نجحت الصين في اقتناص الفرصة سريعا في وقت بدأت كبري الشركات العالمية في التداعي وحساب خسائرها الناتجة عن الأزمة العالمية وإعادة هيكلة قواعدها، حيث بدأت شركات السيارات الصينية في شراء خطوط إنتاج عدد من الماركات العالمية فبعد صفقة هامر التي سعت إليها إحدي الشركات الصينية لشرائها من شركة جنرال موتورز حتي فشلت في النهاية لحين إعادة دراسة الصفقة مرة أخري حيث اقتنصت شركة «جيلي» الصينية شركة فولفو وعكفت السيارات الصينية وفقا لتقارير الأداء العالمية عن تلك الشركات بالمضي قدما في تطوير أدائها بحيث طورت الأجزاء المستخدمة في الصناعة وذلك باستخدام موتور ميتسوبيشي ومحركات تويوتا وإنشاء مصانع جديدة. وقعت مجموعة «جيلي» الصينية أكبر شركة خاصة لصناعة السيارات في الصين اتفاقا للاستحواذ علي شركة «فولفو» السويدية التابعة لشركة «فورد» الأمريكية لصناعة السيارات. إنه بإتمام هذه الصفقة أصبحت الصين قوة كبري في صناعة السيارات العالمية كما تنهي مفاوضات استمرت نحو عامين مع «جيلي» بشأن بيع «فولفو» الوحدة المتبقية ل«فورد» التي سيجري بيعها بعد «أستون مارتن» و«جاجوار» و«لاند روفر». ومن شأن الصفقة التي يرغب الطرفان في استكمالها خلال الأشهر المقبلة أن توفر سيولة نقدية لثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في الولاياتالمتحدة وأن تمكنها من التركيز علي علامة «فورد» التجارية الأساسية. وقالت «فورد» في أكتوبر الماضي إنها تعتبر «جيلي» الصينية أفضل المتقدمين بعروض الاستحواذ علي الوحدة السويدية. وتعتزم «جيلي» الإبقاء علي العلامة التجارية والعمليات في السويد بما في ذلك المقر الرئيسي ل«فولفو» ومرفق الإنتاج ومركز الأبحاث. ويعتزم لي شوفو رئيس مجلس إدارة «جيلي» بالفعل إنشاء مصنع في بكين من شأنه أن ينتج 300 ألف سيارة تحمل العلامة التجارية «فولفو» أو إنتاج سيارات «فولفو» في الصين بعدد يماثل ذلك الذي يجري تصنيعه في الخارج للأجانب.. مع إنتاج محركات كاملة لتطوير الأداء، فضلاً عن تحسين الجودة. ويؤكد محمد جمال الدين المدير التنفيذي لنيسان أن الشركات الصينية تبدأ من حيث انتهي الآخرون، فضلاً عن أنها بدأت في تقليل عيوبها من خلال الاهتمام بشكل السيارة واقتناص الأشكال الإيطالية.. كما أنها تتجه حاليا إلي تحسين الجودة بحيث تواكب الماركات العالمية الكبري. تضيف: إن مقولة «الصينيون.. قادمون» تنطبق بصورة كبيرة علي السيارات، حيث بدأت بالفعل في وضع اسمها داخل السوق، نافيا أن يؤدي ذلك بالتدريج إلي اندثار الماركات الأخري، خاصة أن كبري الشركات في مقدمتها جنرال موتورز وفولكس أقدمت علي إنشاء مصانع لها في الصين للاستفادة من انخفاض التكلفة، فيما يري حسن سليمان رئيس غرفة صناعة السيارات أن إنتاج الصين سيصل العام الحالي إلي 14 مليون سيارة في حين أن إنتاج أمريكا يصل إلي 10 ملايين سيارة فقط، مؤكدًا علي ضرورة مواجهة تلك الحقيقة وأن الشركات الصينية وضعت هدف صدارة سوق السيارات العالمية وستصل جودة سياراتها بنهاية العام الجاري إلي 80%.