قام عبد الحليم قنديل (منسق حركة كفاية) مؤخراً بتوجيه الاتهام لثلاث جهات معارضة بأنها تتلقي تمويلاً خارجياً. وزعم أن كلاً من: حزب الغد وحزب الجبهة الديمقراطية وحركة شباب 6 أبريل يتلقون تمويلاً من مؤسسة (فريدم هاوس)، وأنه يملك الأوراق التي تثبت ذلك. الطريف أن عبد الحليم قنديل قد شن هجوماً علي أحمد ماهر (منسق حركة 6 أبريل)، واتهمه بالكذب فيما قاله من أن أعضاء حركة 6 أبريل علي الإنترنت قد وصلوا إلي 70 ألف عضو بدليل أن عدد المشاركين منهم في المظاهرات لا يزيد علي 17 عضواً فقط. ولم يسلم "صديق" عبد الحليم السابق أيمن نور من (دفعة) الاتهامات الموجهة حيث أكد أن نور يتحكم في توجيه شباب حركة 6 أبريل، وأن أحمد ماهر وإسراء عبد الفتاح يعملون كسكرتارية شخصية لأيمن نور. وبالطبع، لم يسكت أحمد ماهر (منسق حركة 6 أبريل) علي هذه الاتهامات، وقام بدوره باتهام عبد الحليم قنديل بأنه علي اتصال بالجهات الأمنية وبأنه يعمل لصالح تيارات ليست لها شرعية، كما وصفه بأن له دوراً فاعلاً في تشويه المعارضة من خلال هجومه الدائم علي جماعة الإخوان (المحظورة) أو علي الأحزاب الأخري. وقد برر أحمد ماهر ذلك بأن عبد الحليم قنديل قلق من تراجع دور حركة كفاية الملحوظ في الشارع المصري منذ توليه مهام المنسق العام لها في مقابل انتشار حركة 6 أبريل في الشارع المصري. وقام أحمد ماهر بإعادة توجيه الاتهام لعبد الحليم قنديل معلناً أنه سوف يكشف تورطه مع بعض الجهات التي تريد موت المعارضة سواء كانت أحزاباً أو حركات احتجاجية. ما لفت انتباهي في هذه القصة التي تداولتها العديد من الجرائد ومواقع الإنترنت هذا الأسبوع العديد من الملاحظات التي يجب تحليلها، وعلي سبيل المثال: 1 - إن الحركات الاحتجاجية مثل: حركة كفاية أو حركة 6 أبريل هما مجرد ظواهر إعلامية بدون أهداف حقيقية.. بدليل عدم شعور الشارع المصري بهم سوي من خلال (صوتهم) العالي سواء في وسائل الإعلام أو في المظاهرات فقط. 2 - إن المسألة كلها في عمل تلك الجماعات.. قد تم اختزالها في حب الظهور الإعلامي وحب السيطرة علي أعضاء تلك الجماعات سواء من خلال منسقيها أو من خلال بعض أعضائها من أصحاب الحضور الإعلامي الملحوظ. 3 - لم تقم هذه الحركات بدور إيجابي حقيقي في زيادة درجة الوعي السياسي للمجتمع المصري بتعريفه بحقوقه وواجباته.. مما يساعد علي ترسيخ منظومة المواطنة وشيوع مناخ الدولة المدنية الحقيقية. بل وبالعكس، زادت من حالة البلبلة والفوضي التي زادت من رصيد الجماعة المحظورة. 4 - إن المحصلة النهائية لتلك الحركات.. أنها تحولت إلي حركات للتهريج السياسي الذي لا يزيد من رصيد المعارضة الحقيقية؛ بقدر ما تسببت فيه من تشويه للحياة السياسية المصرية من جانب، كما تحولت لمرآة عاكسة لطبيعة الشخصيات القائمة عليها لتظهر نواياهم الحقيقية وتوجهاتهم الشخصية من جانب آخر.