يضرب أبطال حرب أكتوبر بل الحروب التي خاضتها مصر علي مر العصور - دوماً المثل في الوفاء والتضحية من أجل عزة الوطن وكرامته.. ولا يبخلون في سبيل ذلك بأي غال أو نفيس.. وخير دليل علي ذلك ما عبر عنه مصابو حرب أكتوبر الذين يعتبرون أن كل إصابة في أجسادهم هي وسام شرف وفخر. وأشادوا بدور القوات المسلحة في مد يد العون والمساعدة لتستمر الحياة مستعيدين علي مصاعبها بروح أكتوبر. زاهر عبد الظاهر مصاب عمليات حربية في معارك أكتوبر - يقول اصبت يوم السابع من أكتوبر عام 1973 أثناء اشتراكي في تجهيز كباري العبور وبعد تقدمنا وعبورنا لخط القناة اشتبك معنا العدو واستطعنا الصمود والتمسك بمواقعنا حتي اصبت بشظايا ونتج عن الإصابة شلل نصفي سفلي ولكن عزائي الوحيد أننا أكملنا مهمة العبور للدبابات دون عطل وأسرنا جنوداً وضباطاً من العدو لذا لم أتأثر بإصابتي بل اعتبرها وساماً علي صدري افتخر به. ويقول المحارب محمد إسماعيل.. أصبت في يوم 11 يناير 1974 وكنا في الحصار ضمن قوات الجيش الثالث الميداني وكنت أقوم بمهام استطلاع مدفعية لوحدتي وصدرت لنا الأوامر بعمل مساحي لنقل كتيبة مدفعية وأثناء قيامي بمهمتي انفجر بي لغم ونقلني زملائي لمستشفي السويس ثم عن طريق الهلال الأحمر إلي مستشفي المعادي العسكري وبعدها إلي مركز تأهيل القوات المسلحة بالعجوزة لمدة عام ثم انتقلت إلي مدينة الوفاء والأمل عام 1976 ومنذ ذلك التاريخ نحيا وزملائي بروح أكتوبر وأري في عيون الناس كثيراً من التقدير والعرفان بالجميل تجاه الوطن وتجاه من يراني. وأضاف: أريد أن أقول للجيل الجديد أنتم أفضل حالاً مما كنا عليه فقد تم تجنيدي بالقوات المسلحة من عام 1966 حتي عام 1976 وعايشت ظروف النكسة والإصرار علي تحقيق النصر في معارك الاستنزاف ثم تحرير الأرض واسترداد الكرامة فيجب عليكم أن تحافظوا علي ما ضحينا من أجله والتمسك بروح أكتوبر. أما علي السيد من مصابي حرب أكتوبر فيقول: كنت مجنداً (مؤهلات فوق متوسطة) حين التحقت بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية أثناء فترة الاستنزاف وكانت إصابتي في يوم السابع من أكتوبر عام 1973 اثر قذف صاروخ ( جو - أرض) وكنت حينها ضمن وحدة تأمين لأحد كباري الجيش الثاني الميداني وكنت وزملائي نؤدي واجبنا بكل استبسال علي إحدي المعديات. وأطلق علينا الطيران المعادي صاروخاً خلف وراءه عدداً من الشهداء والمصابين وكنت أحد هؤلاء المصابين لتتم معالجتي بمستشفيات القوات المسلحة وإصابتي كانت شللاً نصفياً سفلياً وبعدها انضممت لجمعية الوفاء والأمل وتم تعييني مسئول المعرض بها. وأضاف: لم تمنعني الإصابة من العمل بل عشت حياة عملية منتجة وإيجابية أكثر مما كنت أتوقع والقوات المسلحة لم تبخل علي بمد يد المساعدة والعون طوال 37 عاماً هي عمر اصابتي ولم نشعر يوماً أنها نسيت أبناءها سواء من الشهداء أو من ضحوا بأجزاء من أجسادهم فداء لهذا الوطن. يشير الدكتور صادق رياض إلي أن الحرب ليست في ميدان المعركة فقط فالحياة مليئة بالصعاب وأفضل مافيها أن ننتصر علي صعابها، وأوضح: كنت ضمن إحدي وحدات الجيش الثالث الميداني واصبت يوم 8 أكتوبر 73 خلال قصف جوي معاد نتج عنه شلل نصفي ولم أفقد الأمل بل بنفس عزيمة العبور استطعت الحصول علي الدكتوراة وأعمل حالياً استاذ اقتصاد بمعهد التخطيط العمراني. ويتذكر نصر عبد الله أحد المصابين في حرب أكتوبر: كنت ضمن قوات الشرطة العسكرية في نطاق الجيش الثاني الميداني وفي يوم 23 أكتوبر عام 1973 تعرضنا لهجوم مكثف من العدو وكانت الأوامر هي تأمين عناصرنا التي تقوم بالهجوم وتغلبنا علي العدو وكان لي الشرف أن أحصل علي وسام الإصابة بشظية في العمود الفقري أدت إلي شلل نصفي سفلي وكانت سني وقتها لا تتجاوز ال22 عاماً واستدعيت روح أكتوبر للتغلب علي اصابتي وادركت أن هذه الإصابة شرف لي وليست عائقاً أمام استمرار حياتي.