تعجبني الخطوات التي يقوم بها الوزير عبد السلام المحجوب (وزير التنمية المحلية) منذ توليه موقعه الوزاري لتحقيق كسر مفهوم المركزية في عمل بعض الوزارات الخدمية بوجه خاص، وهي خطوات (صعبة) تتطلب التنسيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية لوضع الإطار التشريعي لها، وما يتطلبه ذلك من تعديل قانون الإدارة المحلية. إن كسر قاعدة المركزية التي حكمت الحكومة المصرية لسنوات طويلة يحتاج لجهد منظم وخطوات تراكمية من أجل الوصول إلي خطوات محددة لنقل مسئولية تقديم الخدمات للمواطن المصري والموافقة عليها من المستوي المركزي بالقاهرة لأي وزارة أو هيئة حكومية إلي سلطة الإدارة المحلية لكل محافظة باستقلال تام عن القاهرة. وهو ما يتطلب أن تقوم وزارة التنمية المحلية بإعداد نظام عام متكامل بين عمل المستوي المركزي بالقاهرة والمستوي المحلي بكل محافظة، وضرورة التنسيق والتكامل بينهما من خلال استحداث نظام معايير موحدة علي مستوي كل المحافظات المصرية في تقديم الخدمات من أجل التيسير والرقابة علي التنفيذ ومتابعة تنفيذ الأداء.. تجنباً لأي تداخل يؤدي إلي فشل هذه التجربة التي من شأنها أن تساند عمل المجالس التنفيذية الحكومية بجميع مستوياتها، وما يتبع ذلك من دعم قوة المجالس الشعبية المحلية في القيام بدورها الرقابي علي المجالس الإدارية التنفيذية. وهو ما يعني ببساطة تقديم خدمات جيدة وسريعة للمواطن المصري في المجالات الخدمية المتعلقة بالوحدات الصحية والإنارة والصرف الصحي وبناء المدارس والمستشفيات و.. إن نجاح تلك التجربة.. سيعني إعادة النظر في تحديد دور المجلس الشعبي المحلي المنتخب من المواطنين بشكل أكثر تفصيلاً خاصة في علاقته بالمحافظ.. خاصة أن أحد أدواره الرئيسية ستكون مراقبة أداء المحافظ الذي يعتبر علي قمة الجهاز التنفيذي للمحافظة. وهو ما يضع علي عاتق الوزير عبد السلام المحجوب أن تكون هناك خطة تدريبية واضحة المعالم لتدريب أعضاء المجالس الشعبية المحلية المنتخبة علي القيام بأداء دورهم الفعال الجديد سواء في إعداد الخطط التنموية أو في التوجيه والرقابة، كما يمكن إعداد دليل لدور أعضاء المجالس الشعبية المحلية لدعم قدراتهم في أداء دورهم بشكل حقيقي طبقاً لجهود التعديل المرتقبة، التي تتطلب وجود وسائل وأدوات واضحة للقيام بهذا الدور الرقابي الذي سيدعم تجربة اللامركزية. ما أتمناه من الوزير عبد السلام المحجوب أن يكون هناك في تعديل قانون الإدارة المحلية الجديد ما يفيد التعاون والتنسيق من منظمات المجتمع المدني وجمعياته.. لما لها من قدرة علي نشر الوعي من خلال برامجها وخدماتها بين المواطنين في المجتمعات المحلية، وهو ما من شأنه أن يساعد علي دعم تلك التجربة المهمة.. كما أرجو منه الاهتمام بالإعلام للمساعدة في نجاح تلك التجربة من خلال تبسيطها وشرحها للمواطن المصري العادي سواء علي مستوي البرامج التليفزيونية الأرضية والفضائية أو علي مستوي الإذاعة للوصول لجميع القري بكل المحافظات.