قبل افتتاحه وبدء فعالياته رسميا، طاردت الشائعات "بيت الشعر" المصري، ومجلس أمنائه الذين تم اختيارهم من قبل وزير الثقافة شخصيا، حيث ترددت شائعات حول استبعاد الشاعر محمود قرني من لجنة أمناء بيت الشعر، بسبب غيابه عن اجتماع مجلس الأمناء يوم الخميس الماضي، نظرا لوجوده في أبوظبي، وهو ما نفاه الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة لروزاليوسف، مؤكدا أن هذه الشائعة لا أساس لها من الصحة، لأن قرني تم تعيينه بقرار من الوزير، ولن يتم استبعاده إلا بقرار من الوزير، وأشار إلي أن مروجي هذه الشائعات يحاولون الإيقاع بين قرني وبين مجلس أمناء بيت الشعر. إقامة بيت للشعر في مصر خطوة مهمة علي طريق التواصل، لا ضير إن كانت جاءت متاخرة، المهم أنها جاءت في النهاية، وهي جمع الشعر العربي بكل اتجاهاته ومدارسه وشعرائه في بوتقة واحدة أطلق عليها "بيت الشعر"، بعيدا عن المؤتمرات الفردية التي يفصل فيها القائمون عليها بين فنون الشعر، ويصنفونه فصحي وعامية وتفعيلة ونثر. قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي اختير لتولي رئاسته: أنا الذي اقترحت علي وزير الثقافة إنشاء هذا البيت، أسوة ببيوت الشعراء التي أنشئت في دول عربية، والعبرة ليست بالسبق وإنما بالإنجاز. وأضاف: "بيت الشعر" مؤسسة تهدف إلي رعاية فن الشعر ورعاية الشعراء أيضا بجميع اتجاهاتهم وتياراتهم، بما فيها قصيدة النثر، بهدف إتاحة الفرصة لجميع التيارات للتحاور فيما بينها، ومناقشة قضايا الشعر، وإتاحة الفرصة للشعراء المصريين جميعا للاتصال بالشعراء العرب وشعراء العالم، وهو بهذا الدور يلعب الدور الذي تلعبه بيوت الشعر في جميع أنحاء العالم، فقد سبقتنا في إنشاء بيت الشعر باريس ولندن ومدريد وبرلين، وفي الدول العربية المغرب وتونس. وأكمل: إذا كانت بعض الدول العربية قد سبقتنا في إنشاء بيت للشعر، فلدينا لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة و"بيت الشعر" ليس مجرد ناد يجتمع فيه الشعراء، فهو بيت بالمعني الكامل ويعبر عن الشعراء جميعا، ورئاستي له لا تتعارض مع رئاسة لجنة الشعر بالمجلس، لأن الدور المعنوي الذي يقوم به الإنسان يختلف عن الدور السياسي، فالمسئول الحكومي يتنافي منصبه مع منصبه في مؤسسة أخري، ولكن مقرر لجنة الشعر ليس موظفا حكوميا، وأعضاء المجلس ترشحهم جهات معينة ويصدر المجلس قرارات باسمهم ويتم اقتراح مقرر كل لجنة، أما "بيت الشعر" فيضم مجلس أمناء. ومن أبرز أعضاء بيت الشعر المصري فاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبو سنة وعبد الرحمن الأبنودي والدكتور حسام نصار مسئول العلاقات الثقافية الخارجية، والشاعر محمود قرني والدكتور عماد أبو غازي والدكتور سعيد توفيق والدكتورة كاميليا صبحي، فكل الأشكال والاتجاهات ممثلة في أمناء المجلس. أما الشاعر عبد الرحمن الابنودي فقال: أشكر المجموعة التي رشحتني لهذا المنصب المهم والرفقة الطيبة من أعمدة الشعر والنقد في مصر، وشرف لي أن أنتمي إليهم وأكون واحدا منهم، ولقد حسمت قضية اللغة في الشعر منذ زمن طويل، فالشعر تجاوز للغة بمعناها كألفاظ وتراكيب وغيرها، ولكن هناك حالات إبداعية تتغير ولا نستطيع أن ننكر وجود شعر العامية ليس في الواقع الشعري المصري فحسب ولكن في الواقع الشعري العربي كله، فهناك نهضة شعرية لشعر العامية في السودان والعراق ولبنان ودول الخليج، وشعر العامية ليس دليلا علي اضمحلال اللغة العربية كما يدعي البعض، ولكنه محاولة للوساطة بين اللغة العربية والجماهير، أرجو أن نوفق جميعا لخدمة الشعر في مصر وأمتنا العربية، فلقد تأخرنا بعض الشيء في أن يكون لنا بيت للشعر كما هو الحال في تونس والمغرب وبعض البلدان العربية الأخري ولكن اختيار "بيت الست وسيلة" مقرا لبيت الشعر يعطي مهابة وإجلالاً لبيت الشعر باعتباره بيتا أثريا نتمني أن تنعكس نتائجه لصالح الشعر والشعراء.