اشتعلت أزمة جريدتي الوفد والمصري اليوم علي خلفية نشر الأخيرة لخبر في الصفحة الأولي مستندة إلي مقال للدكتور عمار علي حسن بنفس العدد يزعم بوجود صفقة بين حزبي الوفد والوطني بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، الأمر الذي واجهه حزب الوفد برفع دعوي قضائية ضد مجدي الجلاد رئيس تحرير الصحيفة وعمار علي حسن يتهمه بنشر أخبار كاذبة عن قصد وسوء نية بغية النيل من حزب الوفد المعارض.. يأتي ذلك في الوقت الذي تغيب فيه الجلاد وحسن عن حضور أولي جلسات التحقيق أمس الأول رغم استداعاء النيابة لهما. ومن جانبه، قال سعيد عبدالخالق رئيس تحرير جريدة الوفد إن كاتب المقال تجاوز أبسط قواعد المهنية في تدقيق المعلومة، فضلاً عن أن هناك تجاوزًا من الجريدة في نشر مقال معروف أنه ينشر في صفحة الرأي ويتحمل الكاتب مسئوليته علي أنه خبر يتصدر الصفحة الأولي وتتحمل تبعاته الجريدة، وهو ما يعني أن هناك سوء نية، خاصة أن توقيت نشر هذا الخبر كان وقت إعلان بيان مؤتمر أحزاب الائتلاف الأربعة. وأوضح عبدالخالق أن محرر المقال وقع في أخطاء تكشف عدم درايته بالمعلومات الأولية والذي لم تنتبه له جريدة المصري اليوم والتي أظهرت سوء نيتها بتخصيص المانشيت في الصفحة الأولي لهذه المعلومات المغلوطة والكاذبة، فضلاً عن الأخطاء في البنية المعلوماتية لمن وردت أسماؤهم في المقال، فيما يتعلق بدوائرهم وطبيعة ترشيحهم وهل هم فئات أم عمال. وتساءل عبدالخالق لحساب من تتعمد المصري اليوم إفساد الإصلاحات السياسية والدستورية والوقيعة بين أعضاء الائتلاف الرباعي للأحزاب؟ ومن جانبه، قال صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة إن اختيار الصحيفة لعناوين تتصدر بها صفحتها الأولي أمر من الممكن حدوثه، فقديما كان ينادي علي الصحف من قبل البائعين بأسماء من يكتبون فيها، إلا أن المشكلة الحقيقية تمثلت في اعتماد كاتب المقال علي معلومات غير صحيحة، فهناك مقالات قد تتمتع بالجانب المعلوماتي الخبري وقد نعتبر هذا الشكل الصحفي تحليلاً إخباريا أو تقريرًا صحفيا، فنجاح أخباراليوم بدأ من خلال سلسلة من المقالات الإخبارية التي كتبها مصطفي أمين وأوضح عيسي أن المهنية تقتضي الاستناد إلي خبر مدقق وموضوع في سياق تحليلي صحيح، لا أن يعطي انطباعاً بأن الوفد يخون قضية الديمقراطية، ورفقاء الائتلاف المشارك فيه، مشيراً إلي أنه كان من الممكن للمصري اليوم ألا تأخذ عنواناً في صفحتها الأولي دون أن تتأكد منه، وتتحمل مسئوليته، فضلاً عن كونه خبرًا مجهلاً غير مذكور من هو مصدر المعلومة. ومن جانبه قال د. عمار علي حسن كاتب المقال سبب الأزمة والمحرر بوكالة أنباء الشرق الأوسط أن ما تم نشره لم يكن المقصود منه الإساءة أو أن هناك سوء نية لكنها معلومات توافرت تم نشرها بهذا الشكل دون قصد سب أو قذف أحد كما تفهم الوفديون. وحول ما قاله رئيس تحرير الوفد حول عدم دقة ما نشره من معلومات حول بعض الأسماء التي وردت بمقاله بجانب أخطاء في دوائر المرشحين وطبيعة ترشيحهم سواء كانوا عمالاً أو فئات قال حسن إنه من المفترض ألا يهتم بالشكليات وأن يهتم بجوهر الموضوع لافتاً إلي أن عدد المقاعد المخصصة للمرأة في البرلمان هو 66 بعد زيادة محافظة الأقصر، وبالتالي فإن ماقاله غير صحيح، مضيفاً سوء النية بنشر المقال في صدر الصفحة الأولي أمر لست مسئولاً عنه والجريدة هي التي تحدد مكان النشر وكان من الأفضل للوفد أن يرسل تكذيبًا تنشرة الجريدة بذات المكان أما عدم ذكر اسم المصدر فقال حسن: إنه لم يرد ذكر اسم مصدر معلومته احتراماً لتقاليد حرية الصحافة ومواثيق الشرف الصحفية، بجانب أن مصدر المعلومة استأمنه علي ذلك فلا يستطيع الإفصاح عنه، مشيراً إلي وجود سوء تقدير للموقف من قبل الوفد الذي لم يحسن التعامل مع الأزمة، كما تعامل معها الوطني الذي اتبع أسلوباً احترافياً بحيث نفي الواقعة علي لسان أمينه العام صفوت الشريف، وأمين الإعلام د.علي الدين هلال علي حد تعبيره.. فيما رفض محمود مسلم مدير تحرير جريدة المصري اليوم التعليق علي ما نشرته الجريدة معللاً ذلك بأنه غير متابع للقضية بشكل جيد.