات "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي "تفاصيل جديدة"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن مشاهد نزوح اللبنانيين: الأزمة في لبنان لن تنتهي سريعا    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    البابا تواضروس الثاني يجتمع بمجلس معهد الدراسات القبطية    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آبو الغيط : البرادعي لم يطلب رسمياً ترشيح مصر له لمنصب مدير الوكالة الذرية

وزير الخارجيه فى الجزء الثانى من حواره المختلف مع روزاليوسف
في الجزء الأول من حوار وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، والذي نشر بالامس، تناولت مجموعة من المسائل.. منها: العلاقات المصرية الأمريكية وتعليقات الإدارة الأمريكية علي الحراك السياسي في مصر.. وكيف كانت تدار السياسة الخارجية المصرية إبان علاج الرئيس مبارك في ألمانيا.. وطبيعة الخلاف الأمريكي الإسرائيلي وتأثيره علي الملف الفلسطيني.
لقد تطرق الحوار في مجمله إلي مسائل داخلية متنوعة، تقاطعت مع السياسة الخارجية التي هي مجال التخصص الأساسي للوزير.. وقد كان من بين ما قال في الجزء الأول أنه يثق في صدق نية الرئيس الأمريكي أوباما في أن ينفذ ما جاء في خطابه الذي ألقاه قبل نحو عام في جامعة القاهرة.. وأن مصر ترفض الاستجابة لطلبات أمريكية تخضع فيها الإدارة الأمريكية لضغوط جماعات أمريكية بشأن النظرة للمثليين وتغيير قوانين الميراث وعلاقة الرجل بالمرأة وفق الشريعة الإسلامية.. كما أنه قال إنه لا يري غضاضة في اتصال السفارة الأمريكية بمعارضين مصريين، أما إذا اعتبروا أن ذلك تشجيع أمريكي لهم فإن تلك هي مشكلتهم. في الجزء الثاني من الحوار تناولت مع الوزير مسائل لها علاقة أيضا بالملفات الداخلية،
وبما في ذلك تعليقه علي ما جري في الكويت مع مجموعة من الشباب المصري الذين قالوا إنهم يشكلون جمعية لتأييد البرادعي.. وتطرق الحوار إلي خلفية علاقة البرادعي نفسه مع وزارة الخارجية.. وتعليق الوزير علي أحاديث الأمين العام لجامعة الدول العربية عن الشئون المصرية.. ولكنني بدأت معه من المسألة المتعلقة بالمؤتمر النووي الدولي الذي دعت إليه واشنطن.. وسافر الوزير بالفعل للمشاركة فيه ممثلا لمصر.. فيما يلي الجزء الثاني من الحوار.
نتانياهو نسب إليه أنه لن يسافر إلي المؤتمر النووي الدولي بسبب إصرار مصر وتركيا علي طرح مسألة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.. وقالت الخارجية إنها لن تقع في هذه الخديعة.. ما أهداف مصر من المشاركة في هذا المؤتمر؟
الوزير: مصر لديها قلق.. مثلها في ذلك مثل جميع وحدات المجتمع الدولي.. بخصوص ما يسمي أمن المواد النووية.. وأيضًا الأخطار التي قد تنجم عن الإرهاب النووي.. تصور لو أن هناك منظمة أو مجموعة من الإرهابيين يستطيعون امتلاك بعض المواد النووية التي تلحق بالغ الضرر بمجتمع ما.. فإذا كان المجتمع الدولي يسعي للتوافق علي رؤي وإجراءات للتعامل مع المادة النووية والمؤسسات النووية في المتجمعات فإنه يجب أن نكون نحن أيضا جزءاً من هذا النقاش.. أخذًا في الاعتبار أن مصر سوف تبني علي الأقل خلال الأعوام العشرة القادمة محطة نووية واحدة تتبعها مجموعة أخري من المحطات النووية خلال الثلاثين أو الأربعين عاما القادمة.. ويجب ألا نكون بعيدين عن كل هذه الأدبيات التي تتعامل في هذا الموضوع.
أدبيات أم نصوص قانونية؟
الوزير: أدبيات ونصوص قانونية، لأنه حتي هذه اللحظة لم نتفق بعد علي أن تكون خلاصات واشنطون ملزمة للجميع.. ولكنها طواعية.
كيف تقرأ المقاربات التي يتبعها الرئيس الأمريكي أوباما بشأن موضوع الانتشار النووي في ضوء الاتفاقية الموقعة بين الولايات المتحدة وروسيا منذ أيام لتفكيك 1500 رأس نووي؟
الوزير: معاهدة منع الانتشار النووي لها ثلاثة أعمدة رئيسية.. الأول هو تخفيض التسليح النووي وصولا إلي ما يسمي بخيار «الصفر».. وهذا أمر مطلوب. ومنهج التخفيض النووي يجب أن نشيد به.. وفي هذا السياق يأتي الاتفاق الأمريكي الروسي وهو اتفاق يأخذ الرءوس النووية إلي معدلات أدني ولكن المتبقي لايزال يهدد العالم بالدمار الشامل. البعد الثاني للمعاهدة هو منع الانتشار.. وتسعي الولايات المتحدة لتأمين هذا.. بحيث لا نري انتشارًا نوويا.. وفي هذا الصدد يأتي الاهتمام الأمريكي بملفات مثل إيران وكوريا الشمالية.. ونأمل أيضًا أن يضاف إليها الاهتمام بإسرائيل.. لأنها أي إسرائيل هناك من المؤشرات ما يقول إن لديها قدرات نووية عسكرية.
والبعد الثالث في معاهدة منع الانتشار هو الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.. كل هذا يمثل منظومة متكاملة.. الولايات المتحدة قد تدفع هنا أو قد تدفع هناك.. والرئيس الأمريكي علي سبيل المثال يقول إنه لا يتوقع علي الأقل في حياته أن يري عصر الانزواء النووي الكامل ولكنها خطوة في الطريق الصحيح.
هناك وزراء خارجية أمريكيون في مقدمتهم كيسنجر وشولتز ومعهما وزير الدفاع السابق بيري وسيناتور سام فان.. وهو شخصية أمريكية لها تأثير كبير في مسائل نزع الأسلحة النووية هذه الشخصيات تكتب وتدفع في اتجاه إخلاء العالم من الأسلحة النووية.. خاصة وقد انتهت الحرب الباردة.. وهذه الأفكار الذي يروج لها ايفانز وزير خارجية استراليا السابق ويعمل في سياقها.. كلها تعبر عن توجهات تسعي لإخلاء العالم من هذا النوع من الأسلحة.
مجرد أحاديث وكتابات.. أليس كذلك؟
الوزير: معك حق.. أحاديث.. ولكن كيف ستستكمل صورة إخلاء العالم نوويا؟
.هذا سيستغرق سنوات.. والأمريكيون يعلمون ذلك.. بل ربما عقود لأن هناك قوي في المجتمع الدولي.. وتوجهات داخل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تري أن أحد عناصر السطوة والسلطان لديها هو ابقاؤها علي القدرة النووية.
وأري أن البعد الأهم هنا هو كيفية التحقق من تنفيذ هذه الإجراءات والأدبيات.. نحن نتحدث عن ألوف من الرؤوس النووية التكتيكية.. وهي كافية لتدمير العالم.. وليس فقط عن بضع مئات من الرؤوس النووية الاستراتيجية.
هل تطالبون بإعادة النظر في معاهدة منع الانتشار؟
الوزير: المعاهدة لا ينبغي تغييرها.. ولا نبغي فتحها للنقاش.. لأن فتحها للنقاش سيفتح الباب بما سوف يؤدي إلي إضعاف هذه المعاهدة وما قد يؤدي إلي أن البرلمانات في مختلف الدول قد لا تعترف بها.. ولا أعتقد أن هذا في مصلحة المعاهدة.. وقد تكون هناك أطراف وقوي نتوقع أن تقول فلتذهب هذه المعاهدة إلي الجحيم ونتحلل منها.. وهذا أخطر ما يمكن أن تواجهه معاهدة منع الانتشار أن تفتح مرة أخري لنقاش. نحن نري أن تبقي هذه المعاهدة وأن تتمتع بالعالمية.
دعني أعيد مافهمت من مضمون كلامك.. أنت تري أن التطرق إلي المعاهدة بالحذف أو الاضافة أو فتح المناقشة قد يؤدي إلي فوضي عالمية؟
الوزير: قد يفتح الطريق إلي فوضي عالمية.
و لماذا لا توقع مصر علي البروتوكول الإضافي للاتفاقية؟
الوزير: لأن البرتوكول الإضافي يعطي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حقوقًا علي أراضي الدول لا نوافق عليها.. مادامت إسرائيل خارج إطار المعاهدة.. معاهدة منع الانتشار.. أود القول إن مصر في تقديري يجب أن تكون علي استعداد للموافقة والتصديق علي كل اتفاقات حظرالأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية واتفاقات المواد الانشطارية واتفاقات منع التجارب النووية وكل هذه الاتفاقيات في هذه المنظومة.. أقول تقديري أننا يجب أن نكون علي استعداد للانضمام إليها جميعًا فور قيام إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي وعندئذ لن نتوقف عن الانضمام لأي اتفاق.
ودعني أضيف أن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن عليها أن تستخدم تأثيرها ونفوذها لكي تؤمن عالمية الاتفاقية التي تعرضت للكثير من التآكل عندما سعي العالم الغربي لحماية القدرة النووية الإسرائيلية ولم يتصد لها بالحزم الواجب.. الاتفاقية تعرضت أيضًا للتآكل عندما بقيت الهند والباكستان خارجها..
وتعرضت للخطر عندما انسحبت كوريا الشمالية منها.. الاتفاقية تعرضت ومازالت تتعرض للخطر في ضوء ما يحاط بالملف النووي الإيراني والجدل الدائر.. وهو جدل ليس فقط علي قانونية المنهج الإيراني من عدمه ولكن البعد السياسي في هذا الجدل هو الاختلاف الإيراني مع العالم الغربي أو ما تتصوره إيران من أنه استهداف سياسي لها.
أنت تقول إن علي الوكالة أن تحافظ علي عالمية الاتفاقية؟
الوزير: لأن العالمية ناقصة الآن لغياب إسرائيل عن التوقيع عليها.
العالمية ناقصة أم أن الوكالة انتقائية؟
الوزير: لا.. لا أعتقد أن الوكالة انتقائية.. العالم كله انضم لهذه الاتفاقية ما عدا إسرائيل وباكستان والهند.. الأخيرة رأت نفسها في أوضاع تفرض عليها أن تنظر إلي المستقبل بأسلوب وبرؤية مختلفة في علاقاتها مع الصين. باكستان بقيت خارج إطار الاتفاقية في علاقتها مع الهند.. وعدا ذلك المفترض أن إسرائيل باعتبارها الدولة الوحيدة بين هؤلاء حاليا التي لم تقم بتفجير نووي تنضم إلي الاتفاقية.
هناك دول كانت جزءاً من المعاهدة أجرت تجارب ثم أعلنت وكشفت عن تجاربها وقررت أن تفتح بالكامل ملفاتها النووية، وعلي سبيل المثال ما قامت به جنوب أفريقيا.. وهناك دول انضمت أخيرًا إلي المعاهدة مثل كوبا.. وبالتالي نحن نأمل أن تقوم إسرائيل بالانضمام إلي الاتفاقية.. ونطالب المجتمع الدولي بأن يحث إسرائيل علي المضي في هذا السبيل.. من هنا نحن نطالب مؤتمر المراجعة المقبل بأن يتبني الكثير من الأوراق المصرية المطروحة أمامه.. وفي مقدمتها مطالبة إسرائيل بالانضمام والنظر في عقد مؤتمر دولي للبحث في إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
ما فكرة هذا المؤتمر؟
الوزير: فكرة بالغة الأهمية.. لكي ننظر في كيف نحقق هذا الهدف.. جعل المنطقة منزوعة من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي في الشرق الأوسط... هذا هدف مصري وجهد مصري نسعي لتحقيقه والتفاوض بشأنه مع القوي الرئيسية في العالم.
وهل تستطيعون أن تحققوا هذا الهدف؟
الوزير: الآن أو بعد عام أو أكثر..لنر.. وسوف يتقرر الأمر بناء علي قدر الجهد والصدق الدوليين في التعامل مع الملف.
محمد البرادعي
أريد أن أتحدث عن أداء الوكالة في ضوء أكثر من زاوية.. خاصة أن لدي خلفية بأن إدارتها السابقة كانت توصف بشكل أو بآخر بأنها ضد المصالح العربية في موضوع منع الانتشار.. ولعلك قرأت حوارات لخبراء مصريين كانوا يعملون في الوكالة وسجلوا ملاحظات علي اداء الوكالة خصوصا في ملف العراق.. وفي إجراءات التفتيش علي مصر وعلي سوريا وأشياء من هذا القبيل .. وزير خارجية مصر كيف تري هذه الأمور؟
الوزير: إذا كنت تؤشر إلي رؤية الدكتور محمد البرادعي فيجب القول وبأكبر قدر من الصدق أن البرادعي شخصية مصرية كان قد ترأس الوكالة في فترة بالغة الصعوبة خلال حرب العراق وخلال ضرب إسرائيل لمنشأة علي أرض سوريا.. أو مبان.. بالاضافة إلي محاولة البعض في الوكالة مراجعة بعض الملفات الخاصة بمصر.
ما لا يجب أن يخفي عن أحد هو أن كونه مصرياً قد يؤدي إلي أن يتهم بأنه يحاول حجب حقائق حول هذه الدول.. من هنا كان يتبع بوضوح شديد مناهج محددة في الكشف عن كل شيء أو ما تتصوره الوكالة بحاجة للكشف عن كل شيء.. وصدر الكثير من التقارير في عهده.. بعضها تناول بالتأثير أوضاعاً خاصة بسوريا علي سبيل المثال.. والبعض الآخر قال إن العراق لا يوجد به شيء نووي والبعض قال بل به.. وقد أدي تقريره حول هذا إلي تناقض مع الولايات المتحدة.
لكن بيانه أمام مجلس الأمن لم يقل هذا؟
الوزير: المسألة هي أنك تستطيع أن تقول رأياً خاص بك، في تقييمك أنه لا يوجد من المؤشرات ما يؤكد أنه لا توجد أسلحة نووية.. لأن الأسلحة النووية لا تتواجد من فراغ.. بل يجب أن تكون هناك مفاعلات وأجهزة طرد وتخصيب اليورانيوم.. وكلها مسائل معقدة.. ولكن يستطيع الإنسان أن يقول انا لا استطيع أن أحكم.. أو أن يقول هذا موضوع شائك للغاية.. أن تقول لا أستطيع أن أحكم الآن.. لا توجد لدينا مؤشرات ونحن هنا لسنا في معرض الدفاع عن الدكتور محمد البرادعي أو عن الوكالة.. نحن هنا نصف وضعاً وعلينا أن نتابع أداء المدير الجديد هل سيكون بنفس المنهج.. وهل لأنه نتيجة لأنه ياباني لن يأخذ في حسبانه أوضاع الدول.. سوف نتابع تلك الامور.
أفهم من هذا أن "مصرية " المدير السابق كانت تؤثر علي أدائه في الوكالة؟
الوزير: هو يقول غير ذلك.. ولكنني لا أستطيع أن أدخل في مكنون نفسه لكي أتبين ما كان متاحا أمامه من معلومات وهل أسرع بالتحدث والكشف في مسائل لا ينبغي التطرق لها.. وهل طلب منه عدم التطرق لمسائل محددة.. أنا شخصيا أشك جدًا لأن وكالة الطاقة النووية يعمل بها عدة آلاف من الموظفين من جنسيات كثيرة للغاية، والكثير من هذه الجنسيات لا يسعده أن سوريا أو إيران أو كوريا تبقي بعيدة عن سيف الوكالة.
هل المدير في الوكالة ليس كل شيء؟
الوزير: المدير يقرر ما يجب أن يكون في مضمون التقرير من عدمه.. وعندما يقرر أتصور أنه يجب أن يأخذ في الحسبان مصداقيته ومصداقية الوكالة.. وأيضا وأخيرًا ما يمكن أن يتعرض له من نقد أو انتقاد سواء في اتصالاته وعلاقاته بالدول الكبري أو بمجلس الوكالة وأخيرا بالإعلام الدولي.
ترشيح البرادعي
دعني أسألك بصراحة.. ألم تكن لك ملاحظات علي أداء الدكتور البرادعي خلال العشر سنوات الماضية حين كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
الوزير: هذه مسألة أبقيها لمذكراتي.
يبدو الدكتور البرادعي في الحوارات الأخيرة التي جرت بعد وصوله للقاهرة حول ذكرياته عن ترشيحه لمنصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لديه مرارة ما من وزارة الخارجية بشأن أنها لم ترشحه.. هل لديك مقاربة فيما يخص هذا الموضوع ولماذا لم ترشح وزارة الخارجية الدكتور البرادعي؟
الوزير: أولا يجب أن تعلم أن القرار لم يكن لي.. بل كان لوزير الخارجية وقتها (عمرو موسي) الذي يعرض الأمر علي القيادة السياسية.. ومثل هذا المنصب الرفيع الدولي لا يقرر فيه وزير الخارجية ولكن يوحي بأن مصر تقدم هذا الاسم.
ومصر عندما تطرح اسم مرشح لأي منصب دولي تأخذ الكثير من الاعتبارات في الحسبان، تأخذ اعتبار معرفة المرشح بالموضوع.. والقدرة علي النجاح.. وتأخذ في الحسبان أيضا حجم التزام المرشح بخدمة المصالح المصرية في الفترة التي تسبق ترشيحه.. وبما يؤهله بأن مصر تعطيه الفرصة في الخدمة بعد ذلك علي المستوي الدولي.
علي سبيل المثال الوزير بطرس غالي عندما رشحته مصر أميناً عاماً للأمم المتحدة كان قد أمضي في العمل الدبلوماسي أربعة عشر عاماً.. وبالتالي قدم السبت لكي يجد الأحد.. السفير محمد شاكر الذي رشح من جانب مصر كانت لديه معرفة طويلة بالوكالة.. كتب رسالة دكتوراة في معاهدة منع الانتشار.. خدم علي مدي سنوات سفيرًا لمصر في فيينا.. وبالتالي لديه مؤهلاته.. ومن ثم رؤي عندئذ أن يكون هذا هو المرشح المصري.. وأعتقد أن الدكتور محمد البرادعي.. إن لم تخني الذاكرة لم يقدم نفسه لمصر في هذه اللحظة بشكل رسمي.. واعتقد أنه لم يتقدم إلي الدولة المصرية بطلب رسمي.. ربما ناقش وزير الخارجية أو ربما ناقش البعض.. لكن ليس رسميا.
سيادتك كنت وقتها مديرًا لمكتب وزير الخارجية؟
الوزير: كنت مساعداً لوزير الخارجية ومديرًا للمكتب، وفي فترة تالية عندما اعترضت بعض القوي علي الترشيح المصري (محمد شاكر) وتصدت له بنفس الأسلوب الذي تم التصدي به فيما بعد للوزير فاروق حسني في معركة التنافس علي منصب مدير عام اليونسكو.. بدأ البعض يكشف عن اسم مرشح مصري آخر كترضية لمصر.. وهو الدكتور محمد البرادعي.
لو كنت وزيرًا للخارجية وقتها أي قرار كنت سوف تصدره أو توصي به.. ترشيح شاكر أم ترشيح البرادعي؟
الوزير: لا أتحدث عن أمر افتراضي.. فأنا لم أكن وزيرًا للخارجية وقتها.. ولكن منهجي دائمًا هو أن الترشيح يجب أن يأتي لمن قدم قبل لحظتها خدمات كبيرة للدولة المصرية.. ومع ذلك هناك سوابق عن مصريين رشحتهم مصر ولم يكن لهم هذا الظهور البازغ في إطار المؤسسات المصرية العاملة علي الحقل الوطني المصري.
الآن هناك عدد كبير من الدبلوماسيين يطرحون إسهاماتهم في النقاش الداخلي المصري.. كيف تري ذلك؟
الوزير: السفير الذي يعمل في الخدمة ليس له الحق في أن يتحدث في الشأن الدخلي بأي شيء كان.. بشكل رسمي أو بشكل إعلامي علني.. لأنه جزء من مؤسسات الدولة.. وليس له حق التحدث في إطار حزب أو جماعة.. ولكن عندما يحال إلي المعاش يصبح مواطناً يستطيع أن يفعل ما يرغب.. هناك سفراء مصريون يعملون في العمل العام.. بعضهم جزء من الحزب الوطني..
وبعضهم في أمانة السياسات يعملون ويناقشون ويكتبون الكثير من المقالات في الصحف القومية والصحف الأخري.. وهناك قدر من السفراء الذين يقولون لنا الحق في أن نختلف وهذا أمر يتعلق بهم عندما يتحدثون في الشأن العام بوجهة نظر مختلفة عن السياق الذي تسير فيه الدولة.. غير أني أشير إلي أن هناك مادة في قانون السلك الدبلوماسي تحظر علي الأعضاء الانضمام لنشاط حزبي.
ولماذا لم تطبق هذه المادة علي السفير عبدالله الأشعل عندما كان في الخدمة؟
الوزير: السفير عبدالله الأشعل عندما بدأ يتحدث لفت نظره وزير الخارجية أحمد ماهر السيد ووقع صدام بينهما وقرر الاستقالة لكي يستطيع أن يتصرف بدون صفته نائباً لمساعد وزير الخارجية للشئون القانونية.. وبالتالي فور مغادرته موقعه الوظيفي بعد استقالته أصبح حراً في أن يفعل ما يشاء.
عمرو موسي
لدي سؤال مؤجل منذ ثلاثة أشهر بخصوص التصريحات التي أدلي بها السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية تناول خلالها أموراً داخلية مصرية.. هل هذه تصريحات مقبولة من الأمين العام باعتباره صاحب منصب إقليمي ينبغي ألا يتدخل في شئون الدول الأعضاء في الجامعة؟
الوزير: المبدأ العربي العام هو أن أمين عام الجامعة العربية لا يتحدث في الشأن الداخلي لأي من الدول العربية.. وضعية الجامعة العربية والعلاقات العربية وطبيعة وظيفة الأمين العام تختلف عن وظيفة الأمين العام للأمم المتحدة الذي لديه القدرة علي التحدث في مسائل تتعلق بأوضاع الدول.. آخذا في الاعتبار أنه حتي ميثاق الأمم المتحدة يمنع التدخل في الشئون الداخلية للدول.. وفي الأمم المتحدة راتب الأمين العام وأعضاء السكرتارية جميعاً يأتيهم مساهمات من الدول وفي الأمانة العامة للجامعة العربية فإن هذا هو الوضع أيضا.
أعتقد أن الإطار العام والعرف ليس هو التحدث في الشأن الداخلي لهذه الدولة أو تلك.. إلا إذا كانت هناك أزمة داخلية حادة تفرض علي الأمانة وعلي المجتمع العربي أن يتحدث ويدقق فيها.. وهناك دول عربية شئونها الداخلية أصبحت ضائعة إلي حد أن الأمانة والأمين العام يتحدثون بخصوصها وحولها.. من بينها علي سبيل المثال وضعية الصومال والأوضاع التي مرت بموريتانيا والأوضاع التي مرت بالسودان في فترة ما.. وأوضاع العراق.
الأمين العام لم يكن يتحدث عن مصر باعتباره أمينا عاما.. ولكن باعتباره مصريا.. هكذا علي الاقل قال.
الوزير: كنت سآتي إلي هذه النقطة تحديدا، كنت أفضل ألا يتطرق الأمين العام لمسائل الداخل المصري.. ونقاشات الشأن المصري علي الأقل إعلاميا.. مادام الوضع المصري يموج بتيارات مختلفة والتي توافقنا علي أنها أحد عناصر قوة مصر.. وربما كان من المهم أن يقول ما قال بأن يذكر أن هذا بصفتي الشخصية وبصفتي مصرياً.. أتصور أن الأمر هكذا.. ولكن عندما يقوم البعض بالتحدث مع الأمين العام بصفته أميناً عاماً للجامعة العربية فهذه مسألة يجب الحذر فيها والتحسب منها.
هل قيل هذا الكلام للأمين العام؟
الوزير: ليس لدي علم.
دعني أتساءل.. هل لدي الخارجية تحفظ أو خجل في أن تقول له هذا باعتباره كان وزيراً للخارجية.. هل حضرتك قمت بمجاملته بعدم توجيه هذا الكلام له؟
الوزير: أعتقد أن الأمر يخرج عن إطار الصلة بين وزارة الخارجية والأمانة العامة للجامعة العربية.
ما رأيك فيما يدور حول تعديل خصائص موقع الأمين العام وإنشاء مفوض عربي عام وتغيير موقع الأمين العام وجنسيته؟
الوزير: هذه أطروحات بدأ البعض يتحدث بها في السنوات الأخيرة وسوف تستغرق سنوات لبحثها.. الجامعة العربية موجودة في مصر ولكي ينجح العمل العربي في إطار الجامعة العربية التي يقع مقرها في مصر، فإن المناسب وقد توافق العرب علي ذلك أن يكون الأمين العام مصري الجنسية.. عندما نقلت الجامعة إلي تونس كان التوافق أن يكون تونسياً.. وعندما عادت الجامعة عاد المنصب إلي مصر واستقال الأمين العام التونسي السابق.. هذه أمور بمثابة العرف والعرف هو أحد أفرع القانون، رغم أن الأمر ليس مصاغاً في ميثاق الجامعة العربية.
ما جري في الكويت
تحدثنا عن أشياء كثيرة بها تقاطعات بين السياسة الخارجية والشأن الداخلي ويتبقي ما حدث في الكويت حين ألقت سلطات الأمن الكويتي القبض علي مجموعة من المصريين كانوا يعدون جمعية لتأييد الدكتور البرادعي أو شيئاً ما هذا القبيل.. هل كان هذا بتوصية من وزارة الخارجية؟
الوزير: فوجئت بهذا الاتهام لوزارة الخارجية.. واستغربت كثيرا أن يطالنا هذا القدر من الاتهام.. لا شأن لنا بما يفعله مصري خارج مصر.. إلا إذا كان ضارًا بقانون هذه الدولة أو تلك.. وليس لدي علم حول تفاصيل هذه الواقعة بعد (جري الحوار صباح السبت).. وفوجئت بهذا الاتهام أن الخارجية قد لا تكون بعيدة عن هذا الأمر.. جملة واحدة لست علي اطلاع بهذا الأمر.
هل مصر تساند هذا الإجراء من قبل الكويت؟
الوزير: لست علي اطلاع، ولا أرغب في أن أتحدث عن موضوع لم أطلع علي خلفياته وجوانبه.
هل مصر اعترضت علي قطر حينما استضافت ندوة مماثلة لمناصرة مرشحين مصريين قبل فترة وجيزة؟
الوزير: من يرغب في أن يقيم ندوات علي أرضه فإن هذا أمر يتعلق به.. ولكن يجب علي كل طرف عربي أو غير عربي عندما يقوم بمثل هذه الإجراءات أو الخطوات إذا ما قرر القيام بها أن ينظر إلي تأثيراتها علي نظرة مصر والحكومة المصرية إليها.. وأعتقد أن الكثير من الإخوة في هذا البلد أو ذاك يأخذون وجهة النظر الرسمية الحكومية المصرية للدولة المصرية في الحسبان.
متي يصل الرئيس السوري إلي مصر؟
الوزير: ليس لدي علم عن موعد وصول الرئيس بشار ولكن أعلم أن الرئيس بشار عبر عن رغبة في القدوم إلي مصر.. وقام بالسؤال عن صحة الرئيس وأبدي الرغبة في الالتقاء به.. ورحبنا بهذه النوايا.. لكننا أبلغنا الجانب السوري بأن الرئيس سيكون في فترة نقاهة لعدة أسابيع وأعتقد أن هذه الزيارة واردة وتقديري أنها سوف تساهم وبقوة في تنشيط علاقة مصرية سورية يجب أن تتسم بالقوة.
في سياق موازٍ.. هل هناك تحسن في العلاقات المصرية القطرية؟
الوزير: لا أقول تحسناً لأنه لم يكن هناك صدام مصري قطري.. علي الأقل علي مدي الشهور القليلة الأخيرة.. وهذه الشهور القليلة الأخيرة شهدت اتصالات ولقاءات علي مستوي رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية ويبقي لقاء سوف يتم هو الآخر بين الرئيس والأمير وآمل أن يحدث هذا اللقاء أيضا في فترة قريبة.
متي؟
الوزير: لست أعلم بعد.
==========================================================
الجزء الاول من الحوار ونشر بالامس
ينشر بالتزامن بين روزاليوسف وجريده الراى الكويتيه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.