لماذا لا ننشئ حرسًا لحماية المدارس وما بها من طلاب ورجال تعليم إذ للجامعات حرس يقوم علي أمنها في كل جامعات وكليات ومعاهد جمهورية مصر العربية ومن كل المحافظات والمدن، وتجربة حرس الجامعة بلا شك ناجحة بكل المقاييس ولست هنا في مجال عد مزاياها وما تحققه من تأمين آلاف الطلبة والطالبات ورجال التعليم كافة ولكن ما دعاني لاستحضار التجربة هو ما حدث أخيرًا في بعض المدارس خاصة الثانوية في أكثر من مدرسة، فمن كان يصدق أن يحمل طلبة المدارس الثانوية أسلحة بيضاء ومن كان يصدق أن طالبًا يقتل زميله في المدرسه الثانوية وما أن علم أهل الطالب القتيل بالحادث حتي هرعوا إلي المدرسة فاقتحموها وتعدوا علي كل من اعترض طريقهم مشهرين أسلحة بيضاء وعصيا حتي قاموا وتمكنوا من اختطاف الطالب المعتدي وقاموا بسحله في الطريق العام ثم تناوبوا الاعتداء عليه حتي وقع مصابًا إصابات خطيرة، وهو الآن حسب تقارير طبية رسمية بين الحياة والموت. وفي واقعة أخري قام أحد الطلاب بالاعتداء علي المدرس بالضرب المبرح وهي واقعة لم تكن الوحيدة في الفترة الأخيرة في مدارسنا - ناهيك عما يحدث من طلاب آخرين في ذات المرحلة الثانوية تجاه أسرهم وتجاه مجتمعهم من وقائع إجرامية لأنها وقائع تتحمل الأسرة وحدها حدوثها - أما ما يعنينا هنا ويلفت النظر؛ كيف نحمي الجامعات وطلابها وأساتذتها ورجال التعليم فيها ونخصص لهم حرسًا يحميهم بينما نترك المدارس - خاصة الثانوية - دون أدني حماية أمنية!! وكيف يشعر المدرس بالأمان أو الطالب بالطمأنينة دون أن يتوفر لهم ذلك، وكيف تترك مدارسنا وبها الآلاف من أبنائنا دون توفير الحماية الأمنية، وكيف لا نوفر نقاطا أمنية أو دوريات أمنية لحماية هذه المدارس وطلابها، وكيف ذلك ولازلنا نتمسك بفكرة عدم تدخل الأمن أو عدم دخول رجال الأمن للمدارس بدعوي عدم التدخل في شئون المدارس.. إن ما يحدث الآن في المدارس يستلزم التدخل وبحث أنسب السبل لإنقاذ أولادنا وتحقيق أمن المدارس، فماذا ننتظر بعد قيام طالب ثانوي بقتل والده الذي حاول إيقاظه ليتوجه إلي مدرسته، ويعود التساؤل مع كل حادثة تحدث في مدرسة أو من طالب لماذا لا ننشئ حرسًا للمدارس أسوة بحرس الجامعات رغم أن المرحلة السنية لطلبة المدارس هي الأخطر وهي الأهم لبناء الشباب وتوجيهه وتقويم سلوكه وبناء شخصيته وتحديد فكره وتوجهه الفكري والسياسي والاجتماعي فلماذا تترك مدارسنا وأولادنا وهم الأكثر عددًا من طلبة الجامعات عمومًا وما هي الحساسية المفرطة في الاقتراب الأمني من مدارسنا، لقد عايشت وبحكم عملي بالمحاماة واقعة اعتداء أحد المدرسين علي إحدي تلميذاته جنسيًا ولما صدر أمر من النيابة العامة بضبط واحضار هذا المدرس تحصن في مدرسته ولم يجرؤ رجل الأمن علي دخول المدرسة لتنفيذ أمر النيابة العامة رغم بشاعة ما ارتكبه المدرس بدعوي أن دخول الضابط أو رجل الأمن داخل المدرسة قد يثير الذعر بين الطلاب، كما أنه قد يكون سابقة لم تحدث من قبل فلماذا الإفراط في الحساسية لهذا الحد، وما الذي ننتظره حتي نحقق الأمان داخل المدارس، إن وجود نقاط صغيرة علي بوابة المدارس الكبيرة ولو علي سبيل التجربة في عدة مدارس قد يعيد الطمأنينة للطلاب ورجال التعليم وللأسر إذ يكفي أن بعد حادث مقتل أحد التلاميذ كانت نسبة الحضور في المدرسة صفرا، فهل يمكن دراسة الفكرة.