رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي بالتصريحات المتتالية لقادة حماس بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة. وأوضح زكي أن تلك الرغبة كانت مفقودة علي مدار الفترة الماضية، مؤكدا أن المصالحة الفلسطينية كانت وستظل هدفا محوريا لمصر في التعامل مع الوضع الفلسطيني الحالي. وحول موقف مصر من إعادة فتح الوثيقة المطروحة للمصالحة قال زكي إن هذا الأمر من شأنه تعطيل المصالحة فعليا إلي أجل غير مسمي.. مشيراً إلي أن فتح الوثيقة لتعديلات من تنظيم ما يعني فتحها للجميع.. وهذا أمر يعني العودة إلي الوراء، مشددا علي أن المصالحة الفلسطينية في حاجة ماسة لترميم المشروع الوطني الفلسطيني، وتتطلب إرادة من جميع التنظيمات الفلسطينية، وهي هدف مصري عملت مصر بجدية لتحقيقه ولن تتخلي عنه، وأوضح أن الموقف المصري مازال هو ضرورة التوقيع أولا علي الوثيقة ثم أخذ كل الملاحظات من جميع الفصائل في الاعتبار بعد ذلك عند التنفيذ. من جانبها قررت حركة حماس وقف المفاوضات غير المباشرة الخاصة بصفقة تبادل الأسري مع إسرائيل لأجل غير مسمي ردا علي اغتيال قائدها العسكري محمود المبحوح في دبي الأسبوع الماضي. ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مسئول بارز في حماس رفض ذكر اسمه قوله إن مباحثات صفقة الأسري توقفت بسبب عملية اغتيال القيادي المبحوح، معتبرا أن الصفقة "تمر بمنعطف سلبي كبير". وحمل المسئول إسرائيل المسئولية الكاملة عن توقف وفشل إتمام صفقة الأسري حتي اللحظة وارجع عملية اغتيال المبحوح إلي رغبة إسرائيل في قهر ثبات حماس علي موقفها الشجاع من صفقة الأسري وتمسكها بجميع بنود الصفقة. تزامن ذلك مع انفجار عبوة ناسفة أمس في سيارة أحد قادة حماس في خان يونس جنوب قطاع غزة دون أن يتعرض لإصابات فيما أدي تطاير شظايا الزجاج لإصابة طفلين بجراح. وذكرت وكالة "معا" الفلسطينية أن الانفجار استهدف سيارة القيادي يوسف صرصور الملقب ب"أبو عمر"، وأدي الانفجار الذي وصف بالشديد إلي تدمير السيارة بالكامل. وقال أبو عمر للوكالة سمعت صوت انفجار ضخم هز المنطقة، واعتقدت أنه قصف بطائرات ال"ف 16"، وعند استطلاع الأمر تبين أن الانفجار وقع في سيارتي المتوقفة أمام المنزل، بواسطة عبوة ناسفة شديدة الانفجار، مشيرا إلي تضرر عدد كبير من المنازل المحيطة. وفيما يتعلق بعملية السلام دعا عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية إلي العودة لمجلس الأمن الدولي من أجل حمل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة بمائدة المفاوضات، وبحث قضايا الوضع النهائي وفقا لجدول زمني محدد، علي أن يتم مراجعة ما تحقق استنادا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، مشيرا إلي أن القمة العربية المقبلة ربما تأخذ قرارا في هذا الشأن. في غضون ذلك ذكرت مصادر فرنسية رسمية أن جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط طلب من المسئولين الفرنسيين والأوروبيين مؤخرا الضغط علي الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلي طاولة المفاوضات. وأوضحت المصادر أن ميتشل بدا متشددا في موقفه من الجانب الفلسطيني إذ اعتبر أنه حان الوقت للتوقف عن إيجاد الأعذار لرفض الجلوس مجددا إلي طاولة المفاوضات بل إنه ذهب أبعد من ذلك إذ أكد أن الفلسطينيين "مرتاحون" في وضعهم الحالي الذي يرونه أقل مخاطرة من الذهاب لمفاوضات غير مضمونة النتائج.. إلا أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "دافع" عن عباس ودعا ميتشل إلي أخذ "المخاطر" السياسية التي يعاني منها الرئيس الفلسطيني بعين الاعتبار في حال قبوله المطلب الأمريكي من غير الحصول علي ضمانات مقبولة مقترحاً بأن تتم طمأنة الفلسطينيين من خلال إعلان واضح ينص علي أن غرض المفاوضات هو الوصول لدولة فلسطينية خلال مهلة زمنية معقولة يمكن أن تصل إلي عامين. علي صعيد آخر حذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك من خطر نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وسوريا في حال عدم التوصل إلي تسوية سياسية بينهما. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن باراك قوله في اجتماع سنوي لكبار الضباط بالجيش الإسرائيلي في غياب اتفاق مع سوريا قد نصل إلي صراع مسلح يمكن أن ينتهي إلي حرب كاملة، وكما هو الحال في الشرق الأوسط بعد الحرب مباشرة سنجلس معا ونتفاوض تماما علي ما كنا نتفاوض عليه منذ 15 عاما. علي الجانب الآخر كثفت القوات الإسرائيلية من انتشارها الأمني داخل إسرائيل، وأقامت الحواجز الأمنية علي الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية للمدن الإسرائيلية. من جانبها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة تواصل أعمال التمشيط علي امتداد الشواطئ بعد العثور علي برميلي متفجرات قبالة سواحل مدينة عسقلان جنوب إسرائيل أمس.