مساء الاثنين وأنا أدير مؤشر التليفزيون بحثا عن فيلم أو مباراة أشاهدها مساء بعيدا عن وجع دماغ "التوك شو" الليلي، توقفت أمام البرنامج الجديد للأخت لميس الحديدي علي قناة لايف، بمحض الصدفة وهي تناقش قضية تعيين المرأة في مجلس الدولة. أتفهم جيدا دفاع لميس ومن معها، وأنا معهم أيضا في حق المرأة في العمل قاضية، لكنني أتوقف أمام تعليق للسيدة المذيعة لا أعتبره عفويا، حين أجري مواطن اتصالا هتافيا يؤيد فيه تعيين المرأة في القضاء، بعد آخر رافض، فإذا بالست لميس ترد: "أهو واحد بيفهم"!.. مما يعني أن كل من سبقه أو اختلف مع الأخت لميس هو بالضرورة لا يفهم! مثل هذا التعليق من السيدة المذيعة يوصف في العادة بأنه غير أخلاقي، وبعيد عن المهنية، فمقدم أي برنامج علي التليفزيون ليس صاحبه، ولا يعمل عند صاحب المحطة أو الدولة التي تتحكم فيه، وإنما يعمل عند المشاهد لذلك ليس من حق أي مقدم برامج التطاول علي مخالفيه في الرأي حتي ولو كان يعتبر نفسه " أبو العريف" الذي يفهم كل شيء في عالم من الجهلة والأغبياء! والحقيقة أنني لا أعرف سر لميس الحديدي، فهي بالمعايير الإعلامية والتليفزيونية، لا تمتلك المهارات اللازمة لتقديم برنامج تليفزيوني، فهي لا تتمتع بحضور، وشكلها ليس مريحا، وهي مستفزة، وتتطاول علي ضيوفها، ومن يتحمل عناء الاتصال الهاتفي للتعبير عن رأيه.. وقد يكون منحها هذه المساحة علي الشاشة مغازلة لزوجها الذي يطل يوميا من شاشة خاصة، أو ربما هناك أمور أخري لا نعرفها، لكن من المؤكد أنه في الأمور أمور أخري غير موضوع الإعلام والتليفزيون والاحترافية.. إلي آخر هذا الكلام الخايب جدا هذه الأيام! أما الزميل العزيز محمد سيف مدير تحرير الأهرام الرياضي فكان في نفس الوقت تقريبا يقدم برنامجا علي قناة "مودرن سبورت"، واستمعت إليه وهو يعلق علي قرار لمجلس إدارة نادي الزمالك بمنع التعامل مع قناة مودرن، صحيح أن هذا الموضوع لا يهمني من قريب أو بعيد، ولا أعرف تفاصيله، لكنني أصبت بما يشبه الصدمة من تعليق الزميل محمد سيف حين قال: " أي حد في مصر يتمني الجلوس علي هذا الكرسي" .. أي أنه شرف لأي إنسان أن يستضيفه محمد سيف في برنامجه. ولا أعتقد أن ما قاله الزميل محمد سيف يمت للإعلام التليفزيوني بصلة، فإذا كان يعتقد أنه أهم من ضيوفه الذين يستضيفهم في برنامجه فلماذا يدعوهم بالأساس؟.. وإذا كان سيف يتعامل بهذه الفوقية مع الناس فاقترح عليه أن يتوقف عن تقديم برنامجه والعودة إلي الكتابة الصحفية، ففيها نكتب ونراجع وندقق ونحذف ونضيف، ونتفادي مثل هذه الأخطاء التي لا يمكن تداركها علي الهواء!