خلال معرضه الأخير الذي أقيم بقاعة "راتب صديق" بأتيليه القاهرة للفنون تحت عنوان "الأقصر حكاية الحجر والبشر" قدم الفنان عبد الرحيم شاهين أعماله الفنية التي تتميز بمسحة سريالية، فهو يرسم وكأنه يروي قصصا من ضرب الخيال، يجسدها ويتداخل فيها الآدمي مع الأسطوري، والواقعي مع اللامعقول، لتحكي بالفن لغة التاريخ. لوحات المعرض يغلب عليها الموتيفات التي تنوعت بين أجساد آدمية معظمها لنساء لا تظهر بشكل كامل دائما، ونراها متداخلة مع غيرها من العناصر في بناء واحد، كما يحيط بها وجوه وأجساد لحيوانات وطيور، كل منها يعد رمزا في حد ذاته، مثل الحصان الذي يعد رمزاً للسرعة والذكاء، والخروف وهو رمز للقوة، والبومة التي ترمز إلي الحكمة والاطلاع علي الغيبيات، ومعظم تلك الرموز لها أصول فرعونية، كما نجد أن السمكة كرمز كان لها دور البطولة في معظم لوحات "شاهين"، فهي موتيفة ثرية شكلا ولونا، نراها في بعض لوحاته تشكل مجمل اللوحة، وأحيانا أخري نراها علي استحياء تلوح في الأفق وكأنها تتواري خلف قلاع أسطورية. في لوحاته أيضا نشاهد أطلال مدائن تلوح من بعيد كرمز للحضارة الماضية، ويغلب عليها الموتيفات البيئية المصرية مثل النخيل والكثبان الرملية بلونها المتدرج بين درجات الأصفر والبني، بالإضافة إلي أجساد آدمية يغلب عليه الملمس الحجري، نراها أحيانًا واقفة، أو ملقاة علي مسطح اللوحات، وأحيانا أخري نراها وكأنها منحوتة مع أرضية الأعمال في دلالة رمزية علي البقاء. الإضاءة في لوحات "شاهين" مميزة ليست لها وجهة محددة، وكأنها إضاءة سرمدية لا نهائية تخرج تارة من وسط اللوحة وتتنقل بين أبطال لوحاته كأنها تمنحهم الخلود، وتارة أخري نراها تأتي من خارج اللوحة وكأن أبطالها شخوص مسرحية يعلم كل منهم دوره الذي يقدمه. ملمس اللوحة عند "شاهين" مميز فهو دائما ما يمزج في لوحاته بين الملمس الناعم المسطح solid والملمس الخشن، الذي يؤكد به مسطح كائناته الخرافية أو علي محيط أعماله الحجرية ويثري مسطح اللوحات. غلب اللون البني بدرجاته المختلفة علي باقي الألوان في اللوحات مع ظهور اللون الأصفر الذهبي في إضاءة مفردات أعماله معطيا لها إحساس الذهب. الجدير بالذكر أن "شاهين" خريج لكلية التربية الفنية جامعة حلوان 1976 وهو متفرغ للفن منذ عام 1990 حتي الآن.