لعنة اللحظات الأخيرة تصيب مانشستر وبرشلونة في دوري الأبطال

اقيمت هذا الاسبوع 4 مباريات ولا أروع ضمن دور الثمانية من بطولة دوري أبطال اوروبا وشهدت خلالها قمة الإثارة ومستوي فنياً وبدنياً عالياً طالما تمنينا مثيله في بطولاتنا المحلية.
بايرن ميونخ * مانشستر يونايتد
وكانت اولي هذه المباريات بين نادي بايرن ميونخ الألماني الذي استضاف علي أرضه العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد في اول مباراة تجمع الفريقين في البطولة بعد مباراتهم الأشهر في نهائي نسخة 1999 والتي يتذكرها الجميع بعد فوز دراماتيكي لأبناء اليكس فيرجسون الإنجليز 1/2 في اخر لحظات اللقاء.
ولكن في مباراة هذا الاسبوع كان التألق للفريق البافاري وفاز باستحقاق بنفس نتيجة 99 وايضا في اللحظات الأخيرة.
وكان يونايتد متقدما في الدقيقة الأولي بهدف للدولي الإنجليزي وين روني قبل أن يدرك الفرنسي فرانك ريبيري التعادل لفريقه وأكمل تألق الفريق الألماني اللاعب اولي اوليتش الذي أحرز هدف الفوز للبايرن في الدقيقة 90.
الا أن لاعبي مانشستر وبعد الخسارة المريرة أجمعوا علي ارتفاع حظوظهم في التأهل لنصف نهائي البطولة في مباراة الإياب رغم الخسارة.
وقال ريان جيجز في تصريحات للموقع الرسمي لناديه "أنا واثق من أننا قادرون علي الارتفاع بمستوانا في مباراتنا علي أرضنا، فعلناها كثيرا من قبل وسنكررها".
وعلق جيجز علي مباراة الذهاب بقوله "لم نلعب بشكل جيد وكنا نتخلي عن الكرة ونرسلها بعيدا بشكل مبالغ فيه وبالطبع يرجع الأمر في ذلك لبايرن الذين صعبوا المباراة علينا بشدة".
واتفق معه زميله دارين فليتشر قائلا "إنهم خصم قوي جدا، الحقيقة أنك لا تواجه خصماً ضعيفاً في دور الثمانية".
وتابع "رغم أننا محبطون جدا لتلقينا هدفين في وقت متأخر ولخسارتنا 1-2 إلا أنها ليست أسوأ نتيجة في العالم، والآن ندرك ما علينا فعله عند العودة".
أما بارك جي سونج فقال لشبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزية "لقد لعبوا جيدا، لكن الموقف سيختلف في أولد ترافورد وننتظرهم من الآن".
ولم يكن إدوين فان دير سار الحارس الهولندي لمانشستر يونايتد واثقا من قدرة فريقه علي تعويض خسارتهم فحسب بل وتعويض غياب واين روني هداف الفريق الذي أصيب في ملعب أليانتس أرينا.
وقال فان دير سار "دوما ماتريد أفضل لاعبيك متاحين لكننا متأكدون أن البدلاء سيبلون بلاء حسنا".
أما السير أليكس فيرجسون فلم يعبر عن رضاه بأداء فريقه إذ قال "لقد سجلنا مبكرا لكني لا أري أننا لعبنا في بداية المباراة بشكل جيد إطلاقا". وتابع "أكثر ما أحبطني الأداء، فقد كنا نخسر الكرة بسهولة، واستحواذنا علي المباراة كان في أقل مستوياته بالنسبة لمعدلاتنا المعتادة".
وأضاف "فان دير سار قام بعمل رائع وأنقذنا من الخروج المبكر، لكننا لدينا فرصة قوية". ومن جانبه احتفل لويس فان جال المدير الفني لبايرن ميونخ بفوز فريقه مؤكدا أن فريقه استحق الفوز.
وقال فان جال في تصريحات ما بعد المباراة "أري أنه فوز مستحق كليا فنحن كنا الأفضل حتي في الشوط الأول ولم نكن لنتلق ذلك الهدف في الدقائق الأولي ولكن هذا ما حدث".
وأضاف المدرب الهولندي "كانت صدمة واحتجنا لعشر دقائق لنتمالك أنفسنا ونستعيد تركيزنا".
وتطرق فان جال لمباراة الإياب في إنجلترا بقوله "مانشستر سجلوا هدفا هنا لذا فالفوز بهدف نظيف يكفيهم، لكننا لطالما سجلنا خارج أرضنا علي الأقل هدفا لذا أؤمن أننا لدينا فرصة للتأهل".
من جانبه قال أوليتش "ما كان يجب أن نسمح بدخول هدف ساذج مثل هذا في الدقائق الأولي لكننا طاردناهم طوال المباراة وكنا أفضل بكثير في الشوط الثاني". وأضاف "سيكون علينا فعل الشيء نفسه أو أفضل لو كنا نريد الوصول إلي نصف النهائي".
ليون * بوردو
وفي المباراة الثانية فاز ليون الفرنسي علي أرضه امام نادي بلده بوردو 3-1 في مباراة الذهاب في دور الثمانية في مفاجأة كبيرة حيث ان بوردو كان يعتبر الحصان الأسود في البطولة ويتفوق بمراحل فنيا وتكتيكيا علي ليون.
وعلق علي ذلك كلود بويل المدير الفني لليون الذي أكد أن الفريقين يملكان الحظوظ نفسها للتأهل لنصف النهائي. رغم فوز فريقه.
وقال بويل في المؤتمر الصحفي بعد المباراة "النسبة متساوية حتي الآن لأنها مجرد الجولة الأولي، كلا الفريقين يمتلك الفرصة ونسعي للتسجيل في مباراة العودة".
وأضاف "سنفتقد سيدني جوفو وليساندرو لوبيز في مباراة العودة، بينما يعود ألو ديارا لبوردو من الإيقاف، وهو ما يترك الأمر مفتوحا والفرص متساوية".
واختتم المدير الفني ذو ال48 عاما "المباراة لم تكن سيئة لكنها تركت الفرصة لبوردو للتعويض في مباراة العودة".
علي الجانب الآخر، ألقي لوران بلان المدير الفني لبوردو مسئولية الهزيمة علي نقص خبرة المدافعين، مؤكدا أن عودة الغائبين ستزيد من حظوظه في مباراة العودة.
وقال بلان "عانينا ضعفا في الخط الخلفي فجميع لاعبي الدفاع في المباراة كانوا صغار السن وقليلي الخبرة".
وأضاف "جو المباراة والضغط أثر عليهم، أعتقد أنه علينا التحسين من أنفسنا وتطوير الدفاع في مباراة العودة". وجاء الهدفان الأول والثاني لفريق ليون من أخطاء دفاعية لبوردو، إذ شتت مايكل سياني الكرة الأولي بطريقة خاطئة برأسه لتصل إلي لوبيز، بينما فشل زميله بينواه تريموليناس في تشتيت الكرة من الأساس في الهدف الثاني.
وأضاف بلان "مارك (بلانوس) وألو ديارا لاعبان مهمان للغاية، لقد فقدناهما في الدفاع خلال المباراة، لكننا لا نبرر الهزيمة".
وأتبع "بلانوس كان مصابا وديارا موقوفا وسنستردهما في العودة بينما يفقد ليون بعض اللاعبين، ولذلك أعتقد أن الأمور ستتحسن".
ورفض المدير الفني الفرنسي التعقيب علي قرار الحكم باحتساب ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الثالث لفريق ليون، بعد اصطدام الكرة بيد ماتيو كالمي مدافع بوردو.
وقال بلان "الكرة اصطدمت بيده بالفعل، ولكن عندما ينزلق اللاعب لا يستطيع تثبيت يده في جسده، علي أي حال .. احتسب الحكم ركلة الجزاء ولن نشعر بالأسي علي ذلك".
أرسنال * برشلونة
وفي المباراة الثالثة وهي الأقوي في البطولة حتي الأن عاد أرسنال الإنجليزي من بعيد وقلب تخلفه من صفر-2 إلي تعادل 2-2 حارماً ضيفه برشلونة حامل اللقب من فوز ثمين في لندن في ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة.
وعلي ملعب الإمارات في لندن وأمام 60 ألف متفرج، كان برشلونة في طريقه إلي تحقيق فوز مستحق بهدفين نظيفين سجلهما مهاجمه الدولي السويدي زلاتان ابراهيموفيتش في الدقيقتين 46 و59 بيد ان النادي اللندني لم يستسلم وتمكن من تدارك الموقف وسجل هدفين عبر البديل ثيو والكوت (69) وقائده الإسباني فرانشيسك فابريجاس (85 من ركلة جزاء).
وأهدر برشلونة فوزاً في المتناول لأنه كان صاحب الأفضلية أغلب فترات المباراة خصوصاً في شوطها الأول الذي تناوب مهاجموه علي إضاعة الفرص السهلة أمام تألق الحارس الإسباني مانويل المونيا، في المقابل نجح أرسنال في تخطي محنه باضطرار مدربه الفرنسي ارسين فينجر إلي إجراء تبديلين بإصابة المهاجم الروسي اندري ارشافين والمدافع الفرنسي وليام جالاس. وسيخسر الفريقان جهود لاعبين بارزين في صفوفهما خصوصاً برشلونة الذي سيغيب عنه قطبا الدفاع جيرار بيكيه لتلقيه الإنذار الثاني، وقائده كارليس بويول لطرده في الدقيقة 84 فيما سيغيب قائد أرسنال فابريجاس لتلقيه الإنذار الثاني.
ولعب فابريجاس وجالاس أساسيين بعدما حام الشك حول مشاركتهما بسبب الإصابة، بيد أن الأخير تجددت إصابته وترك مكانه للبرازيلي دنيلسون في الدقيقة 44 فيما تلقي الأول إنذاراً في الدقيقة 43 سيحرمه من خوض مباراة الإياب، كما أنه تعرض لإصابة مباشرة بعد تسجيله ركلة جزاء ستبعده علي الأرجح عن الملاعب.
في المقابل، غاب لاعب الوسط اندريس انييستا عن صفوف برشلونة بسبب الإصابة، وقرر مدربه جوزيب جوارديولا الاحتفاظ بقائد المنتخب الفرنسي المهاجم تييري هنري علي مقاعد الاحتياط مفضلاً عليه بدرو رودريجيز، قبل أن يدفع به في الدقيقة 77 مكان ابراهيموفيتش.
وعن المباراة وقال أرسين فينجر فينجر المدير الفني لنادي الأرسنال لقناة الجزيرة الرياضية أن ناديه صَعب الأمور علي برشلونة كثيراً وعاد في اللقاء بعد أن كان خارج البطولة لتأخره بهدفين للاشيء، واعتبر تعادله في الدقائق الأخيرة من المباراة بمثابة تضييق الخناق علي برشلونة في ميدانه بلقاء الإياب علي ملعب كامب نو مع غياب عنصرين من اهم عناصر خط دفاعه هذا الموسم وهما "بويول وبيكي" حيث تعرض الأول للطرد الصريح بالحمراء والثاني نال البطاقة الصفراء في المباراة الثانية له علي التوالي.
لكنه لم يخف قلقه من قوة دكة برشلونة لامتلاك جوارديولا عدداً كبيراً من اللاعبين الاحتياطيين القادرين علي سد العجز في معظم خطوطه، فبإمكانه استخدام "يحيي توريه" كمدافع صريح كما سبق أن فعل الدور قبل النهائي الموسم الماضي ضد تشيلسي علي ملعب ستامفورد بريدج وحقق آنذاك المطلوب وتعادل 1/1 وترشح.
وأضاف فينجر: "عاني الفريق من مشاكل كثيرة علي مستوي خط الوسط قبل بداية المباراة وكان هذا هو سبب احتفاظي بثيو والكوت حتي الدقيقة 70 لأنني توقعت انقلاب المباراة في الدقائق الأخيرة ولم يخبف ظني، وبالفعل حسمت في النهاية بتعادلنا".
واشار: "ضغطنا علي برشلونة بكل ما لدينا من القوة في الثلث الأخير من الملعب، وهم لعبوا بطريقة سلبية بعد إحرازهم للهدف الثاني فكان لابُد من شن هجمات من كل الأماكن، فجعلنا المباراة صعبة عليهم وستكون كذلك في الإياب".
واختتم: "بالفعل برشلونة سيغيب عنه أهم مدافعيه في لقاء الإياب، ونحن أيضاً سيغيب عنا سيسك فابريجاس بسبب البطاقة الثانية، ولكن يوجد مفارقة، البرسا لديهم بدائل قوية ودكة احتياط جاهزة، أما نحن فليس لدينا فابريجاس آخر".
ومن جانبه تحدث اللاعب الإسباني تشافي هيرنانديز بعد التعادل، وأكد قائد فريق برشلونة أن الفرصة ما زالت لدي برشلونة للتأهل.
وقال تشافي "لدينا شعور عام بالحزن والإحباط بسبب خسارة التقدم بهدفين ، فلقد كان بامكاننا حسم كل شيء هنا وهذا لم يحدث". وأضاف " لعبنا شوطاً رائعاً جداً والنتيجة تبقي جيدة بالنسبة لنا فقد سجلنا هدفين في ملعب الخصم". وعن ركلة الجزاء قال تشافي" أعتقد أنها غير صحيحة فقد رمي فابريجاس نفسه أمام بويول".
وتطرق صانع الألعاب عن غيابات المدافعين في لقاء العودة وقال " نحن فريق جاهز ولا مشكلة لدينا في غياب أي كان فلدينا دوماً البديل".
إنتر ميلان * سيسكا موسكو
وأخيرا وفي مباراة ضعيفة حقق إنتر ميلان الإيطالي فوزاً صعباً علي ضيفه سسكا موسكو الروسي 1- صفر علي ملعب "جوزيبي مياتزا" في ميلانو في ذهاب الدور ربع النهائي سجل الهدف لأرجنتيني دييجو ميليتو هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 66.
وكان إنتر صعد لربع النهائي بعد إقصائه لتشلسي الإنجليزي ليحقق أول عبور لربع النهائي منذ ثلاثة مواسم فيما جاء صعود سسكا علي حساب إشبيلية الإسباني.
وحافظ إنتر علي سجله الخالي من الهزائم علي ملعبه للمباراة الأربعين علي التوالي في جميع المسابقات أي منذ خسارته أمام باناثينايكوس اليوناني (صفر -1) في المسابقة ذاتها في 26 نوفمبر 2008.
كما حافظ مدرب إنتر البرتغالي جوزيه مورينيو علي سجله المميز علي أرض الفرق التي دربها إذ أنه لم يخسر في ملاعب فرقه للمباراة ال136 علي التوالي (رقم قياسي)، أي منذ خسارة بورتو أمام بيرا مار 3-2 في 23 فبراير 2002 في الدوري البرتغالي.
وجاءت النتيجة لتكسر نتائج إنتر ميلان السيئة في الدوري المحلي والتي تضمنت فوزاً واحداً في المباريات الخمس الأخيرة.
لم تحمل دقائق الشوط الأول الكثير لذكره إذ نجح سسكا في الحد من خطورة منافسه مغلقاً منافذ العبور عبر الانتشار الجيد واللياقة البدنية العالية.
عليه كان للمضيف الذي افتقد مدافعه البرازيلي لوسيو ومواطنه لاعب الوسط تياجو سيلفا بسبب الإيقاف فرصتان فقط تكفل بهما الحارس المميز والمطلوب أوروبياًَ ايجور اكينفيف.
الفرصة الأولي كانت ركلة حرة في الدقيقة 11 نفذها الهولندي ويسلي سنايدر لكن الحارس ايجور اكينفيف أنقذ الموقف والفرصة الثانية عبر المقدوني جوران بانديف الذي أطلق كرة قوية من خارج المنطقة علت العارضة بقليل قبل انتصاف الشوط الأوّل بثلاث دقائق.
ما إن أذن الحكم لانطلاق الشوط الثاني حتي كشف سسكا عن بعض من إمكانياته فسدد بافل ماماييف في الدقيقة 49 من خارج المنطقة إلا أن محاولته علت العارضة بقليل قبل أن يعاود الكرة بعد 7 دقائق إنما بجرأة أكبر لم يتأثر بها الحارس المتألق جوليو سيزار فكانت ركنية لم تثمر.
رد إنتر لم يكن فوري وتأخر حتي الدقيقة 64 إنما جاء مضاعفاً حين لعب بانديف الكرة علي طريقة "خذ وهات" مع سنايدر ثم صوّب من حافة المنطقة كرة أبدع اكينفييف في التصدي لها كما أبدع في الدقيقة نفسها بالتصدي للكاميروني صامويل إيتو في مواجهة -واحد ضد واحد.
لكن تعملق الحارس الضيف انكسر في الدقيقة 66 حين منح سنايدر تمريرة حاسمة للأرجنتيني دييجو ميليتو الذي صوّب من حدود المنطقة المحظورة كرة أرضية زاحفة سلكت يمين اكينفيف ثم عانقت الشباك، 1-0 لإنتر.
واصل رجال مورينيو مدَّهم بحثاً عن هدف ثان يسهل من مهمتهم في موسكو إلا أنّ الدفاع الروسي ويقظة اكينفييف حرمتا بطل إيطاليا من إدراك مبتغاه.
ففي الدقيقة 74 وبعد جملة كروية سدد بانديف نحو الشباك الروسية التي شارفت الاهتزاز الثاني لولا تدخل مدافع منتخب روسيا اليكسي بيريزوتسكي قبل أن يخرج اكينفيف أفضل ما يملك حين تصدي بثبات لتصويبتين متتاليتين في الدقيقة 43 الأولي للأرجنتيني ايستيبان كامبياسو والثانية للصربي ديان ستانكوفيتش لتنتهي المباراة بفوز إيطالي صعب يبقي جميع الاحتمالات قائمة في لقاء الإياب الذي يقام لثلاثاء المقبل في موسكو.