ابتكرت إحدي الجمعيات العاملة في مجال تأهيل المعاقين ذهنيا فكرة جديدة من نوعها في مجال إعادة تأهيل المعاقين ذهنياً وإعادة دمجهم داخل المجتمع، وتحويلهم إلي طاقة فاعلة، وذلك من خلال تحيفظهم القرآن الكريم، ثم تحويلهم لحفظي للقرآن بعد اجادتهم للحفظ، ومن باب التشجيع قامت تلك الجمعية بالحاق أحد المتفوقين في الحفظ بمهنة مؤذن تابع لمسجد الجمعية وهو محمد الببلاوي الذي يبلغ من العمر 31 عاما. وحول هذه الفكرة يوضح إسماعيل طنطاوي رئيس الجمعية أن هناك برنامجاً متكاملاً من أجل تحفيظ المعاقين ذهنيا القرآن الكريم، وأن محمد الببلاوي يعد نموذجاً مثالياً لفئة المعاقين ذهنيا الذين استطاعوا التغلب علي اعاقتهم وحفظ القرآن الكريم والقيام بدور محفظ، بل ومؤذن، والذي يدعو للدهشة أن أهالي منطقة النزهة قد تعودوا علي سماع صوت محمد وهو يؤذن لصلاة الظهر في مسجد الرحمن الرحيم التابع لجمعية الأبرار. أضاف أن التحاق الببلاوي بالجمعية بدأ منذ سبع سنوات فقط تمكن خلالها من حفظ القرآن كاملا كما تعلم القراءة والكتابة وشهور السنة الهجرية والميلادية علي أيدي اخصائيين تربويين بالرغم من أن عمره العقلي لا يتجاوز، عند دخوله الجمعية، ثماني سنوات. وبالحديث مع محمد الببلاوي للتعرف عليه عن قرب قال إنه يجب أن يتلو القرآن الكريم بصوت الشيخ الطبلاوي، وعبدالباسط عبدالصمد، وأوضح أنه سعيد بلقب حاج، حيث ذهب لأداء فريضة الحج بدعوة خاصة من الديوان الملكي السعودي بعد ظهوره في أحد البرامج التليفزيونية، كما احتفلت به أسرته عند فوزه بالمركز الثاني في مسابقة حفظ القرآن الكريم علي مستوي الجمهورية. يقوم محمد حالياً بتعليم ثلاثة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم: محمد أشرف ومصطفي عواض، ومحمد طارق وذلك عن طريق تحفيظهم السور القصيرة، كما يستعد حالياً للاشتراك في مسابقة حفظ القرآن التي تنظمها وزارة الأوقاف في شهر رمضان المقبل. من جانبهم أبدي عدد من علماء الأزهر تأييد فكرة إعادة تأهيل المعاق ذهنيا بتحفيظه القرآن، بل والعمل مؤذنا ولكن بشروط حيث أوضح الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر حيث يشير إلي أن الإسلام لا يمنع أن يكون المؤذن معاقا ذهنيا، لأن الأذان هو الإعلان بدخول وقت الصلاة، فطالما أنه يدرك الإقامة والأذان وميعاد الصلاة فلا مانع شرعاً في أن يؤذن للصلاة لأن المرض الذهني ليس من الأمراض المنفرة أي التي تنفر الناس من الصلاة خلفه كما ذكر العلماء، وكما أن جميع فقهاء الأمة لم يشترطوا أن يكون الإنسان معافي من الإعاقة الذهنية. ويتفق الدكتورر عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية معه، ويري أنه إذا كانت الإعاقة الذهنية بسيطة بحيث لا تجعله ينطق الألفاظ بطريقة خاطئة ومادام أن تتوافر فيه شروط المؤذن بأن يكون طاهرا وينطق عبارات الأذان والإقامة بطريقة صحيحة، ومن الجدير بالذكر أن النفس تتحدي الإعاقة، وإذا أرد أن يتحدي إعاقته بحفظ القرآن وإقامة الأذان فنباركه ونقوي عزيمته ولا يجب علينا أن نفصله عن مسيرة الحياة.