أكد الدكتور أحمد كمال أبوالمجد عضو مجمع لبحوث الإسلامية أن الأمة الإسلامية تعاني خطرًا وتفرقًا سببه العزلة وهي بحاجة إلي علاج سريع.. وقال خلال كلمته في المؤتمر ال22 للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية إن الأمة الإسلامية تنعم بعزلة مرضية تستحق العلاج بمستشفيات للأمراض العقلية. مشيرًا إلي أن المسلمين يهددون العقل باعتمادهم علي رفع أياديهم بالدعاء لتغيير الحال دون العمل، منتقدًا ما يحدث في موسم الحج والعمرة واعتبره ضد البيئة وبه شكل غير محدود من البدائية والخروج علي آداب التعامل والنظافة. طالب "أبوالمجد" بضرورة إعادة النظر في المناهج الأزهرية وقال: إن المعاهد الأزهرية تحتاج إلي تطوير وثورة جديدة تخرج لنا خطباء حقيقيين، كما لابد من مراجعة منهج الفتوي خاصة أننا أصبحنا نعاني من الفتاوي الشاذة والمحطمة التي تحصر الإسلام في المظاهر. شهد المؤتمر الإسلامي تحذيرًا شديد اللهجة من محاولات وصفها د. عبدالعزيز التويجري، مدير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "آيسيسكو" ب"تمييع الدين باسم التجديد" وأشار إلي أن الحديث عن المصالح لا ينبغي أن يفهم منه عدم تحديد المقاصد، فليس ما يراه العقل مقبولاً ومشروعًا. وطالب محمود الهباش وزير أوقاف فلسطين بإطلاق مشروع متكامل لدعم الشعب الفلسطيني للثبات علي أرضه والحفاظ علي المقدسات الإسلامية، وأكد أن المقدسات الإسلامية في ظل العدوان الإسرائيلي مهددة بالضياع، وأن ما فعلته إسرائيل تجاه الحرم الإبراهيمي باعتباره تراثًا يهوديا هو تهويد كامل للمسجد الإبراهيمي الذي هو مسجد إسلامي خالص لا يجوز اعتباره تابعًا لأي ديانة أخري. وشدد علي أن المقدسات الإسلامية تعاني كثيرًا من العدوان، والمسجد الأقصي بدأ يعاني من تصدعات في بنيانه، ومرافقه.. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا ننتظر حتي نتحرك؟ وقال: المسجد الإبراهيمي منذ عام 67 وإسرائيل تحاول تهويده. وأضاف أن العدوان الإسرائيلي يتم علي المقدسات الإسلامية والمسيحية لتهويد الأراضي الفلسطينية بالكامل والمطلوب ليس التعاطف، وإنما لابد من مواقف إيجابية، فالمقدسات وبخاصة بيت المقدس جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية. وقال الهباش: إننا بحاجة لتعمير هذه المقدسات بالصلاة، والدعم المادي للحفاظ علي حرمة المسجد الأقصي، ومن الواجبات التأكيد علي دور الأمة في دعم قضية القدس، وفضح الانتهاكات التي ترتكب في حق المقدسات الإسلامية والمسيحية والعمل علي إيقاظ المشاعر والعواطف تجاه ما يحدث نحو مقدسات الأمة وتوجيه هذه الأفعال توجيهًا صحيحًا بعيدًا عن الفوضي وتأكيد دور وسائل الإعلام في فضح الممارسات التي تتم ضد مقدساتنا، وتوجيه الرأي العام العالمي نحوها. كما شهد المؤتمر دعوات لإعلان عدم وجود ما يعرف بحد الردة لا سيما أن الغرب يتخذونه دليلاً علي عدم وجود حرية عقيدة في الإسلام، وفجرت تلك القضية د. فوزية العشماوي أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة چنيف بسويسرا حيث أكدت أن الإسلام لم يضع حدًا للردة وأن كل الآيات حددت العذاب الأليم في الآخرة لمن يرتد عن الدين، ولم يحدد القرآن عذاب الدنيا، ولم يقاتل المرتدون في الإسلام إلا عندما قاتلوا المسلمين. وأضافت أن الوقائع في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم لا تدل علي وجود حد للردة كما أن موقف الرسول صلي الله عليه وسلم من المرتدين الذين لم يحاربوا المسلمين كان بتركهم.. وتوجد وقائع كثيرة لأشخاص أسلموا ثم كفروا ولم يأمر النبي بقتلهم. وأوضحت أن الخلفاء الراشدين لم يطبقوا حد الردة علي الخارجين عن الإسلام وأن ما حدث في عهد الخليفة أبوبكر، كان لخروج المرتدين عن الأمة وإعلانهم العداء ومحاربة المسلمين وإشعال الفتنة في الجزيرة العربية. وأكدت أنه لا يوجد إجماع بين العلماء علي حد الردة، وطالبت بضرورة توضيح أن الخروج من الدين في حد ذاته لا يوجب القتل تطبيقًا لمبدأ حرية العقيدة مع التأكيد أن هناك فرقًا شاسعًا بين المرتد غير المحارب والمرتد المحارب. في هذا السياق أوضح محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطيني أن هناك حربًا علي الإسلام ويستغل في هذا الصدد حد الردة، ورغم أن توقيع العقاب علي المرتد يكون لدرء شره أو لحربه علي المسلمين، أما تغيير الديانة فلا يوجد في القرآن ما يدل علي أن الإسلام عاقب المرتد. من جانبه شن الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين هجومًا عنيفًا علي الشيخ يوسف القرضاوي لعدم تحريه الدقة قبل إصدار فتاوه المتعلقة بفلسطين، وقال في تصريحات صحفية تعليقًا علي حديث القرضاوي المستمر ضد الرئيس أبومازن التي كان آخرها إصداره فتوي برجم أبومازن: "إن ما صدر من الشيخ القرضاوي ما كان ينبغي أن يصدر منه كعالم، وليس من المقبول منه أن يفتي علي تكهنات مسبقة وعدم معرفة حقيقية". وأضاف: إن العالم الفاهم للشرع لا بد له من معرفة تفاصيل ما يبين الحكم الشرعي له، ولا يجوز للشيخ القرضاوي أن يقول إذا فعل أبومازن كذا فإن حكمه ينبغي أن يكون كذا، ويجب علي القرضاوي ألا يتخلي عن نهج التبين، والالتزام بالكلمة التي تجمع ولا تفرق. وحول الاتهامات باستيلاء أفراد بالقيادة الفلسطينية.