أثبتت مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد والتي فاز بها ميسي ورفاقه بهدفين نظيفين أن الاهتمام بقطاعات الشباب أفضل وأوفر من الجري وراء ابرام صفقات مع نجوم الفرق المنافسة بأسعار خيالية وذلك ما أكدته صحيفة "الموندو ديبورتيفو" الإسبانية في تعليقها علي اللقاء حيث قالت أن انتصار برشلونة يعد "انتصاراً لقطاعات الشباب علي دفتر الشيكات" في إشارة إلي حقيقة أن أغلب لاعبي برشلونة هم ممن نشأوا في النادي في المقابل فان ريال مدريد يعتبر أغلي فريق تم تجميعه في تاريخ كرة القدم . فقد دفع الريال ثمن تجاهله لقطاع الناشئين بعدما فضل الإنفاق بأرقام خيالية علي تدعيم صفوفه بلاعبين من امثال البرتغالي كريستيانو رونالدو (94 مليون يورو) والبرازيلي ريكاردو كاكا (65 مليون يورو) والفرنسي كريم بنزيمه (41 مليون يورو) والإسباني راؤول البيول (15 مليون يورو). ولم تشفع تلك المبالغ الطائلة في انقاذ سمعة النادي الملكي أمام كتيبة برشلونة الشابة التي نجحت في الهيمنة علي الكرة الإسبانية والأوروبية والعالمية في الفترة من 2006 إلي 2009 بفضل نجاحها في انتهاج سياسة الاهتمام بقطاعات الناشئين و التنقيب عن المواهب الشابة في كافة أنحاء العالم حيث استطاع مسئولو البارسا ضم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي وهو في عمر ال 17 عاما حيث لعب في فريق الناشئين وتم تصعيده بعد ذلك الي الفريق الأول كذلك أفضل لاعبي خط وسط في العالم وهم انييستا و اكزافي فضلا عن الموهبة الشابة بويان كريكيتش وبيدرو الذي تألق أمام الريال وأحرز الهدف الثاني بطريقة رائعة . وما يؤكد صحة كلامانا أن وسائل الإعلام في العاصمة الإسبانية مدريد لم تجد خيارا أمامها سوي الاعتراف بتفوق فريق برشلونة . وتعد هذه المرة الأولي التي يحقق فيها برشلونة الفوز علي ملعب سانتياجو برنابيو في موسمين متتاليين ، وقد وسع برشلونة بذلك الفارق الذي يفصله عن ريال مدريد في صدارة الدوري إلي ثلاث نقاط ، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية المسابقة. وانهالت عبارات الإشادة من الصحف الكتالونية علي النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وبيدرو اللذين سجلا هدفي المباراة ، وكذلك صانع الألعاب تشافي . وذكرت صحيفة "لا فانجارديا" إن تشافي "كان أهم لاعب في المباراة حيث صنع كلا الهدفين بتمريراته الساحرة . وعنونت صحيفة ألبايس اليومية "كرة برشلونة غير قابلة للبحث"، أما صحيفة "أس" الرياضية اليومية الموالية لريال فكتبت "فاز الفريق الأفضل". وحيت لافانجارديا الكاتالونية ما سمته "ضربة السلطة" لبرشلونة، وأشادت بهدفي ميسي وبدرو الخارقين. ورأي كاتب في صحيفة سبورت الكاتالونية أن برشلونة "صفع" الريال، ووضع "نصف اللقب في جيبه". واعتبرت ألبايس أن ميسي "حل اللغز"، حول هوية اللاعب الأفضل ، إذ تغلب علي البرتغالي كريستيانو رونالدو، وأضافت ماركا أن نظرة تشافي حسمت الليجا . الجدير بالذكر أن ميسي أثبت تفوقه علي البرتغالي رونالدو حيث وضح أنه يضع مصلحة "البارسا" فوق كل اعتبار بعكس رونالدو الذي يبالغ في أنانيته، ما يجعله يلغي رفاقه في أحيانٍ كثيرة . ومن هذه النقطة يتطرق البعض إلي شخصية اللاعبين علي أرض الملعب ، فيتهمون رونالدو بالغش بسبب محاولته خداع الحكام ، بينما يقاتل ميسي علي كل كرة ولا يسقط أرضاً إلا بعد تلقيه " ضربات قاضية " من المدافعين . كذلك فإنه لا يتعرّض لأي أحد بعكس رونالدو الذي لا يجد مشكلة في التهجم علي منافسيه والجمهور، وحتي مدربه إذا اضطر الأمر! وفي ما يخص أفضلية ميسي علي رونالدو، تبرز نقطة مهمة، ألا وهي النجاح علي المستوي الدولي، إذ إن الأرجنتيني قاد بلاده إلي لقب كأس العالم للشباب ثم الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 بينما لم يستطع رونالدو بلوغ أكثر من المباراة النهائية لكأس أوروبا التي استضافتها بلاده عام 2004 من دون أن يؤدي دوراً كبيراً في هذا الإنجاز الذي حمل بصمات جيل لويس فيجو وروي كوستا.