يبدو أن أزمة فيلم المسيح والآخر أصبحت في طريقها للانفراج بعد أن صرح المنتج محمد جوهر أنه يتفهم موقف السيناريست فايز غالي وثورته وغيرته علي السيناريو الذي كتبه مؤكداً أن كل ما يدور في ذهن غالي هو مجرد هواجس ليس لها أساس من الصحة، خاصة فيما يتعلق باتهاماته له بمحاولة العبث بالسيناريو وما يتضمنه من حقائق عقائدية وقال جوهر: لم أتدخل في أي شيء يخص السيناريو وقمت بتشكيل لجنة متخصصة تتولي الإشراف علي الفيلم مكونة من محمد عشوب والمخرج أحمد ماهر وممدوح يوسف وشريف حمودة مستشار الإنتاج ولن يقترب أحد من الجزء الذي يخص الدين في الفيلم خاصة أننا نحترم الدين المسيحي وهذا هو الدافع الأساسي الذي جعلني أتحمس لإنتاج الفيلم بالرغم من أنني مسلم ولكني تعلمت في ديني احترام كل الديانات ومن بينها المسيحية. وأضاف: ما أريد التأكيد عليه هو أن هدف هذا الفيلم هو التأكيد علي رسائل التسامح التي تتضمنها كل الأديان السماوية. أما فيما يخص ما ذكره فايز عن نيتي للتشكيك في رحلة العائلة المقدسة لمصر فهذا أيضا ليس حقيقياً بالمرة، فما نتناقش حوله هو البناء الفني للفيلم أما عن اعتراض فايز علي الاستعانة بسيناريست إنجليزي ليعيد كتابة السيناريو فقال: هذا الكلام لم يحدث فأنا استعنت برجل إنجليزي بالفعل ولكن ليقوم بتصميم الشكل الفني للفيلم خاصة أنه رجل مسيحي متدين ومتخصص في عمل أشهر المسرحيات المسيحية لدرجة أنه كل عام يقدم مسرحية في الكريسماس وكل ما قام بكتابته ورقتين علق فيهما علي بعض الأمور الفنية بعد أن قمنا بترجمة السيناريو للإنجليزية ليدرسه وحتي اليوم لم نقرر هل سنأخذ بهذه الرؤية أم لا. وهذا القرار سوف تدرسه اللجنة وسيكون لي القرار النهائي بجانب أن هناك أموراً أخري مازلنا ندرسها لذلك تعجبت من موقف فايز غالي لأنه يسبق الأحداث وعن تخوف غالي من إضافة تعديلات علي السيناريو لتصبح الأحداث وفقا لوجهة نظر صحفي أمريكي يروي القصة قال: هذه مجرد اقتراحات وهي عبارة عن فكرة للتهرب من تضييقات الرقابة علي بعض المشاهد أو الحقائق فكان هناك اقتراح أن يقوم صحفي بالحديث عن الحقائق من خلال إجرائه لحوار مع قسيس وهناك رؤية أخري للمخرج أحمد ماهر الذي اقترح أن يبدأ تيتر الفيلم بمشاهد للأحداث والحوادث التي وقعت مؤخراً من فتن بين المسلمين والمسيحيين من أجل تذكير الجمهور وتأهيله لتلقي مضمون الفيلم، وهناك اقتراح آخر للمخرج أيضاً لأن نقوم بإضافة بعض المشاهد للسيناريو الذي كتبه غالي نوضح فيها المشاهد التي يتم فيها قتل الأطفال علي يد أحد الملوك في روما مما جعل السيدة مريم تهرب بالمسيح إلي مصر واقترح ماهر أن نضيف لهذا المشهد شوتات لأهالي يجرون علي أطفالهم لنبرز أن روما كانت موطن الإرهاب بينما مصر كان وما زالت أرضاً للسلام، وعن قراره برفع قضية علي فايز غالي لأنه يتهمه بالطعن في عقيدته قال جوهر: قررت التراجع عن موقفي لأنني أريد تطبيق رسالة التسامح التي يتضمنها فيلمي، ولكن أخشي أن يتمادي فايز في اتهامه ووقتها لن استطيع إيقاف من يعرفوني جيداً من اللجوء للقضاء ضده. وعلي الجانب الآخر أكد فايز غالي أنه حرص علي التقدم بشكوي لنقابة السينمائيين لضمان سلامة السيناريو من التشويه والعبث بالعقائد الدينية والحقائق التي يتضمنها الفيلم وليس عندي مشكلة في التعاون مع جوهر ولكن دون الإساءة لمضمون الفيلم خاصة أن رحلة العائلة المقدسة لمصر لا يستطيع أن ينكرها أو يتجاهلها كحقيقة يعلمها الجميع ولن أقبل أن يحاول أحد إقصائي عن مشروعي الذي جاهدت كثيراً ليخرج للنور سواء كان مع الأزهر أو الكنيسة وعلق المخرج أحمد ماهر علي هذه التطورات قائلاً: انتهيت مؤخراث من الفحوصات الخاصة بحالتي الصحية وقررت أن اتفرغ تماماً لهذا الفيلم وفض الخلافات بين المنتج والسيناريست خاصة أنها أمور بسيطة ولكن مازاد من سخونتها سوء الفهم ولكن أثق في عقلية المنتج أحمد جوهر ومدي التسامح الذي يتمتع به وأعرف جيداً إنه لم يقترب من الحقائق الدينية والتاريخية في الفيلم وكل المشكلة هي أن السيناريست فايز غالي لم يستوعب ما نقوم به خاصة أنه في صالح الفيلم ليكون قادراً علي المنافسة والطرح بمقاييس فنية دولية لأنه سوف يكون فيلماً عالمياً خاصة أنني طالبت المنتج بزيادة الميزانية ليخرج الفيلم في أفضل صورة لأننا في حاجة ماسة لمثل هذا الفيلم الذي يذكر الجميع برسالات السلام التي تتضمنها دياناتنا السماوية. يتردد أن سبب أزمة غالي وجوهر هو خوف الأخير من رد المبلغ الذي تقاضاه عن السيناريو وقدره ربع مليون جنيه في حالة استعانة المنتج بمؤلف آخر.