يستطيع المراقب لأسلوب التعامل مع المشاكل العمالية بالمصانع والشركات وطرق مواجهة الاعتصامات والاحتجاجات المتكررة أن يكتشف مدي الخلل في إدارة الأزمات العمالية الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في طرق التعامل مع القضايا العمالية وكذلك في مسئوليات القيادات العمالية ليكون النقابي المناسب في المكان المناسب.. وطبقا لرصد بسيط قامت به روزاليوسف في الأسبوع الماضي فقط حول تحركات رئيس الاتحاد وحسين مجاور كان نتيجتها الفشل في احتواء الأزمات حتي داخل الشركة التي يعمل بها رئيس الاتحاد وهي مجموعة السويس للأسمنت حيث عقد مجاور اجتماعًا الأسبوع الماضي هو الرابع من نوعه مع اللجنة النقابية بشركة حلوان للأسمنت إحدي شركات مجموعة السويس بهدف إقرار اتفاقية جديدة للأجور وقالت مصادر مطلعة أن رئيس الاتحاد حاول اجبار أعضاء اللجنة النقابية علي تمرير اللائحة نظرًا لولائه الكامل للإدارة الإيطالية المالكة لمجموعة السويس للأسمنت والتي يمثل حصة المال العام فيها إلا أن أعضاء اللجنة وقفوا له بالمرصاد لينتهي الاجتماع دون إقرار أي اتفاقية ووصل الأمر إلي تهديد بعض أعضاء اللجنة النقابية بالاستقالة احتجاجًا علي تصرفات رئيس اتحاد العمال معهم ومساندته للإدارة علي حساب العمال. المصادر انتقدت عدم قدرة رئيس الاتحاد في التعامل مع أزمة بشركته وتساءلت: كيف سيتعامل مجاور مع أزمات العمال في الشركات الأخري رغم فشله الكبير في حل مشاكل العمال بشركته وهو أمر يتطلب إعادة النظر في أحقيته بتولي رئاسة الاتحاد وشئون العمال! وأوضحت المصادر أن أعضاء اللجنة النقابية هددوا بإحالة قضيتهم إلي إدارة الوساطة والمفاوضة بوزارة القوي العاملة والهجرة في حالة إصرار رئيس الاتحاد علي تمرير اللائحة وإذا لم يتم التوصل لحلول فسوف يلجأون للتحكيم.. الأزمة الثانية التي كشفت الفشل الحقيقي لرئيس الاتحاد في حل مشاكل العمال والتواصل معهم تتعلق بالفشل المبكر الذي يلاحق نقابة العاملين بالمالية والجمارك والتي تحمل رقم 24 في قائمة النقابات العمالية وقرر اتحاد العمال إنشاءها لمواجهة النقابة المستقلة للضرائب العقارية، إذ علمت روزاليوسف أن مجاور اتفق علي موعد للاجتماع بأعضاء وقيادات نقابة المالية ولكنه لم يحضر كعادته فاضطر أعضاؤها للانسحاب من اتحاد العمال رافضين هذه الأساليب في التعامل ووصل الأمر إلي أن بعض القيادات التي تتولي مهمة إنشاء النقابة قدمت استقالة إلي مكتب مجاور. وفسرت المصادر حالة الشلل في إدارة الأزمات التي يعانيها الاتحاد بسبب انشغال الرئيس بأمور خارجة عن المصالح العمالية وتفويض قيادات يرفضها العمال في إدارة شئون الاتحاد. وقالت المصادر أن تصرفات مجاور غير المحسوبة تؤدي إلي إحراج موقف الدولة مع العمال خاصة أن الرئيس مبارك حريص علي ألا يضار عامل في أي موقع عمل ورغم ذلك يصر قيادات ورئيس الاتحاد علي مخالفة تعليمات الرئيس لانشغالهم بمصالح خاصة بعيدًا عن مشاكل العمال..وتابعت المصادر: جميع القضايا والمشاكل العمالية أصبحت من نصيب وزارة القوي العاملة والهجرة حيث تتدخل الوزيرة عائشة عبدالهادي باستمرار في جميع المشاكل لمحاولة حلها في أسرع وقت ممكن وتحقيق مصالح العمال فضلاً عن قيامه بزيارات للمصانع لمتابعة مشاكل العمال بصفة مستمرة الأمر الذي زاد سخط القواعد العمالية علي اتحاد العمال بسبب تجاهل رئيس الاتحاد لهم وأبرز هذه المشاكل اضراب عمال طنطا للكتان الذي فشل اتحاد العمال في حله حتي الآن رغم استمرار الاضراب لشهور..المصادر لفتت إلي أن إدارة الأزمات لا تحتاج إلي أداة أو عصا سحرية بل تتطلب الاهتمام بقضايا العمال والنزول لمواقع العمل والدخول في مفاوضات مع الوزارات المسئولة مباشرة لحل هذه المشاكل وإحكام الرقابة علي التصرفات المالية لمنع ظهور أي فساد في المنظمات النقابية.